طبيب يروي رحلة عطاء الجيش الأبيض داخل مستشفيات العزل: "لا أنام" خدمة فندقية للمصابين.. وتعافي طبيبة حامل "بشرى خير"
"بالكاد نستطيع التنفس.. نبذل مجهودا ضخما.. إنها معاناة كبيرة وانت ترتدي بدلة العزل التي تحبسك داخلها خوفا من فيروس كورنا وانتقاله عبر المرضي الحاملين للفيروس والذين تتعامل معهم يوميا بجانب الحياة اليومية "داخل الماسك الطبي" وانت كاتم الأنفاس.. هكذا عبر الدكتور إسلام العربي طبيب النساء عن معاناة أفراد الجيش الأبيض بمستشفى قها للحجر الصحي.
العمل كله تقريبا في نهار رمضان ومع ارتفاع درجة الحرارة وارتداء بدلة العزل يصبح الكلام والحركة شعور لا يمكن وصفه ولكنها الحرب وكلنا لها هكذا استطرد العربي واصفا معاناة الطاقم الطبي داخل الحجر الصحي.
وأكد أن العمل داخل الحجر الصحي ليس إجباريا فلا يوجد عقوبات على من يمتنع عن دخوله ولكنه الواجب والفرض على العاملين في المجال الطبي فلا مجال للتراجع والاستسلام والجميع يؤمن بقضاء الله ورحمته.
إسلام الذي كان يقضي عمله كطبيب منتدب بمستشفى قها المركزي وبمجرد تحويله لمستشفى حجر صحي كان أنهي انتدابه ومن المفترض العودة لعمله الأصلي بمستشفى طوخ المركزي ولكنه فضل أن يبقي بالمستشفى ويقاتل في صفوف الجيش الأبيض داخل المستشفى .
ترك زوجته الطبيلة الحامل في شهرها الثامن ليقضي 14 يوما في رمضان داخل العزل وفور عودته سيقضي داخل العزل 14 يوما أخرى فمن الممكن أن تضع زوجته مولودهما وهو لا يشاركها تلك اللحظة ولكنه قدّم مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية.
يقول إسلام إن الخدمة هنا فدقية داخل غرفة خاصة لكل مصاب بها حمام وتلفزيون وتكييف وإن الجنود المجهولين هم عناصر التمريض الذين يمرون على المرضى ما بين مرتين غلى 3 مرات يوميا فالدولة طوعت إمكاناتها لمواجهة الفيروس مشيرا إلى أن الطاقم الطبي يقوم بالمرور على الحالات وينظم العمل بالتناوب لتقليل ساعات الاحتكاك المباشر مع المرضى حفاظا على سلامة الطاقم الطبي .
وأكمل العربي أنهم طبعا يجدون تعاطفيا تجاه زملائهم المصابين من الفريق الطبي والموجودين في مستشفى العزل ولكن الجميع مرضى والعلاج واحد مشيرا إلى أن أكثر الحالات التي تعرض لها طبيب نساء كانت لطبيبة من مستشفى الجامعة والتي خرجت منذ أيام وكانت حاملا في شهرها الـ8 ومصابة بكورونا وتعاني من انخفاض في ضغط الدم فكان هناك تحد في تجهيز غرفة العمليات تحسبا لحالة ولادة وخاصة أن تلك الغرفة لم يتم تشغيلها من قبل منذ تسليم المستشفى وبالفعل تم تجهيزها في وقت قياسي مع متابعة لحالة الطبيبة التي استقرت بإعطائها العلاج بانتظام وهو ما ساهم في تحسن حالاتها وخرجت قبل الوضع .
" تفاءلوا " هكذا وجه الطبيب إسلام رسالته للمواطنين بأنه لا يوجد تقريبا مرضى يخضعون لجهاز التنفس الصناعي داخل الحجر الصحي بقها حتى الآن وأن الموجودين في العناية المركزة ليس لسوء حالتهم ولكن كنوع من الاطمئنان الزائد عليهم لأنهم علاوة على إصابتهم بالكورونا يعانون أمراضا مزمنة مؤكدا أن 90 % من المصابين حالتهم مستقرة ويوميا يتم تحويل من 8 إلى 10 حالات استقرت أوضاعهم إلى المدن الجامعية .
خروج 5 سيدات من مستشفى قها للحجر الصحي بعد تعافيهن من فيروس كورونا
وأضاف العربي أن البروتوكول الخاص بالعلاج المصري فعال تماما ووزارة الصحة تعقد معهم بصفة مستمرة اجتماعات عبر "الفيديو كونفرانس” لمتابعة الحالات ويتم التعديل في البروتوكول طبقا لما تقتضيه حاجة المرضى وطبيعة الفيروس المجهولة في الفترة الحالية.
