الشيخ مصطفى المراغى يكتب: الصوم تربية للإرادة
فى مجلة الأزهر رمضان عام 1938 كتب الإمام الأكبر محمد مصطفى المراغى شيخ الجامع الأزهر السابق ـــ رحل فى رمضان عام 1945 ـــ مقالا قال فيه: دار الفلك دورته وعاد رمضان سيرته، فاللأمة المحمدية منى أصدق التهانى والإخلاص وعظيم الرجاء فى أن يكون تجدد الشهور والسنين حاملا معه أحسن البشاير. أقدم رمضان هذا العام والأمم فى شغل شاغل وهم مقعد مقيم ، ذلك أن الحرب تعم أرجاء الكون ، وليس من شأنى أن أعرض للسياسة وأدلى برأيى فيها فلا أنا من رجالها ، ولا أنا من يحسن تناولها ، غير أن رجال الدين يجب عليهم ألا ينسوا عبر الماضى والاتعاظ بالحاضر ، ويجب عليهم أن ينبهوا الى مواطن الداء ، وما يرجى من الدواء . وقد فرض الله الصيام ليحرر الإنسان من هذه العبودية ، فإن الصيام يقلب العادات رأسا على عقب ، ويعلم الإنسان نوعا من المرونة حتى لا يتصرف تصرف الآلة. وقد فرض الله الصوم كذلك تربية للإرادة وتقوية للعزيمة وتدريبا على الصبر وبعد .. فإن الصوم رياضة ومران على ترك العادات وما تألفه النفس من الترف والنعيم ، ومنبه إلى ارتباط النفس بالله وبالعالم العلوى البريء من الشرور والآثام ، ومن حق المسلم فيه أن يحقق لأخيه المسلم معنى الأخوة من الرحمة والرفق . ومن هنا كان المعنى العميق للحديث المشهور (كل عمل ابن آدم : الحسنة بعشر أمثالها ، إلى سبعمائة ضعف ، قال الله تعالى "إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به" . وفى النهاية لا ينتهى الصوم الى ثمرته التى أرادها الله منه إلا إذا صدقت النية وقويت العزيمة والقرآن الكريم ليس كتاب سير وتاريخ بل هو كتاب هداية لم يسق القصص إلا للعبرة والعظة ليقارن الناس بين الماضى والحاضر وليحذروا الشرور . وأرى واجبا على تنبيه المسلمين إلى أمور جديرة بالنظر والتنبيه منها وجوب السعى إلى الوحدة الإسلامية ليتم بينها التعون والتناصر ولتكون أمة قوية عزيزة الجناب.
كيف تتحقق تقوى الله في شهر رمضان؟.. وزير الأوقاف يجيب
وإنى أطلب إلى المسلمين جميعا أن يتذكروا دائما فى جميع عبادتهم فى شهر رمضان العظيم .. الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى والضراعة إليه أن يعيد السلام إلى العالم ، وأن يحفظهم جميعا من شر الطغيان ويقيهم من عوادى الزمان ويحفظ نعمة الإيمان . أسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا جميعا سواء السبيل وينير لنا الطريق.