اللواء عبد الحميد شرارة أحد أبطال حربي أكتوبر والاستنزاف: سيناء عادت بالدماء الطاهرة.. وأحببت "العسكرية" من خالى الشهيد أحمد حمدي | حوار
لم أستطع المشاركة في دفن خالي لعملي في الإشراف على القوات التي تعبر بالذخائر للضفة الشرقية
يعد اللواء عبد الحميد حمدي شرارة أحد أبطال الجيش المصري القلائل الذين نالوا شرف المشاركة في حربي الاستنزاف وأكتوبر المجيدة.
تقلد شرارة العديد من المناصب القيادية داخل القوات المسلحة وإلى جانب سجل عسكري مشرف، فإن شرارة هو ابن أخت الشهيد البطل أحمد حمدي قائد سلاح المهندسين في حرب أكتوبر المجيدة صاحب فكرة كباري العبور، اقترب شرارة من خاله منذ نعومة أظافره، ما كان سببا في حبه للعسكرية المصرية.
وتزامنا مع أعياد سيناء في 25 أبريل وذكرى العاشر من رمضان حاورت "فيتو" شرارة عن ذكرياته في الحروب التي خاضها وتفاصيل علاقته بخاله، فإلى التفاصيل.
*ما أهم العادات التي اكتسبتها من خالك الشهيد البطل؟
بداية يجب أن أشير إلى أن خالى الشهيد أحمد حمدي كان يسكن معنا في نفس العقار بمصر الجديدة، نحن في الدور الثاني وهو في الدور الثالث، وكنت مرتبطا به جدا، وهو من حببني في العسكرية منذ نعومة أظافري، فوالدي كان يعمل مهندسا وشاطرا جدا في عمله وكانت الدولة تكلفه بمشروعات قومية كبرى.
وكان دائم السفر إلى المحافظات، فكانت تعطي له المشروع كفكرة على ورق وتستلمها منه مصنعا منتجا بكامل طاقته ، ثم تنقله إلى مكان آخر لينشئ مصنعا جديدا، فمثلا أيام الوحدة مع سوريا أنشأ مصنع غزل ونسيج في حلب، وآخر في مدينة قنا، ومصنعا لإنتاج منتجات الحوت في بلبيس، ومصنعا لإنتاج السجاد الميكانيكى بدمنهور.
أما خالى فكان يحب أي شيء يتعلق بالعسكرية بل كان يعشقها، وكان يصحبني معه دائما لمشاهدة الأفلام الحربية والأفلام التاريخية، ويشرح لى تفاصيل المعارك وتكتيكات الجانبين، وكنت أعشق القراءة في تاريخ الحروب، فكان يفسر لى ما خفى عنى لصغر سنى، حتى انتهيت من المدرسة الثانوية، والتحقت بالكلية الحربية عام 64، وتخرجت الدفعة 49 ضابطا في سلاح المشاة.
وبعد تخرجى في الكلية عندما كنت أنزل أجازة ميدانية كان يأخدنى معه إلى لواء الكبارى الذي كان قائده، وكنا نجلس معه من الفجر حتى الساعة 10 مساء، وكنت أشرح للجنود مواد التكتيكات الصغرى والطبوغرافيا العسكرية وتكتيكات العدو يوميا.
*شاركت في حرب 5 يونيو 67 حدثنا عن ذكرياتك عنها؟
جولة 5 يونيو كانت إحدى الجولات بين الجيش المصري والعدو الإسرائيلي، نعم هو انتصر فيها، ولكنه انتصار مؤقت لم يدم كثيرا، فخلال أسبوع لملم الجيش المصري بعض قواه وبدأت المعارك، وأتذكر يوم 5 يونيو وكنت ملازما وقائد فصيلة مشاة احتل نقطة قوية، وكنت أنظر شرقا نحو الأفق في اتجاه قواتنا في الأمام وأجد أضواء انفجارات كثيرة بعيدة، ولا أسمع صوتها ومضى الليل كئيبا.
