كيف تؤثر جائحة كورونا في علاقات الصين الخارجية؟
بعد تفشي فيروس كورونا المستجد في مدينة ووهان الصينية ثم تحوله إلى جائحة عالمية قد يضطر الحزب الشيوعي الصيني الحاكم إلى اتخاذ سياسات جديدة في علاقاته الخارجية نظراً للفوضى التي سببتها له أزمة كورونا.
وبالرغم من احتواء السلطات الصينية للفيروس التاجي الجديد داخل أراضيها بإجراءات صارمة وحازمة ، ما زالت بعض الدول الغربية تعاني الوباء بسبب استجابتها المتراخية وأنظمتها الديمقراطية المتجاوبة مقارنة بنموذج الحزب الواحد في الصين.
إخفاء المعلومات
وتعتبر الرواية التي تسيطر على الساحة العالمية وألسنة القادة السياسيين داخل الدول الأوروبية ، هو أن القيادة المركزية للصين كانت تعرف في وقت مبكر عن شدة ومدى انتشار الفيروس الجديد في مدينة ووهان ، وكذبت على العالم في تلك الأيام الحاسمة والمبكرة.
واستشهد المراقبون بمنع السلطات الصينية لخبراء من منظمة الصحة العالمية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ، كما أن إغلاق مدينة ووهان بؤرة الفيروس في أواخر يناير جاء متأخراً جداً ، بعد أن سُمح لأكثر من نصف سكان المدينة البالغ عددهم 11 مليون نسمة بالمغادرة لقضاء عطلة رأس السنة القمرية الجديدة ، وهو ما تنفيه بكين.
انخفاض عدد الإصابات بكورونا في الصين لأقل من ألف حالة لأول مرة
العلاقات الغربية
وأضاف المحللون أن هذه الأزمة قد تؤدي إلى تعطيل علاقة العالم مع الصين لسنوات قادمة ، إذ كان يطالب قادة الدول الصديقة للصين منذ فترة طويلة بمحاسبة بكين علي خلفية المخاوف الاقتصادية ، وسجلها في مجال حقوق الإنسان والانتهاكات ، مثل احتجاز مليون من مسلمي الإيجور في معسكرات الاعتقال ، إلا أن أزمة كورونا أشعلت فتيل الصراع.
ودعت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين ، إلى إجراء تحقيق مستقل في الأصول الصينية للفيروس وكيفية انتشاره ، كما دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الصين إلى الشفافية بشأن الفيروس.
وفي الولايات المتحدة ، ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن الفيروس ربما انتشر عن قصد أثناء الدعوة إلى التحقيق ، قائلا: "إذا كان خطأ ، فليكن ، ولكن إذا كانوا مسئولين عن الفيروس فبالتأكيد يجب أن تكون هناك عواقب".
كما أعلن ترامب في وقت سابق عن تعليق الأموال الأمريكية لمنظمة الصحة العالمية انتظارًا للتحقيق في تعاملها مع مع تفشي الفيروس بعدما أشاد المسؤولون في المنظمة باستجابة الصين ونصحوا بعدم تقييد السفر.
كما رفعت ولاية ميسوري الأمريكية أول دعوى قضائية في محكمة فيدرالية ضد الحكومة الصينية ، متهمة زعماء بكين بالتورط في حملة مروعة من الخداع والإخفاء وسوء التصرف والخمول بشأن الفيروس التاجي ، وتحميلهم مسئولية الموت الهائل والمعاناة والخسائر الاقتصادية التي لحقت بالعالم.