محافظ الشرقية: شرارة كورونا الأولى جاءتنا من المحافظات الأخرى .. ومستشفياتنا «خالية» من مرضى الفيروس وجاهزة لاستقبال 200 مريض ( حوار )
المخزون الإستراتيجي من السلع والأدوية في الحدود الآمنة .. ومستعدون لاستقبال 200 مريض كورونا
استقبلنا ٩٠٠٠ وافد من أبناء الشرقية المقيمين بالخارج وأجرينا عليهم ١٤٠ ألف زيارة من الصحة لمدة ١٤ يوما
وفرنا سلعا غذائية للقري والأسر المخالطة أثناء مرحلة الاشتباه تكفي شهرا.. و18 ألف مريض بأمراض مزمنة حصلوا على أدوية تكفيهم 3 أشهر مقبلة
العمل بـ٣٠٠ مشروع بالشرقية بتكلفة ٢٦ مليار مستمر دون توقف
الرئاسة تتلقى تقارير أسبوعية عن خطوات العمل في المشروعات
«مستشفيات المحافظة جاهزة لاستقبال حالات كورونا الإيجابية.. والحالات التي جرى تسجيلها سببها العائدون من خارج المحافظة».. حقائق أكدها الدكتور ممدوح غراب، محافظة الشرقية، الذي التقته «فيتو» للحديث معه حول الاستعدادات التي اتخذتها المحافظة في إطار الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تنفذها حكومة الدكتور مصطفى مدبولى، في معركتها ضد فيروس كورونا المستجد «كوفيد – 19».
«د. ممدوح» أكد أن المحافظة لديها مخزون إستراتيجي آمن سواء من السلع الإستراتيجية أو الأدوية والأجهزة الطبية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا، وأن مستشفيات المحافظة لديها المقدرة على التعامل مع ما يقرب من 200 حالة إصابة بـ«كورونا».
كما شدد على أن المحافظة تجرى متابعة يومية لجميع المستجدات في الشارع الشرقاوى، لا سيما وأن المحافظة بها العديد من المشروعات القومية الجارى إنشاؤها والتي لم تتأثر أو يصدر قرار بإيقاف العمل بها بسبب انتشار الفيروس.. وعن الاحتياطات التي اتخذتها المحافظة لتضمن استمرار العمل في هذه المشروعات والدور الذي تلعبه الأجهزة المعنية في إطار مواجهة فيروس كورونا وأمور أخرى كان الحوار التالى:
*بداية.. حدثنا عن استعدادات المحافظة فيما يتعلق بمواجهة فيروس كورونا؟
المحافظة اتخذت إجراءات مشددة للتعامل مع أزمة فيروس كورونا، والشرقية ظلت حتى وقت قريب من المحافظات الخالية من كورونا، والإصابات التي حدثت بعد ذلك بسبب الوافدين إلى المحافظة، ومنهم على سبيل المثال شخص عاد من محافظة الأقصر للإقامة مع أسرته في الشرقية، وهناك حالة ثانية لمصاب في معهد الأورام، ولهذا يمكن القول إن شرارة كورونا الأولى في المحافظة كانت بسبب العائدين من المحافظات الأخرى.
وللعلم تابعنا 9 آلاف شرقاوى من العائدين من خارج مصر متابعة دقيقة للوقوف على حالتهم الصحية ، خوفا من إصابتهم بالفيروس، وأجرينا 140 ألف زيارة لهم في 15 يوما من خلال مديرية الصحة للكشف عليهم وتوفير احتياجاتهم وانتهت المتابعة دون أدنى مشكلة.
*من واقع متابعتك للموقف بشكل يومي.. ما أكبر التحديات التي تواجه محافظة الشرقية في معركتها ضد «كورونا»؟
المحافظة تعمل بكامل طاقتها لمواجهة الفيروس، وهناك عمليات تطهير وتعقيم مستمرة بشكل يومى في مختلف أنحاء المحافظة، والمصانع نتابعها بشكل يومي، ولكن المشكلة الرئيسية دائما التي تواجههنا هى ثقافة الناس، فبرغم أن الشرقية بها 300 سويقة أغلقت جميعا إلا البعض يصر على أن يتواجد، وهناك أيضا إصرار على التجمع أمام المحال التجارية في بعض المراكز والبعض الآخر يتكدس في المواصلات العامة.
وهذه المشكلات لن يتم حلها فقط من الجهاز التنفيذى ولا بد من مساعدة المواطن، ونتعامل بجدية مع أي تجمع نجده.
*حدثنا عن إجمالي الاصابات بالشرقية وكيفية التعامل معها فور اكتشافها؟
عدد الحالات في الشرقية وصل حتى الاسبوع الماضى إلى 40 حالة منهم أكثر من 20 حالة في بعض المصانع بالعاشر من رمضان، وهناك مصنع واحد كانت به 15 حالة، مما أدى إلى إصابة 3 زوجات لثلاثة عمال منهم، أيضا مصنع ثان كانت به 5 حالات مصابة، وهناك مصنع أصيب به عامل وعاد إلى منزله وأصاب والده ووالدته، وفور وصول معلومة بالإصابة يتم إرسال فريق العزل بمديرية الصحة من الأطقم الطبية المكلفة.
