رئيس التحرير
عصام كامل

خبراء عسكريون: الحظر الجوى على سوريا ممكن شرط توافر النية

نائب قائد الجيش السوري
نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي

أكد خبراء عسكريون أن فرض منطقة حظر جوي على شمالي سوريا أو جنوبها من الممكن تطبيقه خلال أيام شريطة وجود نية حقيقية لذلك.

وفي اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول قال نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي أن تركيا والأردن "مؤهلتان لفرض منطقتي حظر جوي خلال أيام".


وأضاف الكردي: أن بطاريات الباتريوت التي تم نشرها مؤخرًا على حدود البلدين (تركيا والأردن) مع سوريا قادرة على فرض حظر للطيران الحربي التابع للنظام السوري على الفور.

وتابع: كما يوجد سيناريو آخر ممكن تطبيقه وهو إدخال تلك البطاريات إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر داخل سوريا لتفرض ذلك الحظر.

وأعلن البيت الأبيض، اليوم الجمعة، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قرر تقديم دعم عسكري للمعارضة السورية مؤكدًا أنه لم يتخذ بعد قرارًا بشأن فرض حظر جوي على سوريا في حين أن مصادر في المعارضة طالبته مرارًا بفرض تلك المنطقة في شمال البلاد أو جنوبها.

فيما رجحت مصادر مطلعة أن واشنطن تدرس إقامة منطقة حظر طيران قريبة من الحدود السورية الجنوبية مع الاردن دون إعطاء تفاصيل.

وقال: "إن تموضع البطاريات أو طريقة فرض الحظر ليس هو المشكلة إلا أن النية واتخاذ القرار بذلك هو المشكلة فالأمر بحاجة كما هو معروف إلى قرار من مجلس الأمن إلا أن أمريكا كان لها تجربة في فرضها بشكل منفرد في العراق".

من جهة أخرى قال إبراهيم الجباوي، عميد منشق عن النظام السوري، إن طلب فرض حظر الطيران نوقش مع الجانب الأمريكي بشكل جدي على مدى الثلاثة أشهر الماضية إلا أنه لم يتخذ القرار بشأنه إلا بعدما حسمت الولايات المتحدة أمرها بضرورة إيجاد حل للأزمة السورية.

وفي اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول أوضح الجباوي المقيم بالأردن أن المطلوب ليس فقط حظر للطيران أو صواريخ سكود كون النظام باستطاعه استخدام المدفعية والدبابات في قصف الجيش الحر وإنما المطلوب هو منطقة حظر "أمني دفاعي" يتم فيه تأمين المنطقة المراد فرضها لكي يتمكن الجيش الحر والأهالي من الحركة "بحرية ودون تهديد" على حد وصفه.

وكان الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري في دمشق وريفها (جنوب سوريا) التابع للجيش الحر مصعب أبو قتادة قال في وقت سابق اليوم إنه في حال فرض منطقة للحظر الجوي جنوب البلاد من جهة الأردن فإن ذلك سيمكن الجيش الحر من تنظيم صفوفه من الجنوب والاتجاه نحو دمشق (جنوب البلاد) لإسقاط بشار الأسد.

وحول علاقة نشر الأردن خلال الأسابيع الماضية وقبلها تركيا لبطاريات الباتريوت بما يتم الحديث عنه عن فرض منطقة حظر جوي رأى العميد أنه لا علاقة مباشرة بينهما إلا أن من حق الأردن أو أي بلد مجاور لسوريا حماية نفسه من اعتداءت النظام خاصة أن الأخير يقوم بمثل هذه الاعتداءت يوميًا.

وعن قدرة الأردن على فرض منطقة حظر جوي إلى عمق الأراضي السورية خاصة أن هذا ما يتم الحديث عنه بعد القرار الأمريكي أشار الجباوي إلى أن بطاريات الباتريوت ممكن أن تؤمن منطقة يصل مداها إلى 30 كم وهي كافية لفرض منطقة حظر جوي على الفور.

في سياق متصل قال صفوت الزيات، خبير عسكري وعميد متقاعد بالجيش المصري، أن "الولايات المتحدة قد تفكر في فرض منطقة حظر جوي خارج إطار مجلس الأمن كونها تدرك جيدًا صعوبة أخذ ذلك القرار من المجلس بسبب اصطدامه المؤكد بالفيتو الروسي.

وأشار الزيات إلى أن احتمالات اللجوء لخيار الحظر الجوي خارج المجلس كبيرة خاصة أن المعركة الحاسمة حاليا تدور بين جيش النظام والجيش الحر في حلب (شمالي سوريا) ولا المعارضة المسلحة أو الإدارة الامريكية تريد خسارة تلك المعركة "مهما كان الثمن"، حسب تعبيره، مؤكدًا أن "أي شكل من أشكال الدعم العسكري ستتم خارج إطار مجلس الأمن".

ورأى الزيات أن أشكال الدعم العسكري قد تتمثل في ضربات انتقائية لبعض المواقع العسكرية للنظام وقواعده الجوية لتحييد الطيران لفترة زمنية وتقويض حركة النظام، أو من خلال حظر جوي يؤمن حرية عمل المعارضة المسلحة دون ضغط من جانب طيران وضربات النظام الصاروخية، أو من خلال قصف بعض القواعد الجوية التي تستقبل الإمدادات من حليفتا النظام إيران وروسيا".

ولفت الزيات إلى أن جميع الخيارات مطروحة على طاولة الإدارة الامريكية لتقديم الدعم العسكري بما فيها فرض منطقة الحظر الجوي على الرغم من صعوبته إلا أن خيارًا وحيدًا سيكون مستبعدًا وهو عملية التدخل العسكري التقليدي على هيئة ما حدث في افغانستان والعراق لأن واشنطن تدرك خطورة تكرار مثل هذه التجربة وتكلفتها على كافة المستويات.

وكان خبراء دوليون،حذّروا من إرسال روسيا لبطاريات منظومة الدفاع الجوي الصاروخية إس-300 إلى نظام بشار الأسد ستعزز قدراته في مواجهة أي تدخل عسكري خارجي وتحديدًا من جانب أي دولة غربية أو عربية، وستحول دون فرض منطقة حظر طيران على سوريا، وذلك في تصريحات أدلوا بها لوكالة الأناضول في وقت سابق.
الجريدة الرسمية