رئيس التحرير
عصام كامل

تتحقق فيه معانى الإنسانية والمساواة بين الناس.. فقيه سوري يعدد فضائل رمضان

الفقيه السورى الشيخ
الفقيه السورى الشيخ على الطنطاوى

فى مجلة الأزهر عام 1980  كتب الأديب والقاضى الفقيه السورى الشيخ على الطنطاوى ـــ رحمه الله رحل 1999ـــ  مقالا عن صورة رمضان وعادات المسلمين يقول فيه : رمضان الجو الجميل والشهر العظيم الذى يقوم فيه الناس فى هدءات الأسحار وسكنات الليل حين يرق الأفق وتزهو النجوم ويصفو الكون ويتجلى الله على الوجود يعرض كنوز فضله على الناس ويفتح لهم باب رحمته يقول جل وعلا (ألا من مستغفر فأغفر له ألا من سائل فأعطيه ) . 

 

وتتصل القلوب بالله فتحس بلذة لا تعدل لذاذات الدنيا كلها ذرة واحدة منها ثم يسمعون صوت المؤذن يمشى فى جنبات الفضاء ينادى ( الصلاة خير من النوم )وتكون فى أمتع نومه فياتى رمضان ليوقظك لتأكل فى جوف الليل "السحور "وانت تؤثر النوم فيقومون إلى الصلاة يقفون بين أيدى مصرف الأكوان يناجون الرحمن الرحيم فيسرى الإيمان فى كل جنان ويجرى التسبيح على كل لسان وتنزل الرحمة كل مكان . هذا هو رمضان الذى تتحقق فيه معانى الانسانية والمساواة بين الناس ويشترك فيه الناس جميعهم فى الجوع والشبع ويعلم الجميع حين يجلسون إلى مائدة الإفطار أن الجوع يسوى المطاعم كلها "القوزى " و"النمورة " أى الكنافة وصحن الفول المدمس وقطعة الجرداق أى العيش الجاف ويغدو الناس كأنهم إخوة متحابين فى أسرة واحدة هذه هى صورة رمضان الحلوة.. وهذا هو رمضان ..فإذا أردتم أن تصوموا حقا فصوموا عن الأحقاد والمآثم والشرور كفوا فيه لسانكم عن اللغو وغضوا أبصاركم عن الحرام واعلموا أن من الصائمين من ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ..ذلك الذى يترك الطعام ويأكل بالغيبة لحوم إخوته . ويكف عن الشراب ولكنه لايكف عن الكذب والغش والعدوان على الناس وقد سأل رسول الله اصحابه ما المفلس ؟ قالوا المفلس فينا لا مال له ولا درهم قال : المفلس من يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وحسنات . ايها الصائمون ان رمضان شهر الحب والوئام فكونوا اوسع صدرا وأندى لسانا وأبعد عن المخاصمة والشر وإذا رأيتم من نسائكم ذلة فى رمضان فاحتملوها وإذا وجدتم إساءة من إخوانكم فاصبروا عليها وإذا بادأكم أحد بالخصام فلا تقابلوه بمثله بل ليقل أحدكم إنى صائم إنى صائم وإذا خفتم الجوع الاختيارى فاذكروا من يتجرع الجوع الاجبارى واشكروا على نعمة ربكم وليس الشكر ان تردوا القامرة باللسان ..الحمد لله الحمد لله ولكن شكر الغنى بالبذل للفقراء وشكر القوى وإسعاد الضعفاء ..واعطوا من نفوسكم كما تعطوا من أموالكم فرب بسمة مع العطاء تنعش السائل أكثر من العطاء

علي جمعة يوضح كيفية الاستمتاع بنفحات رمضان | فيديو جربوا هذه العطية فى رمضان ..خذوا من الصحة لأجسامكم والسمو لأرواحكم والعظمة لنفوسكم والبذل والفضل .رمضان الذى تشيع فيه جلائل الخير ويعم الحب والوئام فإذا اردتم ان تصوموا حقا فدافعوا بالتى هى أحسن فى تلك الايام الجليلة .

الجريدة الرسمية