القضية الفلسطينية وإيران.. سر رفض إسرائيل لوصول بايدن لحكم أمريكا
على الرغم من أزمة فيروس كورونا في الولايات المتحدة والحديث عن تداعياتها على إمكانية فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية المقبلة المقرر لها في نوفمبر المقبل إلا أن إسرائيل ترى أن ترامب سيفوز رغم أنف كورونا.. وإسرائيل لديها رغبة ملحة لفوز ترامب حتى لا يصل منافسه جو بايدن إلى الحكم، وهو ما لا ترغبه تل أبيب.
ولكن في الوقت نفسه تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنه يجب أن تستعد إسرائيل لاحتمال أن يكون جون بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية في الانتخابات القادمة، وهو نائب الرئيس الأمريكي السابق، والمرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، لأنه يرجح أن يحاول المناورة بين إبقاء قاعدة الناخبين خارج المركز السياسي، ومحاولة الحصول على دعم الجناح الأصغر، وأكثر نشاطا للحزب الديمقراطي من خلال التنازلات السياسية.
وحسب الإعلام العبري، فإن داخل الولايات المتحدة وخارجها يتوقع أن إدارة ترامب الإشكالية لأزمة فيروس كورونا تساعد المرشح الديمقراطي جو بايدن على الفوز هذا العام في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولكن هناك توقعات بأن يفوز ترامب على بايدن حتى لو بفارق أصوات طفيف جدا.
فلسطين وإيران
بايدن ليس معارضًا لإسرائيل بل العكس.. ولكن هناك توقعات ان تنشأ بينه وبين الحكومة الإسرائيلية خلافات، وهذا ما اكده مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، وقوله: إن بايدن مؤيد لإسرائيل منذ فترة طويلة، ولكن إذا فاز في الانتخابات، فمن المحتمل أن تنشأ توترات بينه وبين الحكومة الإسرائيلية حول قضيتين رئيسيتين: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والتهديد النووي الإيراني.
والتقييمات الإسرائيلية تقول إنه من الأفضل أن تبدأ إسرائيل التواصل مع بايدن ومستشاريه بأقرب وقت ممكن وإنشاء قناة سرية للمحادثات السياسية لتكون أساسا لبناء الثقة والاحترام بين الجانبين، لأن مثل هذه الخطوة ستساعد على تقليل الضرر الذي يلحق بالعلاقة الأوسع بين البلدين، نتيجة لنقاط الخلاف المتوقعة إذا تم انتخاب بايدن رئيسا، موضحة أن من المهم الآن مراقبة ومعرفة البرنامج السياسي الذي سيخوضه بايدن في الانتخابات، والآثار المحتملة على مصالح إسرائيل في حالة انتخابه، مع العلم بأن أزمة كورونا أدت لتغيير مضمون وشكل الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية المقبلة.
وحسب التقديرات الإسرائيلية فإنه من حيث المحتوى، سيكون بايدن ناقدا لإدارة دونالد ترامب دائما، رغم افتقاره لحضور الرئيس الهائل في الإعلام، واستخدامه البيت الأبيض كخلفية لخلق الأخبار، لكن رغبة بايدن في زيادة جمهوره لأقصى حد تتطلب منه إيجاد التوازن الدقيق بين مناشدة القاعدة الانتخابية، وتأرجح الناخبين في الدول الرئيسية كمرشح معتدل، ومحاولة الاستيلاء على قلب الجناح الأصغر، والأكثر نشاطا في الحزب الديمقراطي.
الأمن القومي
وتضيف التقديرات أنه من وجهة نظر إسرائيل، فإن مجالات السياسة التي لديها أكبر إمكانية للتأثير على الأمن القومي لإسرائيل هي السياسات التي تخصها بشكل مباشر، خاصة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وتلك التي تهم إيران، لا سيما القضية النووية الإيرانية، وطوال حياته المهنية الطويلة في المناصب العامة، أعرب بايدن عن قدر كبير من المودة والتقدير لإسرائيل في الجوانب الأخلاقية والاستراتيجية.
إنجلترا تسجل 552 وفاة جديدة بفيروس كورونا.. والإجمالي 19301
وأوضحت أن بايدن أعلن نفسه صهيونيا رغم انتقاده حجم المساعدات الخارجية السنوية البالغة 3.8 مليار دولار لإسرائيل أو التغاضي عنها، أو إلغائها ووصفها بأنها خطأ فادح.. وفي الوقت نفسه وفي 2014 عبر عن اختلافاته الجوهرية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغم أن صداقتهما بدأت في الثمانينيات إلا أن علاقته الشخصية بينهما قد تكون أقل إيجابية اليوم.