وفي أول ضوء ناديت لتأخذ الفصيلة أوضاعها الدفاعية، تحسبا لأى جديد وكنت ألاحظ انسحاب عربات محملة بجنود ومنهم جرحى تسير في اتجاه الغرب كنا نساعدهم بإمدادهم ببعض المياه رغم احتياجنا إليها ، وفي يوم 6 قرابة الساعة 8 صباحا اتصل بى عن طريق التليفون الميدانى قائد الكتيبة المقدم أركان حرب محمد عاطف عبد الغفار.
وأخبرنى بأن قائد اللواء العميد أركان حرب سعيد إبراهيم سعيد يريدنى أن أذهب إليه في مركز قيادة اللواء فورا، وكان مركز القيادة قد تم نقله من منطقة بالقرب من فصيلتى إلى مكان آخر عقب تعرضه لغارة جوية بطائرة للعدو صباح يوم ٥ يونيو، وأن عربة رئيس عمليات الكتيبة الرائد رمسيس رياض غبور الجيب في طريقها لتوصيلى لقائد اللواء، وتوجهت إلى خيمة مكتب قائد اللواء وكانت حفرة تحت الأرض، ومغطاة بشبكة تمويه.
ودخلت وأديت التحية العسكرية معرفا بنفسى كما تعودنا، فوجدت قائد اللواء ومعه الرائد حمد رئيس استطلاع اللواء، والرائد أحمد عبد الغفار من فرع عمليات اللواء، وتكلم قائد اللواء قائلا :"حضرة الضابط شرارة لقد اخترتك لتنفيذ المهمة لثقتى الكاملة فيك وفى قدرتك على التصرف.
وأشار إلى خريطة كانت موضوعة على ترابيزة ٦ قدم، وقال مكاننا هنا جنوب جبل لبنى والطريق الأوسط وهذا الطريق الذي يصل من الغرب إلى العوجة وفي الأمام بمنطقة الكوبرى المنسوف بالقرب من أبو عجيلة، ويوجد هناك كتيبة صاعقة وقوات مصرية أخرى للأسف ليس لدينا أي معلومات عن موقف الجوار لا في الأمام ولا على الأجناب ولا لدينا اتصال بالمستوى الأعلى ولا نعرف أي معلومة عن العدو وما يحدث في الأمام نحن معلوماتيا معزولون تماما.
لذلك قررت دفع دورية استطلاع مقاتلة من فصيلتك تحت قيادتك بمهمة التحرك على الطريق الأوسط شرقا حتى الكوبرى المنسوف بمنطقة العوجة، وتذهب إلى كتيبة الصاعقة وتعرف أي معلومات عن العدو وقواتنا في الأمام وتعود وتخبرنا فورا، مهمتك جمع المعلومات عن العدو ونوعية قواته ولا تشتبك معه إلا لدواعى إنقاذ الحياة، ثم صافحنى قائد اللواء وربت على كتفى وقال إننا نثق في إمكانياتك وقدرتك على التصرف وانصرفت وبالخارج وجدت ٢ عربة مدرعة جديدة في انتظارى، مركب على كل منها رشاش متوسط ٧.٦٢ x ٥٤ ومعه ٤ علب شرائط ذخيرة جاهزة وعريف سائق يقود العربة المدرعة فتأكدت من الصلاحية الفنية للعربات.
واخترت جماعتين مشاة كل جماعة تركب في عربة مدرعة والجماعة الثالثة تبقى في النقطة القوية للدفاع، وانتقيت راميا ومذخرا لكل مدفع ماكينة.. وركبت انا في العربة الأمامية والرقيب شوقى الهادى شاويش الفصيلة في العربة الخلفية ونتحرك بالوثبات بحيث انطلق إلى تبة حاكمة واقف وأراقب ثم انطلق وهكذا وتوكلنا على الله وتحركنا، كانت الأرض أمامنا رملية شبه مفتوحة تنخفض بميل خفيف في اتجاه الشرق ثم تبدأ في الارتفاع حتى خط السماء، حيث لا نرى ما خلفها وجدت عربات منسحبة تلوح لنا يعتقدون إننا القوة الضاربة التي ستقوم بضربة مضادة للعدو.
