هل القيء والفحص المهبلي يفسدان الصيام؟

أجريتُ عملية تلقيح صناعى منذ فترة قصيرة وحاليا فى فترة تثبيت الحمل.. ويحتاج الطبيب إلى فحصى.. كما أحتاج إلى أخذ حقن التثبيت وهى نوعان.. نوع تحت الجلد والثانى حقن عضل لمدة 15 يوما.. ونتيجة فترة العلاج الطويلة تضررت معدتى.. وأصبحت أتقيأ من وقت لآخر أثناء الصيام.. فهل القيء والحقن والفحص المهبلى من مفسدات الصيام؟

وردت إجابة هذا السؤال فى الجزء الرابع "العبادات" من كتاب "أحسن الكلام فى الفتاوى والأحكام" للشيخ عطية صقر الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف، فيقول:

قال الله تعالى فى الصوم: {فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْل}ِ (سورة البقرة: 187).

بخصوص القيء، رُوى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "من ذرعه القيء -أى غلبه- فليس عليه قضاء ومن استقاء عمدا فليقض".. رواه احمد وأصحاب السنن إلا النسائي.

 وقال الفقهاء: إن القيء وهو ما يخرج من المعدة عن طريق الفم فإن كان خروجه اضطراريا فلا يفسد الصوم، وان كان عن تعمد فسد الصوم.

اقرأ أيضا:

حكم الشرع فيمن نسى نية الصيام.. وهل نقط الأنف وبخاخ الربو تبطل الصيام؟

وقال ابن مسعود وعكرمه وربيعة: إن القيء لا يفسد الصوم على أى حال محتجين بحديث فيه مقال.. وردا على الفقهاء بأن الحديث الذى اعتمدوا عليه، موقوف وليس مرفوعا إلى النبى صلى الله عليه وسلم، وقال البخارى: لا أراه محفوظا.. وقد رُوى من غير وجه ولا يصح إسناده، وأنكره أحمد، وإحتج الجمهور أيضا بحديث آخر لكن فى سنده اضطراب لا تقوم به حجة.

وإذا لم يوجد حديث متفق عليه فالأمر متروك للاجتهاد.. وقد وجد من يخالف الجمهور ويمكن أن يقال: إن القيء ليس فيه أكل أو شرب بل فيه إخراج أكل وشرب لمنع ضرره بالجسم.

اقرأ أيضا:

ما كفارة الجماع فى نهار رمضان؟

أما بالنسبة للفحص المهبلى فلا يبطل الصوم، وبالنسبة للحقن تحت الجلد وحقن العضل فقد أفتى الشيخ محمد بخيت المطيعى مفتى الديار المصرية الأسبق فى مايو من عام 1919 بأنها لا تفطر بناء على أنها لم تصل إلى الجوف متصل من منفذ معتاد، وعلى فرض الوصول فإنها تصل من المسام فقط وما تصل إليه ليس جوفا ولا فى حكم الجوف.. وقد رأيتُ أن حقن الدواء يمكن العمل فيها برأى الشيخ محمد بخيت وهو عدم الإفطار لأنها لم تدخل من منفذ مفتوح.

والله تعالى أعلم