كيف نتعلم تقوى الله في شهر رمضان؟.. المفتي السابق يجيب
قال الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق إن المسلم يتعلم من رمضان التقوى، فيكون في حذر شديد أثناء صومه من الاقتراب من الطعام والشراب والشهوة وكذلك من جميع ما لا يرضي ربه عنه، وبعد الإفطار يكون في حذر شديد من الوقوع فيما يغضب الله، فهو يراقب الله ويملأ أوقاته بالطاعات.
وأوضح أن التقوى من ثمرات شهر رمضان والصوم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ والتقوى في لغة العرب : مشتقة من وقاه ، وقيا ، ووقاية : صانه. من قبيل اشتقاق المصدر من الفعل على مذهب الكوفيين ،أو التقوى ليس بمصدر بل اسم كالعلم ويؤيده ما في القاموس (واتقيت الشيء وتقيته حذرته). وهناك معان كثيرة لها في الشرع ذكرها العلماء لعل أبسطها : التباعد عن كل مضر في الآخرة، وقد ذُكر في معناها أيضا : أنها عبارة عن حجاب معنوي يتخذه العبد بينه وبين العقاب، كما أن الحجاب المحسوس يتخذه العبد مانعا بينه وبين ما يكرهه.
الأوقاف تصدر أول تصريح لإذاعة قرآن المغرب والفجر في رمضان
وأكد مفتي الديار المصرية السابق أن التقوى هي سبيل الفلاح، قال تعالى : (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). وهي كذلك من أسباب معية الله : (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ). وهي باب للتعرف على صفات الجلال لله سبحانه وتعالى، قال تعالى : (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ) وهي المعيار المعتبر للتفاضل بين الناس : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). والتقوى سبب لدخول الجنة قال النبي ﷺ : «أكثر ما يدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق». وسبب لمحبة الله سبحانه وتعالى، فعن سعد بن أبي وقاص قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : «إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي» والصبر ثمرة من ثمرات شهر رمضان والصوم يتعلمها المسلم من هذا الشهر الفضيل، فيتعلم تحمل الألم والجزع في سبيل الله، ويهون عليه ألم النفس لرضا ربه، فشهر رمضان شهر التربية، يكسر فيه المسلم شهوته، ويلغي هواه، ولعل المنع من المباح في نهار رمضان والإذن فيه في الليل ثم المنع في الفجر يمثل منهجا تربويا في الامتثال لكل أوامر الله، حيث يتدرب المسلم على الترك والفعل في حدود المباح والمأذون له.
وأشار إلى أن رمضان يصنع المسلم الطاهر الممتثل لأمر الله التقي الصابر، وما زال في شهر رمضان آثار وأسرار كثيرة نسأل الله أن يتقبل منا صيامه وقيامه آمين.