أسباب صعود البورصات العربية والخليجية خلال أبريل الماضي
قالت حنان رمسيس خبيرة اسواق المال إن أسواق المال العربية شهدت خلال شهر أبريل ارتفاعات قياسية وكان من الممكن أن تكون أكثر عمقا لولا تدني أسعار النفط وتأثر عقود آجلة تسليم مايو بمضاربات تسببت في تحول الأسعار إلي السالب بسبب تخمة الإنتاج وعدم وجود سعات تخزينية برية وبحرية.
وأضافت أنه كان من الممكن استمرار تدني أسعار العقود الآجلة لولا إعلان العديد من الدول الاتجاه نحو تخفيض الإنتاج وإعلان أمريكا عن بيانات ساعات تخزين الخام ليست بالتشبع المتوقع.
وأنهت الأسهم السعودية شهر أبريل بأفضل أداء شهري منذ ديسمبر 2019، حيث ارتفعت بنحو 9.3 في المائة لتغلق عند 7112 نقطة.
وكانت السوق قد افتتحت الشهر عند 6505 نقاط وتراجعت بنحو 0.9 في المائة عند 6444 نقطة قبل أن تنطلق للارتفاع إلى أعلى مستوى خلال الشهر عند 7112 نقطة وتغلق عندها.
وزاد مؤشر "إم تي 30" الذي يقيس أداء الشركات القيادية 10 في المائة ليغلق عند 978 نقطة.
وتراجعت السيولة بنحو 18 في المائة بنحو 21 مليار ريال لتصل إلى 95 مليار ريال، كما انخفضت الأسهم المتداولة 9 في المائة بنحو 463 مليون سهم لتصل إلى 4.8 مليار سهم، أما الصفقات فتراجعت 14 في المائة بنحو 735 ألف صفقة لتصل إلى 4.4 مليون صفقة.
وجاء الأداء الإيجابي للسوق رغم تداعيات كورونا وتراجع أسعار النفط وتوقعات تراجع ربحية الشركات. وقد يأتي ذلك الارتفاع تفاعلا مع التراجعات الحادة في الشهر السابق، وفضل بعض المتعاملين الشراء مع توقعات بأن الأسعار حينها تعكس العوامل السلبية، لكن حتى الآن السوق تتداول بمكررات مرتفعة ونتائج الشركات للربع الأول لا تزال تظهر بأداء سلبي، حيث بلغت الأرباح المجمعة لنحو 34 شركة 2.9 مليار ريال بتراجع 44 في المائة.
ورغم الأرقام غير المشجعة حاليا إلا أن فرص العودة لا تزال قائمة في ظل المبادرات والدعم الحكومي للقطاع الخاص، ومع الفحص المجتمعي والميداني وزيادة عدد الفحوصات عموما للكشف عن التعرض لفيروس كورونا، ما يجعل إمكانية عودة النشاط الاقتصادي أقرب مما هو متوقع عند احتواء الفيروس.
وخلال الشهر السابق 16 شركة فقط حققت تراجعا في الأداء بصدارة سهم "الوطنية" بنحو 12 في المائة ليغلق عند 21.32 ريال، يليه "سويكورب" 6.5 في المائة ليغلق عند 6.62 ريال، وحل ثالثا "ساسكو" 5.1 في المائة ليغلق عند 25.85 ريال.
وحققت 104 شركات أداء أفضل من أداء المؤشر العام، تصدرها "بحر العرب" بنحو 58 في المائة ليغلق عند 34.70 ريال، يليه "حلواني إخوان" 41 في المائة ليغلق عند 41.80 ريال، وحل ثالثا "البحر الأحمر" 35 في المائة ليغلق عند 13.68 ريال.
وعلى الصعيد نفسه، ارتفعت السوق الموازية "نمو" في ابريل بنحو 30 في المائة بمكاسب 1661 نقطة لتغلق عند 7179 نقطة.
وكانت قد افتتحت الشهر السابق عند 5517 نقطة، وحققت أدنى نقطة عند 5375 نقطة فاقدة 3 في المائة بينما أعلى نقطة خلال الشهر عند 7956 نقطة رابحة 44 في المائة.
وارتفعت قيمة التداول 79 في المائة بنحو 299 مليون ريال لتصل إلى 678 مليون ريال، بينما زادت الأسهم المتداولة 27 في المائة بنحو 2.5 مليون سهم لتصل إلى 11 مليون سهم، أما الصفقات فارتفعت 10 في المائة بنحو 2.3 ألف صفقة لتصل إلى 25 ألف صفقة.
وسجلت أسواق الأسهم أداءً قوياً خلال تعاملات شهر إبريل 2020، والذي يعد الأفضل على مدى أكثر من 12 عاماً، وسط توجه شرائي من المستثمرين العرب والخليجيين والمواطنين؛ لتعزيز مركزاهم الاستثمارية في أسهم العديد من الشركات التي هبطت إلى مستويات مغرية في تعاملات مارس 2020.
وسجل مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية في إبريل 2020 أعلى نسبة ارتفاع شهرية في أكثر من 12 عاماً ونصف العام منذ أكتوبر 2007؛ حيث صعد المؤشر في الشهر بنسبة 13.3%، بنحو 495.7 نقطة ليغلق عند 4230.37 نقطة.
وارتفع مؤشر سوق دبي المالي أيضاً بأعلى نسبة شهرية في إبريل 2020 خلال 5 سنوات تقريباً منذ إبريل 2015، بعدما ارتفع بنسبة 14.4%، مضيفاً 255.3 نقطة مكاسب ليغلق عند 2026.61 نقطة.
وجاء الارتفاع بعدما هبطت المؤشرات العامة لسوقي دبي وأبوظبي خلال تعاملات مارس 2020 بنسبة 31.6% و23.8% على التوالي، الأمر الذي خلق مستويات سعرية جيدة للمستثمرين؛ دفعهم إلى تعزيز مراكزهم المالية في أسهم الشركات المدرجة؛ من خلال عمليات شراء موجهة على أسهم منتقاة؛ وذلك إضافة إلى المحفزات الحكومية، وتخفيف الإجراءات المفروضة؛ للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
وتراجعت السيولة المتداولة في السوقين بنسبة 20% إلى 9 مليارات درهم في إبريل 3.22 مليار درهم بأبوظبي و5.8 مليار درهم بدبي حيث بلغت الكميات المتداولة في السوقين نحو 8.3 مليار سهم 1.3 مليار سهم في أبوظبي و7 مليارات سهم في دبي). واتجهت السيولة لقطاعي البنوك والعقار؛ حيث تصدر إعمار العقارية تداولات السوقين بأكثر من مليار درهم ثم دبي الإسلامي بنحو 988 مليون درهم، وأبوظبي الأول 550 مليون درهم، والإمارات دبي الوطني 515 مليون درهم، وأبوظبي التجاري 498.4 مليون درهم. واصل سهم العالمية القابضة صعوده المستمر؛ حيث ارتفع بنسبة 87.38% إلى 27.02 درهم، بتداولات بقيمة 194 مليون درهم.