"العروض" تنقذ قناة السويس من ورطة تهاوي أسعار النفط.. خطوط ملاحية لجأت إلى رأس الرجاء الصالح مستغلة انخفاض سعر البرميل
في الوقت الذي يرى فيه البعض أن التراجع العالمى في أسعار النفط إيجابىا يبدو الأمر مختلفا بالنسبة لإدارة هيئة قناة السويس التي ترى الأمر بنظرة مختلفة.
ترقب
نظرة تخوف من استمرار التراجع في أسعار النفط عالميا فعلاقة أسعار النفط وهيئة قناة السويس معقدة فعندما ترتفع أسعار النفط ترتفع إيرادات القناة وعند انخفاض الأسعار تنخفض إيرادات القناة حيث إنه عند ارتفاع أسعار النفط عالميا تضطر خطوط الملاحة والسفن إلى المرور من قناة السويس لتوفير الوقود وتقليل استهلاك الطاقة.
وتقوم الشركات الملاحية بدفع رسوم القناة الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على حجم الايرادات وخلال الفترة الأخيرة تعرضت قناة السويس لمشكلة كبيرة هى تراجع أسعار البترول عالميا لتنخفض لأدنى مستوى لها خلال السنوات الماضية الأمر الذي يجعل تكلفة مرور السفن عن طريق رأس الرجاء الصالح أرخص كثيرا من دفع الرسوم والمرور من قناة السويس وهو ما دفع العديد من خطوط الملاحة لتغيير وجهات بعض سفنها لتمر عبر راس الرجاء الصالح بدلا من القناة وهو ما انعكس على تراجع عدد السفن العابرة وأدى بدوره إلى انخفاض ايرادات القناة.
نظام العروض
من ناحية أخرى وبالرغم من هذه المشكلة التي تؤرق المخطط الاقتصادى لقناة السويس إلا أن مصدرا مسئولا بقناة السويس أكد أن الهيئة فطنت لهذه المشكلة خلال السنوات الماضية وقامت بالعمل على إبرام تعاقدات أشبه بالعروض التي تشمل رسوم مرور مجمعة لصالح الشركات العالمية والخطوط الملاحية بالإضافة إلى التخفيضات السنوية الأمر الذي ينعكس على ضمان مرور السفن التابعة للخطوط الملاحية من المجرى الملاحى لقناة السويس.
وأوضح المصدر أن إيرادات القناة على مدار السنوات الماضية شهدت اتزانا كبيرا بالرغم من التحولات الاقتصادية التي يشهدها العالم والأزمات الاقتصادية المتعددة والتي كان لها تاثير كبير على اتجاهات حركة التجارة العالمية وعلى عدد السفن وكميات البضائع المنقولة عبر قناة السويس. في الوقت نفسه فإن الأزمة الخاصة بتراجع أسعار النفط من الصعب أن تستمر طويلا ومن المتوقع خلال الشهور الثلاث القادمة أن ترتفع أسعار النفط عالميا وعلى صعيد آخر من المقرر أن تساهم الإجراءات الخاصة بتخفيض إنتاج النفط التي اتخذتها المملكة العربية السعودية وروسيا إلى زيادة أسعار النفط خلال الفترة القادمة ليعاود برميل النفط الارتفاع ليقترب من 40 إلى 45 دولارا للبرميل وهى أيضا أسعار متدنية ولكنها افضل كثيرا من الأسعار الحالية للنفط ويقول القبطان عصام الدين خليفة الرئيس السابق لميناء سفاجا البحرى وخبير النقل البحرى: إن أسعار النفط وحركة التجارة سوف تشهد خلال الفترة القادمة انفراجة في ظل التوقعات بانحصار مرض كورنا عالميا والتوقعات الخاصة بعودة الحياة لطبيعتها خلال 60 يوما في أكثر من دولة على مستوى العالم وأكد خليفة أن الإنتاج والحركة الصناعية عالميا تعرضت لانتكاسة كبيرة وهو ما كان له تاثير سلبى على أسعار النفط وعلى كميات البضائع المنقولة عبر قناة السويس ومن المتوقع ارتفاع كميات البضائع المنقولة عالميا خلال الفترة القادمة وهو ما قد يكون بارقة أمل لقناة السويس وحركة النقل البحرى المصرية وأكد اللواء محمد جاب الله رئيس القناة للتوكيلات والخبير في النقل البحرى أن قطاعات النقل من أكثر القطاعات التي تاثرت خلال الفترة الأخيرة بسبب أزمات كورونا وأزمات أسعار النفط والتي شهدت انهيارا كبيرا بسبب تراجع الاستهلاك نتيجة حالة الجمود العالمى وتوقع أن تبدأ حركة استهلاك الوقود خلال الشهور القادمة وبالتالى سيكون هناك تحرك كبير في حركة التجارة العالمية والاستهلاك العالمى وهو ما ينعكس على إيرادات قناة السويس.