رئيس التحرير
عصام كامل

في الذكرى 38 لتحرير سيناء.. صائد الدبابات يروي كواليس الحرب.. شعارنا كان "يا انا يا الدبابة".. إسرائيل تزلزلت بالضربة الجوية

الذكرى 38 لتحرير
الذكرى 38 لتحرير سناء

لم تكن حرب سيناء مواجهة مع العدو فقط بل كانت حربا اقتصادية استنزفت 26% من الدخل القومي للدولة في 14 يوما.

ومن هنا تعلمت القوات المسلحة الدرس وبدأ التفكير في تأسيس الخدمة الوطنية للقوات المسلحة بغرض الاكتفاء الذاتي بتوفير المهام الذاتية بعيدا عن السلاح وبالاكتفاء الذاتي للقوات المسلحة الذي ساهم بشكل كبير في إنقاذ مصر في 25 يناير.

وتزامنا مع الذكرى الـ38 لحرب النصر كشف إبراهيم السيد عبد العال ابن قرية نوب طريف التابعة لمركز السنبلاوين المقيم حاليا بمدينة طلخا بمحافظة الدقهلية عن كواليس ساعات وأيام الحرب التي استمرت 14 يوما.

عيد تحرير سيناء.. أبرز 5 روايات جسدت فترة الحرب

وقال إن العظمة في الحرب بدأت من سلاح الطيران ، وتمثلت في الضربة الجوية الواحدة التي استهدفت كل مراكز السيطرة للعدو في سيناء باستخدام ٢١٢ طائرة وفقا لخطوط سير محددة لا تتعارض مع أقواس المدفعية وتابعت ذلك ضربات المدفعية التي استمرت لمدة ٤٥ دقيقة وهي الأكبر في تاريخ الحروب الحديثة التي دخلت بها موسوعة جينس للأرقام القياسية بمعدل ١٠٤٠٠ دانة في الدقيقة على الأهداف المباشرة وغير المباشرة.
 

 

 

وأكد عبد العال أن حرب العزة والكرامة دمرت نسبة الأهداف المخططة ١٠٠% .

 

 

وبنظرات من الفخر استرجع عبد العال البالغ من العمر 69 عاما ذكرياته قائلا: كان عمري 17 عاما حينما التحقت بالقوات المسلحة عام 1969، بسلاح المدفعية، وكان مسيطرا علينا الحماس لاسترداد الكرامة بعد النكسة، مستنكرا تدمير  80% من قواتنا في النكسة واحتلال سيناء  وتهجير مدن القناة "بورسعيد، الإسماعلية والسويس، والقنطرة شرق لداخل الجمهورية.

 

 

وتابع بأمر الشعب عاد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لبناء القوات المسلحة، وبدأت القوات بحرب الاستنزاف التي حيرت إسرائيل 500 يوم.

 

 

وقال عبد العال الشهير بصائد الدبابات: إن القوات الإسرائيلية هاجمتنا بأحدث الأسلحة من طيران ومدفعيات وكنا نواجههم بأسلحة بدائية وتحقق لنا النصر بفضل الله وبسالة الجيش المصري والشعب المصري بأكمله الذي سطر معنى الرجل المصري وقت الشدة وأظهر علم الخفاء حينما كانت تسقط طائرة مصرية يلتف حولها أبناء المنطقة ويحركوها لإخفائها بالأشجار والزرع.

 

 

بدأت الاستعدادات في صفوف الجيش المصري بالتدريب وفي الكيلو 4 ونص "إدارة المدفعية" تحت قيادة القائد العقيد فتحي عبد المقصود راشد  3 آلاف مجند، بدأ اختيار 180 مجندا لتشكيل السلاح السري، عبارة عن 5 كتائب، الحكمدارية على مستوى القوات المسلحة كل كتيبة 36 فردا يسمى حكمدار.

 

 

وقال عبد العال الشهير بصائد الدبايات: إنه كان ضمن الكتيبة 35 فهد قائدها الرائد جلال الدين الجيار لمدة 6 أشهر من التدريب الأولي تولانا القائد عبد الجابر أحمد علي من أسوان توفي من عام وهو من أحدث طفرة في الكتيبة من التدريب والشئون المعنوية وحصلنا على مراكز أولى متقدمة في المسابقات.

 

 

وتابع صائد الدبابات، استلمنا خبراء روس للتدريب على سلاح الفهد صواريخ ساجر السوفيتي "المالوتكا" الملقب بمغتصب الدبابات الإسرائيلية في 1973 بالروسي، للتدريب على سيارة إلكترونية عبارة عن شاشة ومنظار وعصاة نقطة ودائرة تحدد السرعات أقصى مدى من 300 متر إلى 3 كيلو لإصابة الهدف.