وبعد تحركنا بقرابة ٢٠ كم وجدت عربة لورى نصر بها ضابط يجلس أعلى كابينة السائق، وكان دفعتى الملازم إيهاب صالح أشرت إليه بالتوقف لأسأله عن الموقف في الشرق، فقال لى كلمة واحدة (جهنم)، وعلمت منه أنه من كتيبة الصاعقة التي من المخطط أن أتوجه إليها بمنطقة الكوبرى المنسوف بالعوجة، وأن كتيبته قد انسحبت ولا يدرى عنها أي شىء، والعدو المهاجم مدرع ودباباته كبيرة وكثيرة، وغالبا دبابات سينتوريون البريطانية ذات المدفع ١٠٥ مم.
وفي الطريق أيضا قابلت أحد أبطال سلاح المهندسين وهو الملازم أول أحمد لا أعرف باقي الاسم الذي بدأ في رص حقل الألغام أمام الحد الأمامى لدفاعاتنا وبسرعة أوضحت له أن العدو أمامنا وهو عبارة عن لواء مدرع من الدبابات السينتوريون ١٠٥ مم، وأكملت السير على بعد 4 أو5 كم ووجدت رتلا متقوقعا بعيدا لم أستطع تمييزه حتى اقتربت منه أكثر فوجدت دباباته باللون الزيتوني، فعرفت أنه العدو، وعندما رآنا أخذ يضرب علينا نيران، فانحرفت إحدي سيارتي وغرزت في الرمال والسيارة الاخري بدأت العودة إلى الخلف تحت نيران العدو من الدبابات والرشاشات.
وأسرعت إلى قائد اللواء لأخبره بالموقف واقتراب العدو مسافة 30 كم فأصدر تعليمات قتال لوحدات اللواء ، وأنا وصلت إلى النقطة القوية لفصيلتى وقابلنى الرقيب شوقى الهادى، وأخبرنى بان الفصيلة جاهزة للدفاع، واتصلت بقائد الكتيبة وقائد السرية بالتليفون الميدانى، وأخبرتهم بالموقف وقبل أن أجلس شعرت بأن شيئا ساخنا يجرى على رجلى الشمال من داخل الأفارول فتعجبت هل هي سحلية مثلا، ونظرت إلى حذاء المظلات فوجدت دماء تسيل عليه فاسرعت بفك قايش الوسط وبخلع بنطلون الأفارول فوجدت فتحة دخول لطلقة وفتحة خروج أكبر منها أعلى الفخذ وعلى عمق نحو ٣ سم، والحمد لله لم تصل لعظمة الفخذ، وهنا فقط شعرت بالألم وتم تطهير الجرح ووضع غطاء رباط ميدانى، وأخبرونى أن الجرح نظيف نتيجة أن الطلقة بتكون ساخنة جدا
*احكى لنا عن تفاصيل معركة جبل لبنى فى اليوم التالى لهزيمة يونيو؟
معركة جبل لبنى بدأت يوم ٦ يونيو ١٩٦٧ واستطاعت قوات اللواء إيقاف تقدم مجموعة عمليات معادية وبدأت مدرعات العدو الالتفاف من الشمال ومن الخلف ودارت بيننا معارك، وفي صباح يوم 7 جاء لنا الأمر بالانسحاب للأسف فقرر قائد اللواء العميد سعيد إبراهيم انسحاب القوات بقيادة رئيس الأركان وبقاء بعض السرايا وأنا منهم وكان عددنا لا يتعدي 130 فردا وهاجمنا لواء مدرع إسرائيلي 111 دبابة و47 عربة قتال.
واستطعنا قتالهم بشكل مشرف، وحدثت خسائر كبيرة في قواتنا وتم اسر قائد اللواء العميد سعيد بعد إصابته ثم انسحبنا سيرا على الأقدام لعدة أيام في الصحراء حتى وصلنا شاطئ القناة وقام مركب صيد بنقلنا إلى سيارات إسعاف.
*وماذا عن ذكرياتك خلال حرب الاستنزاف؟
الحقيقة الصدف غيرت كثيرا في حياتي العسكرية، وكان أهمها بعد عودتنا من سيناء، وتحديدا عام 68 كان هناك موقف حيث كنت ضابط استطلاع بكتيبة في منطقة الدفرسوار، وكان الفدائيون يعبرون من مكان تمركزنا إلا أن إحدي غارات العدو أحدثت ثقوبا في قواربهم المطاطية، وألغيت مهمتهم فقام وقتها العقيد فؤاد عزيز غالي قائد اللواء بتشكيل سرية جديدة انتقي هو بنفسه ضباطها، وكنت أنا أولهم.
