رئيس التحرير
عصام كامل

"علي الحلوة والمرة".. قصة صديقتين تعاونتا علي البر والتقوي لخدمة مرضي كورونا

تهاني وفاطمة من داخل
تهاني وفاطمة من داخل الحجر الصحي بقهاى

علي الحلوة والمرة تعاهدت فاطمة وتهاني أصدقاء وعشرة العمر علي تلبية نداء الوطن والتطوع للقتال في صفوف الجيش الأبيض، خرجوا من ديارهما وأموالهما تبتغيان فضلا من الله ورضوانا أولئك هم الصادقون. 

ومن داخل الحجر الصحي بقها قصة جديدة لنبل ممرضتين أصدقاء وعشرة عمر هما فاطمة أحمد منصور وتهاني محمد السيد من قسم الغسيل الكلوي بمستشفي قها المركزي بمجرد أن سمعتا بتحويل جزء من المستشفي كمكان للحجر الصحي لمرضي فيروس  كورونا اتفقتنا علي التطوع في الفريق الطبي وبالفعل دخلتا الفريق الطبي الثالث ويخدمان حاليا بالحجر.

العمل داخل الغسيل الكلوي شاق للغاية، ويجعلك تري معاناة الناس كل يوم، ومن رحم المعاناة ولدت صداقة بينهما علي مدار سنوات، وهبا عملهما لله، وكللا الصداقة بالتطوع في صفوف طاقم الحجر الصحي .

وراء كل امرأة عظيمة رجل، هكذا وصفت تهاني ذات الـ 32 عاما زوجها الذي شجعها علي اتخاذ قرار التطوع في الحجر ، والذي يأتي تزامنا مع شهر رمضان ويحرص علي الاطمئنان عليها يوميا .

كأي أم أخشي علي اولادي واحبسهم في المنزل منذ شهرين تقريبا، ولابد أن أهاتفهم يوميا لأطلب منهم أن يبقوا في المنزل، خاصة وأنني لا أملك نفسي في البكاء عندما أري الأطفال داخل الحجر الصحي وأتماسك أمامهم وما أن أخرج من غرفتهم أبكي بشدة علي وضعهم . 

هذا هو الحال لزميلتها فاطمة التي تركت أبناءها وزوجها أيضا لتلبي نداء الوطن وهما يهونان علي أنفسهما بفضل  تلك الصحبة ساعات العمل وانتظار ننائج العينات ومخالطة المرضي وتنفيذ إجراءات مكافحة العدوي . 

وأكملت: نبدأ العمل من ٨ صباحا حتي ٨ مساء، ولا نسمع أذان المغرب فنكون مع المرضي نعطيهم العلاج، وهو ما يساهم في تأخرنا عن  تناول الإفطار ولكن حياة المرضي أهم . 

بالفعل هذا أصعب رمضان علينا بدلا من لمة الأسرة نقضيه داخل الحجر ،ولكنها إرادة الله وليس أفضل من العمل الذي هو عبادة هكذا وصفت فاطمة شعورها . 

واستطردت تهاني  "بنام ساعتين" تقريبا ولكننا ليستا نادمتين علي تطوعنا وخاصة أننا علمنا أن هناك مرضي غسيل كلوي مصابون بكورونا سيتم نقلهم هنا، وهو صمام عملنا ودورنا بالرغم من أننا 8 ممرضات لخدمة 30 حالة ، ولكن الله يعيننا علي أداء الواجب . 

 

“أشعر كأنني أخدم بالجيش هكذا “ وصفت تهاني حالة العمل والانضباط فعلينا ضغط كبير  مؤكدة أن الدكتور محمد عيسي الذي يقود فريق مكافحة العدوي يبذل مجهودا كبيرا للحفاظ علي المرضي والطاقم . 

وأكملت تهاني : نحب شغلنا جدا ونعطي الأدوية والمحاليل والابتسامة التي تعطي للمريض أملا في الشفاء ونتواصل معه بشكل أكبر عبر التليفون منعا لانتشار العدوي فالعامل النفسي مهم وهو ما جعل هناك ألفة بيننا وبين المرضي . 

وعن الأجواء الرمضانية أوضحت أنه صحيح الفطار يكون سريعا وأيضا وجبة السحور نظرا لضغط العمل، ولكن أداء صلاة التراويح التي يحرص عليها أفراد الطاقم الطبي يوميا مع تطبيق إجراءات مكافحة العدوي تشعرك بالشهر الكريم، مشيرةإلى أن العيد لديهما ان يخرج جميع المرضي سالمين .

 

ووجهت تهاني رسالة للمواطنين :" ادعو لنا ربنا يصلح ما بين إيديا " متمنية من الجميع الدعاء للمرضي ولطاقم التمريض بأن يرجعوا سالمين إلي أسرهم وأن يرفع الله الوباء . 

ارتفاع عدد المتعافين من كورونا بقها للحجر الصحي لـ108 حالات

وطلبت من كل المواطنين أن يبقوا في منازلهم وألا يخرج سوي رب الأسرة للضرورة القصوي أو العمل والبعد عن أماكن التجمعات والحفاظ علي التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية . 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجريدة الرسمية