 

 

وأكد صائد الدبابات أن خبرات الجندي المصري فاقت الجندي الروسي في استخدام الصاروخ الروسي خلال شهر فقط من التدريب، حيث إن أعظم مجند روسي تمكن من اصطياد 7 دبابات ودخل به موسوعة جينيس في حين أن الجندي المصري صائد الدبابات محمد عبد العاطي، اصطاد 23 دبابة، وعبد العال اصطاد 18 دبابة ليكونا أعلى الإحصائيات الفردية.

 

وقال عبد العال: إن الجنود المصريين تمتعوا ببراعة شديدة في حرب أكتوبر وبدقة إصابات عالية أسفرت عن تدمير أكثر من 500 دبابة.

 

 

وكشف عبد العال أن الصاروخ الروسي طوله 86 سم ووزنه 15 كيلو، والتعامل بمنظار وتركيز قوي، وبدأنا الحرب تحت شعار "يا انا يا الدبابة" وكان أقصى مدى للصاروخ  3 كيلو، وفي سلاح المشاة مباشر يكون الضرب على كيلو واحد كأقصى مدى.

 

 

 

وأشار صائد الدبابات إلى أن تحديد الهدف أساسي للتعامل، الدبابة تقطع الكيلو في 8 ثوانٍ، والتنشين يكون على برج الدبابة الذي يبلغ سمكها من 20 إلى 25، والصاروخ لديه قوة اختراق لـ 60 ملي، وبدخول الصاروخ الدبابة، يحقق 100 ألف ضغط جوي ودرجة حرارة 6 آلاف درجة مأوية ينتج عنها انفجار الدبابة.

 

 

وقال صائد الدبابات” جنود إسرائيل كانوا في الضفة الشرقية ويتمتعون بكل شيء، وكنا خلف القناة قبل الحرب بـ 10 أيام وكانت هناك 3 عوائق تعوق عبور القوات المصرية العامل النفسي، وتمت إزالته من خلال الشئون المعنوية والأزهر،  العامل الطبيعي عرض القناة وطول 170 كيلو، وتم التعامل باختيار الجو المناسب يوم 6 أكتوبر حيث المياه الساكنة، وخط بارليف وهو من أقوى الحصون الموجودة عبارة عن خط النابلم بالمواسير والتي تقتل أي قارب يمر بدرجة حرارة تصل إلى ألف درجة مأوية، الساتر الرملي ارتفاعة من 20 إلى 25 مترا وزاوية 65، مشيرا إلى أن تدريبهم شمل محاكاة في ترعة الإسماعيلية.

 

 

وكانت من بين الموانع 35 نقطة قوية منها تبة الشجرة، و3 طبقات تحت الأرض مكيفة وبها أسلحة متنوعة تستخدم في أي معركة عبارة عن 6 كيلو خلف القناة تابعة للإسرائيليين.

 

 

وعن مقولة بارليف الإسرائيلي: إن خط بارليف لا يمكن أن يقهر، وبالأحبال والتسلق باليد والقدم تمكنا من العبور للجهة الأخرى لم نبالِ بما نحمله من أكثر من 40 كيلو وأكثر وتمكنا من العبور.

 

 

وكشف صائد الدبابات عن أن القيادات الشبابية كانت إبان حرب أكتوبر اللواء حاتم، إبان الحرب كان نقيبا، وقائدنا والمقدم عبد الجابر قائد الفهد والحسيني ملازم أول احتياط، “القيادات ما كانوش يعرفوا موعد الحرب”، وأنشأنا منصات عالية في محاولة لكشف العدو الإسرائيلي مشيدا بأنه لأول مرة في التاريخ معركة تقام في عز الظهر.

 

 

وقال صائد الدبابات يوم السادس من أكتوبر وصلت مظاريف مغلقة للقادة وتم التنبيه عليهم بعدم فتحها إلا في الواحدة والنصف بعد الظهر وعندما تم فتح هذه المظاريف وجاء قائد الفصيلة حسين السويسي والملازم أول فؤاد الحسيني، يطلبان مني تناول الإفطار في رمضان استعدادًا للحرب، وأصدار تعليماتهم بأن الحرب قادمة، ولهذا فإن من أراد الإفطار فليفطر ومن يفضل الصوم فليظل صائمًا، والغريب أن أغلب الجنود ظلوا صائمين حتى نهاية الحرب.

 

 

ومع الضربة الجوية 220 طائرة مصرية أربكوا إسرائيل دكوها في 45 دقيقة، وتزامنا مع الضربة الجوية اقتحمنا، مرددين الله أكبر وعبرنا حاملين العلم المصري.