ويتم الاستماع إلى المريض واخذ معلومات سريعة ومهمة عن آخر من تعامل معهم وبياناتهم، ويتم تعقيم المكان الذي يتواجد به المصاب، ثم يتم التحفظ على أسرته وكافة المخالطين له، ويتم تطبيق الحجر المفتوح بمعنى أن كل شخص أمين على نفسه ومتواجد في منزله دون خروج، ويتم متابعتهم يوميا وتوفير مواد غذائية لهم واحتياجاتهم من مواد غذائية تكفيهم لمدة شهر، وهناك تعليمات مشددة لجميع رؤساء المدن والوحدات المحلية بتوفير كافة احتياجات الأسر المطبق عليها الحجر الصحى من المخالطين لبعض المرضى وكل شيء يتم توفيره لهم.
*الشرقية لم تستقبل أي حالة إيجابية في مستشفيات العزل حتى الآن..ما صحة ذلك؟
مستشفيات العزل في الشرقية جاهزة لاستقبال أي حالات مصابة بفيروس كورونا، لكن حتى الآن لا توجد حالة داخل أي مستشفى، وكل الحالات أرسلت لمستشفيات العزل طبقا لخطة وزارة الصحة لملء مستشفيات العزل بالمحافظات طبقا لخريطة ومراحل محددة، وبعد اكتمال الإعداد سيتم إرسال حالات لمستشفيات العزل بالشرقية، ولدينا حالات في الدقهلية وقها والإسماعيلية والبحيرة، وهناك خطة موضوعة والإجراءات الاحترازية تطبق بدقة.
*ما نوعية الشكاوى التي تلقتها المحافظة خلال الأسابيع الماضية؟ ومتى يصدر قرار إحالتها إلى النيابة العامة؟
نتلقى مئات الرسائل يوميا ويتم النظر فيها، وما لفت انتباهى أن هناك بعض الشكاوى الكيدية، بغرض تصفية حسابات بمعنى أن هناك شكوى مثلا بأن فلان يبنى على أرض زراعية ويتم تحريك الأجهزة للتأكد من صحة البلاغ، ويتضح أن أغلبها يكون لخلافات عائلية أو خلافات ما بين أفراد، ونجد مثلا مصنعا قائما منذ 15 عاما وبه أكثر من 1000 عامل ومقدم على كافة الإجراءات.
وللعلم نتعامل مع جميع البلاغات والشكاوى ولا نتغاضى عن أي منها، رغم أن الشكاوى الكيدية تتسبب في إنهاك الأجهزة لأننا نأخذ الأمر بجدية في كافة الأمور، وأؤكد هنا أن قرار التحويل للنيابة ليس عشوائيا لكن هناك لجنة مخصصة وشئون قانونية تفحص كافة الأوراق والمستندات والأوضاع «إحنا مبنظلمش حد».
كما أننى أتواصل مع المخالف وأضعه أمام المشكلة وأقول له «طالما أنا موجود لن أسمح بالمخالفة»، وهناك من يستجيب في نفس اللحظة، وهناك من يلجأ إلى «اللف والدوران» وهنا يطبق القانون بصرامة شديدة وأى مخالف لقانون يتم التعامل معه فورا، لأننى يوم أن كلفت تلقيت تعليمات من رئيس الجمهورية بالقرب من الناس والاستماع لمشاكلهم والعمل على حلها وتطبيق القانون.
*حدثنا عن المشروعات القومية بالمحافظة فى هذا التوقيت وهل تسبب فيروس كورونا في وقف العمل بمشروعات معينة؟
لدينا 300 مشروع بتكلفة 26 مليار جنيه تعمل بكامل طاقتها دون توقف، وقابلتنا بعض المشكلات في بداية الأزمة لكن تم التغلب عليها، ويتم طمأنة العاملين باستمرار، وهناك متابعة دورية من الجميع، وعلى رأسهم الصحة والسلامة المهنية التي تمر بشكل يومى، إلى جانب فرق المتابعة التي تتواجد بشكل دوري، وجميع المشروعات في محافظة الشرقية تسير بشكل طبيعى.
ونسعى لتنفيذ مواعيد التسليم في وقتها، مع التغلب على بعض المشكلات الإدارية التي يمكن أن تواجهنا، لكن أزمة فيروس كورونا لم ولن نسمح أن تعطل أي مشروع، ولدينا مشروعات في الصرف الصحى والمياه ومشروع توصيل الغاز.
وأتابع نسب التنفيذ بشكل يومي، وهناك بعض القرى لا توجد بها مياه وصرف ولا طرق، وفى البداية واجهتنا مشكلة من أين وبأى مشروع نبدأ، وبعد دراسة وافية لاحتياجات المحافظة قررنا البدء بمشروعات الصرف، خاصة وأننى وجدت 14 % من القرى بها صرف صحى فقط، وهذا العام ستصل نسب توصيل الصرف الصحى لقرى الشرقية إلى 42%، وفى عام 2022 نأمل الوصول إلى 80% بالقرى.
