عمال مكامير الفحم بقنا.. رحلة بحث عن "لقمة العيش" وسط النيران وكورونا | صور
بالقرب من الطريق الصحراوي الغربي ، وتحديدا عند قرية الدير الغربي بقنا ، يقف شابا ثلاثيني العمر يرتدي جلبابا بجلس على الأرض وحوله كميات كبيرة من الأشجار وعلى مقربة منهم حفرة كبيرة ، دخان متصاعد وسط درجة حرارة عالية ، لحظات يبدأ الشاب في إلقاء تلك الأخشاب في الحفرة تشتعل النيران وتتصاعد الأدخنة الكثيفة ، وبالسؤال عما يقوم بها رد إنها "مكامير الفحم".
"فيتو" التقت محمود مصطفى أحمد ، أحد العاملين بمكامير الفحم ، ليشرح تفاصيل العمل في شهر رمضان رمضان ووسط ارتفاع درجة الحرارة مع جائحة الكورونا.
أكل العيش مر
“أكل العيش مر والحياة صعبة”.. بتلك الجملة بدأ محمود الحديث معنا ، كاشفا عن تفاصيل تلك المهنة.
وقال: ”نجمع الأخشاب والتي أغلبها يكون لأشجار المانجو والبرتقال والكافور وهي من أجود أنواع الأشجار في صناعة الفحم ، ونقوم بتفحيم تلك الأشجار بعد توقف ثمارها ، ويتم رصهم بطريقة مرتبة وبعدها نبدأ حفر حفرة كبيرة يصل عمقها إلى 6 متر تقريبا وبعدها يتم جمع القش الذي يتم وضع المياه عليه بطريقة بسيطة وبعدها روث الحيوانات ورماد الأفران البلدية ويكون موجودا على الجوانب مواسير مغذية بالهواء حتى تساعد على الاشتعال وتكون جاهزة لتصنيع الفحم".
محافظ قنا يجتمع بالقيادات التنفيذية بالمحافظة
الأضرار الناتجة عنه
وعن أضرار المهنة قال صابر محمود علي ، أحد العاملين بمكامير الفحم: ”العمل بهذه المهنة صعب جدا وبالطبع ينتج عنها الكثير من الأمراض الصدرية وخاصة في ظل انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء البلاد ، ونظرا للظروف الاقتصادية نخرج للعمل ونسعى أن نحافظ على أنفسنا في مسافة آمنة ووضع الشال أو الشاش الأبيض على نصف الوجه ونترك الأمر لله".
وحول عملهم في هذه الأجواء في شهر رمضان قال: ”العمل صعب جدا أثناء الصيام لذا نستيقظ في الساعات الأولى من الصباح ووقتها يكون الجو أفضل بالنسبة لنا ونقوم بعمل مكثف لإنهاء المطلوب منا حتى نتمكن من العمل أيضا في ظل أجواء تساعدنا على التقليل من الأخطار”.
أمنيات
والتقط أطراف الحديث زميلهما يسار محمود علي ، وقال: ”نأمل أن يكون لدينا المال اللازم لشراء أفران تساعدنا على الحرق بدلا عما نقوم به من مخاطر تتسبب في كثير من الأحيان لنا بمصاعب متعددة” .
وأشار إلى أن العمل بمكامير الفحم لا بديل عنه خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا التي أوقفت الكثير من الصادرات والواردات.