 

 

وقال صائد الدبابات في أول موجة عبر 6 آلاف جندي، وعلى آخر اليوم بلغ عدد الجنود 80 ألف جندي عبروا القناة، ووقت المعركة ألحقت على الكتيبة 16 بقيادة المقدم محمد حسين طنطاوي الفرقة 16 مشاة مترجلا.

 

 

وتابع صائد الدبابات، روحنا المعنوية كانت في السماء، والطيران المصري نقل إسرائيل للنار وفتحت لنا أبواب الجنة ونظمنا رأس كوبري لمنع الدبابات الإسرائيلية لحين عبور الدبابات المصرية.

 

 

وأكد عبد العال أن حرب أكتوبر أبرز دليل على صلابة وقوة الجندي المصري، الذي استطاع قهر المستحيل، أثبتت الحرب أن الشعب المصري جيش. 

 

 

وعن كتيبة فهد 35  كشف عن أن مهمتهم تمثلت في تأمين قيادة اللواء وجسر شط القناة وتأمين عبور قواتنا من الغرب إلى الشرق.

 

 

وقال عبد العال: إنه تمكن خلال الحرب من تدمير 18 دبابة وعربتين مصفحتين منذ بداية الحرب حتى وقف إطلاق النار، وكان اليوم التاسع في الحرب تاريخيا بالنسبة لي أصبت 6 دبابات في نصف ساعة، مؤكدا أن الدبابة ثكنة عسكرية متحركة تشمل بين طياتها الدمار والخراب بها رشاش لصيد الأفراد ومدفع مضاد للمدرعات ومدفع مضاد للطيران وبها 4 أشخاص.

 

 

وعن معركة المزرعة الصينية.. معركة  الدبابات الكبرى قال صائد الدبابات إن سبب تسميتها يرجع إلى أن المنطقة كانت مزرعة يقوم فيها اليابانيون بعمل أبحاث للزراعة وإقامة أبيار، ومع الهجوم الإسرائيلي والاستيلاء عليها وجد كلمات يابانية فأطلق عليها المزرعة الصينية. 

 

 

وتابع صائد الدبابات استمرت المعركة الصينية أكثر من 14 ساعة، تم خلالها تدمير 27 دبابة، وتكبد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة وكبيرة، وكانت من إحدى المعارك الفاصلة في حرب السادس من أكتوبر، نتج عن الحرب الصينية تدمير اللواء المدرع كاملا بكتيبة مصرية، وكانت نظرة الإسرائليين في معاركنا معهم، هي نظرة رعب، وخوف في نفس الوقت، ولم يتوقعوا بسالة وكفاءة وقوة الجندي المصري.

 

 

ونجح سلاح المشاة، في وقف تقدم اللواء المدرع الإسرائيلي، الذي حاول اختراق خطوط “انساق” القوات المصرية، وبرهنت قوات المشاه المصرية أنها قادرة على مواجهة العدو الإٍسرائيلي فيما هو متاح من إمكانيات ضد العدو الإٍسرائيلي

 

 

 

وكرم صائد الدبابات من الرئيس الراحل محمد أنور السادات ومنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى هو وزميله الراحل البطل محمد عبد العاطي، الذي كبّد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة.

 

وقال عبد العال صائد الدبابات في حرب 73 لولا اتفاقية السلام لم نسترد سيناء، وأرفض أي هجوم على السادات لأن المهاجمين له لا يفقهون شيئا.

 

وأشاد صائد الدبابات بمجهود القيادة السياسية في تعمير سيناء، والجهود المصرية عظيمة وقوية والأعداء تستهدف مصر من كل الجهات، الخونة كثيرون، مقدما التحية للشهداء في كل مكان الذي  لولاهم دمائهم ما كنا انتصرنا ومصر منصورة إلى يوم الدين.

 

وناشد صائد الدبابات الشباب المصري الحذر من الاستعمار الجديد، وعدم الانسياق وراء المغرضين، والإعلام الفاسد من أهل النار المحرضين على مصر، فمصر متدينة بطبيعتها، تمسك بوطنيتك وقيادتك، حافظ على بلدك، ومصر محروسة بإذن الله بالحفاظ على القيادة، من أجل البلد مؤكدا أن الأرض تسترد بالدم والنار. 

 

 

يذكر أن صائد الدبابات ولد في 16 أبريل 1951 بقرية نوب طريف التابعة لمركز السنبلاوين، ومقيم بطلخا بمحافظة الدقهلية، والتحقت بالقوات المسلحة عام 1969 وكان يشغل حينها رتبة رقيب. 

الجريدة الرسمية