أما فيما يتعلق بالغاز فهناك تعليمات واضحة من رئيس الوزراء بتوصيل الغاز للقرى وسيتم البدء في تنفيذ المشروع قريبا جدا.
*كيف تعاملت المحافظة مع أزمة المياه في منطقة شمال الشرقية المتراكمة منذ سنوات طويلة؟
جار الانتهاء من محطة البكارشة، وكانت هناك مشكلة تواجهنا في المأخذ وتم حلها لأنه بطول 32 كيلو وهو كبير جدا، ولا يوجد مأخذ بهذا الطول، وهذا المشروع عملاق سيغطى كافة مدن وقرى شمال الشرقية كالحسينية وصان الحجر، وسيتم افتتاحها بداية العام المقبل وستنتهى أزمة المياه بهذه المنطقة، وللعلم هناك متابعة دورية من رئيس الجمهورية للمشروعات التي تجرى وهناك تقارير إنجاز تنفيذ المشروعات كل أسبوعين سواء للصرف الصحى أو المياه أو الغاز.
*حدثنا عن المخزون الاستراتيجي للسلع الغذائية والمواد البترولية في الشرقية؟
ليس لدينا أي نقص في المخزون الاستراتيجى، بل على العكس لدينا فائض في مخزون المحروقات أكثر من المخزون، وكل شيء في الأطر الآمنة، وعندما عملنا على إعادة حصر منافذ البيع بالشرقية.
ووجدنا أنه هناك 700 منفذ لبيع السلع الغذائية غالبيتها مغلق بدأنا إعادة فتحها وتم الاتفاق مع شركة الصالحية لتوزيع المنتجات الغذائية بالمراكز والقرى بأسعار المزارع والألبان والبيض واللحوم بالتعاون مع المؤسسات والشركات الأخرى لأننا وجدنا مشكلة أن أغلب المنافذ لا تصل القرى، ولذلك بدأت في حل الأزمة والتوسع في الانتشار.
وأراجع الأسعار بصفة دورية طبقا لسعر السوق، وطبقا لتقرير السلع لدينا 737 منفذا لتوفير المنتجات الغذائية بالشرقية منها الشركة الوطنية بالقوات المسلحة والشرطة والجمعيات الاستهلاكية والجمعيات، وجار العمل على فتح المنافذ المغلقة ولا توجد مشكلات في هذا الأمر.
*ماذا عن الاحتياطات الطبية وهل تعانى محافظة الشرقية من أي أزمات فيما يتعلق بمخزون المستلزمات الطبية؟
لا توجد أزمة في المخزون الطبي ولدينا مستلزمات طبية تغطى 200 مريض بفيروس كورونا، ولدينا كافة الأدوية والأجهزة المطلوبة، وكل الأمور جاهزة ويتم الدعم باستمرار من تبرعات المجتمع المدنى ورجال الأعمال ولا يوجد عجز بالأدوية، كما أننا قررنا صرف الأدوية لمصابى الأمراض المزمنة بقرار العلاج على نفقة الدولة أو بدعم، وعددهم 18 ألف مصاب تم صرف الأدوية لمدة 3 أشهر قادمة حتى لا يخرج من منزله وهناك بعض الحالات قمنا بتوصل الأدوية لمنازلها بجانب توفير ألبان الأطفال أيضا تصرف لمدة 3 أشهر حفاظا على عدم خروج الأسر من المنازل.
*ماذا عن التواصل مع الجامعة باعتبارها بيت الخبرة وأحد أهم روافد الدعم الطبى بالمحافظة؟
هناك تعاون مع الجامعة مستمر وجامعة الزقازيق جاهزة بالأطقم الطبية المناسبة، وتم تجهيز مستشفى كامل للعزل وتجهيز المدن الجامعية، واجتمعنا أكثر من مرة مع رئيس الجامعة الذي أبدي استعداده للتعاون معنا، وهناك اجتماعات مع مدير المستشفى وعميد كلية الطب وتم التنسيق في بعض الأمور.
وهناك أمور جار الانتهاء منها خاصة في توفير أطقم تساعد مع مديرية الصحة بالشرقية في الأزمة الحالية والمرحلة الآن تحتاج لتكاتف الجميع وجميعنا نعمل تحت مظلمة الدولة ولابد أن نتحد حتى مرور الأزمة.
*بصفتك أستاذا بكلية الصيدلة ورئيس جامعة سابق.. ما رأيك حول ما يشاع عن الأدوية التي يمكن أن تستخدم لعلاج كورونا؟
لا أحد يستطيع أن يجزم بموعد إعلان الدواء، وما يحدث اجتهادات علمية جيدة، وأعتقد أنها ستأخذ بعض الوقت، ومن وجهة نظرى ما يحدث هو إعادة استخدام لأدوية كانت موجودة في السابق، لها تأثير على فيروس كورونا ليس ب100% ولكن إنتاج لقاح يحتاج لوقت طويل.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..