وتدربنا آلاف المرات على العبور حتى إنني أصبت بشظايا قنبلة يدوية القي بها جندي غشيم داخل الملجأ الذي نقوم بالتدريب لاقتحامه، وكنا جاهزين لمهتنا في العبور والقيام بعمليات للثار من العدو الإسرائيلي، ومع بداية عام 69 نقلت فرقتنا ولواء نا إلى القاهرة لتحويلها إلى فرقة مشاة ثم التحقت بفرقة قادة سرايا بمدرسة المشاة وحصلت على تقدير امتياز.
*متى كانت آخر مرة رأيت فيها خالك الشهيد البطل اللواء أحمد حمدي؟
أثناء حرب أكتوبر كنت قائد السرية 37 شرطة عسكرية المكلفة بتنظيم المرور على كباري ومعديات الجيش الثاني الميداني، ولم أر خالي منذ شهور، لأنه أوكل اليه إنشاء لواء المهندسين، وكان مسئولا عن 15 ألف عسكري وضابط من سلاح المهندسين ، مرت الأيام، وتلعب الصدفة دورها يوم 14 أكتوبر عام 1973 في نحو الساعة 2 ظهرا فقد رأيته يشرف على تصليح الكوبري عند الكيلو 137، وأخذته بالأحضان لأنني لم أره منذ شهور، بالرغم من أنه يسكن معنا في نفس المنزل.
ولكن ظروف الحرب كانت تفصل بين إجازتنا وأوصاني إذا استشهد أن يتم دفنه وسط جنوده في مقابر الجيش، وبالأفرول وليس في مقابر الأسرة، ولكنني دعوت له بطول العمر، وتركته لكي أتابع عملي في الإشراف على عبور القوات، ولم أعرف وقتها أنها آخر مرة أراه فيها وفي تمام الساعة الرابعة ظهرا استشهد خلال تنفيذ إصلاح كوبرى كيلو 137 ترقيم القناة بجنوب البحيرات المخصص لعبور الفرقة السابعة المشاة على امتداد محور طريق الجدى تحت القصف المدفعي لقوات العدو الإسرائيلي.
*كيف عرفت باستشهاده؟
عندما تركته اضطررت للذهاب إلى منطقة انتشار القوات التي ينتظر عبورها غرب طريق المعاهدة الإسماعيلية / السويس في نهاية المدق الواصل من كوبرى كم 137 إلى طريق المعاهدة لتنظيم القولات وإعطاء أسبقية لقولات الذخيرة وخاصة الدبابات والمدفعية والصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف.
وبعد أن تم ترتيب وتنظيم القولات وإدخال العربات داخل حفر لوقايتها من الطيران المعادى وتنظيم التعاون لدفعها فور الانتهاء من إصلاح الكوبرى كنت مشغولا جدا بقوات العبور، وقبل آخر ضوء بقليل توجهت إلى الكوبرى لأعرف موعد تشغيله وخلال تحركى بالعربة الجيب على المدق شاهدت جنديين من المهندسين يتحركان فتوقفت لأسألهما عن موقف إصلاح الكوبرى وعلمت منهم أن خالى استشهد.
وكان هو الوحيد الذي أصيب فاسرعت إلى الكوبرى ووجدت الحزن على وجوه الموجودين على قائدهم الشجاع، فحضر إلى قائد كتيبة الكبارى، ظنا منه أننى لا أعرف باستشهاد خالى وأخبرته بأننى علمت بالخبر، وأخبرني أنه فور استشهاده تم نقل جثمانه ولفه في بطانية ميرى ووضع يمين المدق خلف الساتر الترابى الذي أقيم مكانه فيما بعد نصب تذكارى صغير ثم بانتهاء الإصلاح تم نقله إلى مقابر الشهداء المؤقتة التابعة لمحطة السويس العسكرية.
