ثورة غضب داخل البرلمان التونسي بسبب علاقات الغنوشي مع تركيا
واجه رئيس البرلمان التونسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، اليوم الثلاثاء، انتقادات حادّة من قبل نواب في البرلمان؛ بسبب علاقاته مع تركيا، وطريقة إدارة مكتب البرلمان والتعاطي مع النواب.
وقال النائب في البرلمان ورئيس "الكتلة الوطنية" حاتم المليكي: إن رئيس المجلس راشد الغنوشي بات يتعامل مع الجميع وكأنه رئيس جمهورية.
تونس تقرر تمديد فترة الإغلاق التام للحد من انتشار كورونا
وأضاف المليكي خلال جلسة حوار مع وزيري الشؤون المحلية والتجارة ووزير الدولة لدى رئيس الحكومة المكلف بالوظيفة العموميّة والحوكمة ومكافحة الفساد بالبرلمان: إن "رئاسة المجلس أصبحت سلطنة ومكتبهُ اسطنبول يُصدر القوانين ويقصي النواب"، بحسب تعبيره.
واحتج المليكي بشدة على طريقة إدارة الأمور في البرلمان، وعلى تعامل الغنوشي مع النواب، لا بصفته رئيسا للبرلمان الذي يمثل كل التونسيين، بل بصفته رئيسا لحركة النهضة، حيث أغرق مكتب البرلمان بتعيينات على أساس الانتماء إلى الحركة.
من جانبه، أكد النائب في البرلمان عن حركة الشعب، هيثم المكي، أنه يتعرض لحملة تشويه على مواقع التواصل من صفحات حركة النهضة، على خلفية مواقفه من الصراع في ليبيا وسوريا والتوازنات الإقليمية التي لا تتفق مع رؤية الحركة الإسلامية.
وقال المكي في مراسلة وجهها إلى رئيس البرلمان راشد الغنوشي، إنه تعرض للتهديد بسبب توجيهه تحية لكل من الجيشين السوري والليبي، محمّلا المسؤولية للغنوشي عن سلامته الجسدية، وواصفا إياه بزعيم تنظيم الإخوان في تونس.
وكانت النائبة عن الحزب الدستوري الحر عبير موسى قد وجهت بدورها، مساء أمس، انتقادات لاذعة للغنوشي على خلفية ما اعتبرته علاقات مريبة مع تركيا وقطر.
وكشفت عبير موسى عن اتفاقيتين وصفتهما بـ"الخطيرتين"، يسعى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إلى تمريرهما من خلال البرلمان، لصالح قطر وتركيا، قائلة إنه تمّ التسريع في طلب النظر في الاتفاقيتين بسبب علاقة وصفتها بـ"المريبة" بين حركة النهضة الإسلامية، وقطر وتركيا.
واعتبرت النائبة أن رئاسة مجلس النواب ومكتب المجلس "أصبحا يتكونان من ائتلاف برلماني حاكم يمرر المشاريع التي يرغب في تمريرها دون حسيب ولا رقيب"، مؤكدة وجود "عدة خروقات حتى في إجراءات الإحالة".
من جانبه، انتقد النائب عن حركة "تحيا تونس" مبروك كورشيد، ما سماه خضوعا من رئاسة البرلمان لسياسات تركيا وتنفيذا لأجنداتها في تونس.
ويواجه الغنوشي اتهامات متصاعدة بالتقارب مع تركيا بشكل أضرّ بالدولة التونسية، ويعتبر منتقدوه أنه يخلط بين صفته كرئيس للبرلمان وبين صفة رئيس حركة النهضة القريبة من تركيا.