في ظل التصعيد الأخير.. أمريكا لا تستطيع مواجهة الصين وحدها
لا يمكننا أن نتجاهل الخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، خاصة فى الفترة الأخيرة على خلفية الحرب التجارية بين البلدين، إلا أنه وبعد تفشى فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 فى مدينة ووهان الصينية منشأ الفيروس ليتحول إلى جائحة عالمية وينتقل إلى أغلب الدول فى العالم تجددت المناوشات بين الجانبين مجددًا.
الحرب النفسية على الصين.
أطلقت الخارجية الصينية تصريحًا تتهم فيه الجيش الأمريكى بالتورط فى نشر فيروس كورونا داخل أراضيها، لترد الولايات المتحدة الأمريكية وتتهم هى الأخرى بكين بأنها وراء هذا الفيروس، ففى بداية تفشى الوباء قال مسئولون بالمخابرات والأمن القومى الأمريكى أن الحكومة الأمريكية تنظر فى احتمالية أن يكون فيروس كورونا المستجد قد نشأ داخل مختبر صينى، وليس فى أحد الأسواق، مشيرين إلى أن تلك النظرية واحدة من عدة نظريات يبحثها المحققون.
كما أتهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بكين بإخفاء العلومات حول فيروس كورونا، كما أكد وزير الدفاع الأمريكى مارك إسبر على أن الصين لا تزال تحجب المعلومات المتعلقة بفيروس كورونا اللازمة لمواجهة الوباء عالميا، داعيا بكين إلى تبادل البيانات والتحلى بالشفافية.
وأضاف وزير الدفاع الأمريكى: "إلى اليوم نراهم يحجبون المعلومات، لذا أعتقد أننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد ومواصلة الضغط عليهم للمشاركة ".
كيف تؤثر جائحة كورونا في علاقات الصين الخارجية؟
الولايات المتحدة حاولت الضغط ولكنها فشلت
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أن مواجهة التهديد الصينى يتطلب مؤسسات جديدة وتحالفات متجددة أيضا.
إذ فشلت محاولة أمريكا لدمج الصين فى الاقتصاد العالمى، وأصبح الاقتصاد الصينى أكثر قوة، ونظام بكين السياسى أكثر قمعا، وطموحاتها باتت أكبر مما كانت عليه قبل 20 عاما، إذ أن الصين لم تتحد القيادة الأمريكية بشكل مباشر، بل عملت على تغيير طبيعة المؤسسات الدولية من الداخل، بحسب مجلة «nationalreview» الأمريكية.
وتعد المؤسسات المتعددة الأطراف والتى يتألف منها النظام الدولى الليبرالى بقيادة الولايات المتحدة مثل "حلف الناتو، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبى، ومنظمة التجارة العالمية، ومنظمة الصحة العالمية " فى حالة من التدهور، كما أن أزمة كورونا زادت من هذه الحالة.
كيف تواجه الولايات المتحدة بكين؟
الصين أصبحت قوة اقتصادية عالمية كبرى إذ أن أغلب الدول فى العالم تعتمد على صادراتها، فكيف لك أن تعاقب شخصًا ما أو كيانًا ما أو دولة ما وأنت تحتاج إليها.
لقد كانت الصين تنتج أكثر من نصف الأقنعة الطبية فى العالم حتى قبل انتشار وباء كورونا، كما أنها تعد مصدرًا رئيس للأدوية ومعدات الحماية فى الوقت الذى تعانى فيه جميع البلدان حول العالم من نفص المواد الطبية.
ولكن هناك بعض الخيارات لدى الولايات المتحدة الأمريكية، الأول هو العمل داخل النظام لتنشيط الهياكل القائمة، وهو إدخال الصين ودفعها للمشاركة على الساحة العالمية وعدم نبذها والتعامل معها وفق مبادئ وشروط واتفاقات، والثانى هو بناء تحالفات ومؤسسات بديلة.