حيث تم دفنه بالأسلوب المتبع لدفن الشهداء كما هو بملابسه التي استشهد بها ملفوفا بالبطانية في لحد ويغطى اللحد بلوح من الصاج المجلفن المعرج ثم يغطى بالرمل ويحدد بشكاير الرمل، وتوضع لافتة عند الراس بها رقم القبر واسم الشهيد ورتبته وتاريخ الاستشهاد ونفس هذه البيانات تكتب على ورقة وتطوى وتوضع في زجاجة مقفولة بإحكام توضع عند قدم الشهيد.
ومرت الأيام وحدثت الثغرة وبدأت مفاوضات انسحاب العدو للشرق والفصل بين القوات ثم تم فتح طريق السويس، بعد أن كانت مدينة السويس محاصرة، وكلفت سريتى بالسيطرة على مداخل مدينة السويس، وأول شىء فعلته هو التوجه إلى مقابر الشهداء، وقد نصحنى المهندسون بتأجيل ذهابى لأنه لم يتم التأكد من خلو المنطقة من الألغام فعدونا غدار لا أمان له كما نعلم إلا أننى ضربت بنصيحتهم عرض الحائط وذهبت وعرفت قبر خالى وترحمت عليه وقرأت الفاتحة على قبره وزرته عدة مرات بعد ذلك.
ودارت الأيام وعادت سريتى بعد الحرب إلى مدرسة الشرطة العسكرية التي شكلت منها، ووفقنى الله والتحقت بالدورة 26 أركان حرب عام 1974 وبعد تخرجى عام 1975 عينت رئيسا لعمليات اللواء 12 مشاة أحد لواءات الفرقة السابعة المشاة بالجيش الثالث الميدانى برتبة الرائد أركان حرب ثم إلى فرع عمليات الفرقة السابعة المشاة برتبة مقدم، ثم قائد كتيبة بجنوب سيناء، وكنت انتهز أي فرصة لزيارة قبر خالى الشهيد وقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة.
*ماتفاصيل حضورك عملية نقل جثمان خالك الشهيد من جديد؟
مرت الأيام ونقلت إلى هيئة تدريب القوات المسلحة عام 1983، ومنها إلى هيئة عمليات القوات المسلحة عام 1984، برتبة عقيد اح وفى عام 1988 عينت رئيسا لأركان اللواء الخامس المشاة أحد ألوية الفرقة 19 المشاة بالجيش الثالث الميدانى، وفي عام 1989 عينت قائدا للواء 313 المشاة بجنوب سيناء، ثم انتقلت للشلوفة غرب القناة، وكنت مواظبا على أن أزور قبر خالى عند توجهى للشلوفة بعد مرورى على ميادين الرماية بجبل عتاقة، وأثناء أحد الأيام عام 1990 وكنت قد رقيت لرتبة العميد اح مررت كالعادة لقراءة الفاتحة، فوجدت جمع مع العربات اللورى والجنود، وعلمت أنه جار نقل جثامين الشهداء من المقابر المؤقتة لمحطة السويس العسكرية إلى النصب التذكارى لشهداء الجيش الثالث الميدانى على طريق السويس / القاهرة، وكنت محظوظا أن تواجدت خلال فتح قبر خالى تمهيدا لنقل جثمانه.
*بمناسبة اعياد تحرير سيناء كيف استقبلت خبر إطلاق اسم الشهيد أحمد حمدي على ثاني نفق يعبر قناة السويس؟
هذا العمل الذي قام به الرئيس السيسي وإطلاق اسم الشهيد على ثاني نفق يعتبر قيمة كبيرة لنا نحن أفراد أسرته، وأيضا يدعو للفخر والعزة سواء لأسرته أو أبنائه الجنود والضباط الذين عملوا معه ولا أنكر أن الرئيس السيسي قام بتكريم قامات كبيرة من أبناء الجيش المصري الذين شاركوا في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر وعاملهم باحترام وهو نعم الرئيس والقائد.
وأدعو شباب مصر إلى معرفة تاريخ الوطن جيدا وأن يعلموا أن سيناء منذ القدم وهي الأرض المقدسة التي تحوي داخل بطنها كنوزا جعلها عرضة للاستعمار على مر التاريخ ، وترابها متشبع بالدماء الذكية لأبطال ضحوا بالنفيس لاستردادها والحفاظ عليها.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"