طبيب بـ"عزل إسنا" يروى تفاصيل استقباله لأول حالة مصابة بكورونا من الأجانب | صور
قصص وبطولات يسجلها أبطال الجيش الأبيض بحروف من نور ، خاصة بعد تعاملهم مع فيروس غامض ضرب دول العالم التي وقفت عاجزة عن وجود علاج له.
وفي مستشفى إسنا للعزل الصحي توجد كتيبة أبطال بفضلها احتلت المستشفى مكانة مرموقة وصيت عالمي بعد ارتفاع نسبة الشفاء بين المصابين بفيروس كورونا خاصة وأن المستشفى كان يعالج به أجانب من جنسيات مختلفة.
"فيتو"حاورت الدكتور حسام أحمد فتحي، أول طبيب طوارئ يستقبل أول مصابة بكورونا بمستشفي العزل بإسنا.
البداية صعبة
البداية كانت صعبة.. بتلك الجملة بدأ الدكتور حسام أحمد فتحي ، طبيب الطوارئ بقسم العزل بمستشفى إسنا يسرد قصه استقباله لأول مصاب بفيروس كورونا.
وقال: ”"كنت أمارس عملي في مستشفى إسنا التخصصي منذ افتتاحها ، كجراح عظام وعندما علمنا بجائحة كورونا المستجد في البلاد ، تم تحويل المستشفى إلى العزل وبالتحديد في 14 مارس ، وتم إخطارنا بوجود حالات على متن السفينة الموبؤة ، وتم إخلاء المستشفى وتحويلها إلى مستشفيات أخرى“.
وتابع: ”بدأنا العمل بالمستشفى وكنا قد تدربنا على كيفية التعامل في مجال المكافحة ، ووقتها لم أكن ضمن الفريق وتقدمت بطلب كمتطوع ضمن فريق المستشفى للعزل في 14 مارس".
واستطرد: ”منذ الإعلان عن وصول 12 مصابا بكورونا وكانت المخاوف والفزع بيننا وبين المصابين وكانت الجنسيات ألمان وأمريكان وإيطاليين ، ولم يكن أحد منا يجيد اللغتين الإيطالية والألمانية وقمنا بتوجيه نداء على صفحتي على الفيس بوك لإيجاد مترجمين حتى يتسنى لنا التعامل معهم بشكل مباشر وبالفعل تقدم لنا مايقرب من 100 مترجم وكان طبيب معنا قام بجمع ما يقرب من 500 مصطلح مترجم للتعامل معهم”.
وأردف: ”المخاوف كانت متبادلة خاصة وأنهم لم يستوعبوا أن يكون مستشفى في أقصى الصعيد لديه الإمكانيات الطبية والتجهيزات والأطقم الطبية بهذا الشكل وهو الأمر الذي كان في البداية تحديا قويا بالنسبة لنا إلي أن تم اجتياز أولى التجارب وبعدها دخلنا في والمعمعة بكل قوة”.
اصعب الحالات
وعن أصعب الحالات قال الدكتور حسام: ”كانت أصعب حالة بالنسبة لي سيدة أمريكية تبلغ من العمر 75 عاما ومعها زوجها وكانت حالته النفسية سيئة ودائما متوترة وكنت أسعى لتهدئتها حتى تأقلمنا معا والتقطتنا الصور السيلفي إلى أن بدأت الرهبة تزول وتعاملنا وكانت في البداية حالته جيدة ولكن بعد مرور أسبوع تدهورت الحالة بسبب خوفها على زوجها إلى أن تعافت خلال 10 ايام هي وزوجها وغادرا مصر ويعيشان في صحة جيدة.
سارة فولتي.. سويسرية تروي تفاصيل 20 يوما في مستشفى العزل بإسنا
واستطرد: ”كانت هناك حالة لطبيب وعضو هيئة تدريس بإحدى الجامعات ومدرب كرة قدم وصل هو وزوجته وكانت حالة الرئة 70% لكننا لم يصيبنا اليأس بل علي العكس تماما كنا نعمل وفي كل ساعة يقوم فريق الدعم النفسي بالتعامل معه إلى أن تعافت زوجته وخرجت ووجدنا حالته النفسية بدأت تتحسن خاصة وأنهما تركا خلفهما طفل وبالفعل تحولت حالته من سلبي إلى إيجابي في 3 أيام“.
التعامل مع الأجانب
وأضاف أن الأجانب المتواجدين بالمستشفى كانوا يكنون كل تقدير واحترام للفريق الطبي بخاصة الإيطاليين الذين قدموا لنا الشكر من خلال فرنسيس أمين ممثل القنصلية الإيطالية بالصعيد.
وأردف: ”كما وجدنا مساعدة كبيرة في البداية من الدكتور ديفيد ماجد المستشار الطبي في السفارة الايطالية وهو إيطالي من أصل مصري وكان له نصيب الأسد في مساعدتنا للتواصل مع المرضى الإيطاليين من خلال الترجمة، وكنا نقوم بتشغيل الاغاني الايطالية والالمانية من خلال مكبرات صوت بالمستشفى لمساعدتهم نفسيا على اجتياز الازمة وخروجهم من حالتهم النفسية”.
سر نجاج عزل إسنا
وكشف الدكتور حسام عن أسرار ارتفاع نسب الشفاء بعزل إسنا والتي أرجعها إلى عدة نقاط من بينها الدعم النفسي الذي كان يقوم به الأطباء والفريق المعاون لهم والنظام الغذائي بالإضافة إلى الالتزام ببروتوكول العلاج المصري والذي أقرته منظمة الصحة العالمية.
واستطرد: ”كما أن الاكتشاف المبكر للحالات كان له عامل كبير في ارتفاع نسب الشفاء فضلا عن كفاءة الأطقم الطبية والذي يضم عددا متميزا من أطباء وممرضى المستشفيات في مصر وهم على درجة عالية من المهنية ".
ونوه إلى أن الأعداد المتزايدة خلال الفترة الأخيرة ساهم في تأخر الحالات خاصة أن مستشفيات الحميات كانت تجري لحالة العديد من الاختبارات للمخالطين قد تصل إلى 50 مخالطا عكس الوقت الحالي نظرا لارتفاع حالات الإصابة والطاقة الاستيعابية صعبة للاجراء حالات للمخالطين لهم جميعا.
الحالات الصعبة
وعن الحالات الصعبة التي واجهها قال الدكتور حسام: ”كان هناك حالة لمسن يبلغ من العمر 70 سنة و4 شهور من محافظة المنيا قضى شهر بالمستشفى وكانت حالته صعبة جدا منهم 28 يوما على جهاز التنفس الصناعي ونسبة شفائه كانت لا تتعدى 10% وتعلقنا بالأمل حتى تم شفاؤه في آخر يومين من الشهر وتحولت العينات من إيجابي لسلبي ، وخرج بصحة جيدة وحاليا هو بين أبنائه وعائلته“.
طقوس العزل في رمضان
وعن أوضاعهم في شهر رمضان قال: ”نفطر في شهر رمضان في مجموعات صغيرة لا تتعدى 5 أفراد وفي مكان مفتوح وموجود بيننا المسافة الآمنة وهناك البعض الذي يفطر في غرفته ، نعمل كل يوم من 12 إلى 16 ساعة وقمنا بتعليق زينة رمضان وتشغيل القرآن والأغاني الرمضانية لنعيش الأجواء الرمضانية.
وأكد أنه عمل لمدة 32 يوميا متواصلة في مستشفى عزل إسنا ثم قضى 14 يوما في عزل منزلي وبعد انتهاء فترة العزل عاد للعمل مرة أخرى.