رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات.. تنتظر «عواصم الأزمات» ..طرابلس تواجه الإرهاب.. صنعاء تنتظر كارثة صحية.. وثورة شعبية تهدد «ملالي طهران»

فيتو

يمر العالم  بمرحلة فاصلة في التاريخ، بل يمكن القول إنها تفوقت على الحروب العالمية التي شهدها العالم، ومن المتوقع بعد انتهائها وانحسارها، وأصبح من المؤكد هنا أنه ستكون هناك متغيرات كبري ستلحق بعالم ما بعد هذه المرحلة، يمكنها أن تقضي إلى زعزعة ركائز النظام الدولي الراهن، ليفسح المجال بشكل أوسع لإرساء نظام دولي جديد.

 

مستقبل الشرق الأوسط

وأكد عدد من الكتاب والخبراء أن «مستقبل الصراعات في منطقة الشرق الأوسط يمكن أن يتغير برمته، خاصة في ليبيا التي شهدت نزاعات كثيفة بسبب اتفاق حكومة السراج الأخير مع أردوغان، وكذلك لبنان وحزب الله، وحرب سوريا واليمن، إضافة إلى العراق والتدخلات الإيرانية، وغيرها العديد».

الأمر ذاته أكدته عدة تقارير أمريكية نشرها موقع «ديلي بيست»، حيث أكدت أن آثار ما بعد هذه المرحلة بالشرق الأوسط، ستكون فوضى جديدة عارمة، خاصة بعد تجمد النزاعات التي تشهدها المنطقة منذ انتشار الوباء لفترة مؤقتة، مشيرة إلى أنه على الرغم من اختفاء النزاعات والتنافس والحروب في الوقت الحالي، إلا أنها لن تختفي، فهي فقط ستقوم بدورها على كشف الضعف الأساسي لدى عواصم المنطقة، التي لم تكن مستعدة أكثر لمواجهتها.

ليبيا

في هذا السياق يري رضوان الفيتوري، الباحث والمحلل السياسي الليبي، أن «مستقبل الصراعات في منطقة الشرق الأوسط بعد زوال الخطر، يعد اختبارًا لقدرات هذه الدول التي أصبح كل منها يغلق الباب بمصراعيه على أنفسهم للمحافظة على البقاء، وأن الفترة المقبلة يمكن أن تكون أقرب إلى الشلل الكامل أو الانسحاب من القوات المعادية في جميع الأصعدة، سواء القوات التركية في ليبيا أو الإيرانية في اليمن، لأن هؤلاء القادة العسكريين حريصون كل الحرص على عدم إحراجهم أمام شعوبهم ».

وأوضح «الفيتوري»، أنه إذا خرجت الأمور عن السيطرة في المنطقة، فإن الشعب الليبي حتى في ظل هذه الأزمة سيكون قادرًا على دحر الإرهاب الذي يسعي للقيام بعمليات عسكرية لغزو هذه البلاد، مستندًا إلى التقدمات التي قام بها الجيش الوطني الليبي في الفترة الأخيرة، وكذلك حصار ميليشيات مصراتة، إلى جانب الحصار البري الذي كان يحول بين إعلان السيطرة الرسمية على منفذ راس جدير آخر منفذ بري رسمي لسلطات طرابلس على دول الجوار».

وأضاف المحلل السياسي الليبي: «عدم إرجاء الاتحاد الأوروبي لموعد إطلاق العملية العسكرية لمراقبة حظر التسليح، رغم وطأة وصعوبة الأوضاع في دولهم ، يؤكد وعيهم بمخاطر انتقال المرتزقة، بما يحملون من سجلات إجرامية، وأفكار ومعتقدات متطرفة، من ليبيا لشواطئهم»، مشيرًا إلى أن الأوروبيين يعرفون جيدًا مخططات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحقيق سيطرته على ليبيا، موقعًا وثروة نفطية، وبالتالي فإنهم لن يسمحوا له بذلك، وهم لم يعترضوا في أثناء توقيع الاتفاقية مع السراج، لكنهم الآن قادرون على إبطال مفعولها، والعالم برمته سوف تتغير خريطته السياسية والعسكرية».

سيناريوهات متوقعة

وحول الحديث عن إنهاء النزاع في منطقة الشرق الأوسط، أشار «الفيتورى» إلى وجود عدة سيناريوهات منها إنهاء النزاعات القديمة وبدء نزاعات جديدة للقضاء على الجوع والفقر.. نزاعات يمكنها أن تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة بين دول العالم وليس منطقة الشرق الأوسط فقط، والتي باتت بوادرها تظهر لأول مرة من قبل الدول الكبرى متمثلة في القرصنة على الأدوية والمعدات الطبية.

وكذلك الانهيار الاقتصادي لكبري الأنظمة العالمية، موضحًا أن «الحرب العسكرية قد تكون بعيدة الاحتمال إذا استمرت الأزمة الحالية، لكن الحرب المقبلة ستكون حربا بيولوجية، نظرًا لوجود العديد من البحوث والآراء المدعومة بالوثائق والمستندات من مخابرات الدول الكبرى تؤكد أن كورونا عبارة عن سلاح بيولوجي لم يُتمكن من السيطرة عليه».

إيران

وحول ما يتعلق بالشأن الإيراني قال محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدي العربي لتحليل السياسات الإيرانية: التاريخ يعلمنا أن الجوائح الكبيرة كالأوبئة والمجاعات تغير علاقة المجتمع بالسلطة أو علاقة السلطات ببعضها البعض، ويظهر ذلك في إيران تحديدًا، مستندًا إلى ما حدث في المجاعة الكبرى 1917، التي صاحبها عدة أوبئة مثل الكوليرا والإنفلونزا، وأدت على إثرها لتغيير ثقة المواطنين في الحكومة العسكرية، ودفعهم للانقلاب على الحكومة بقيادة رضا بهلوي الذي بدوره أسس بعد ذلك الفترة البهلوية في حكم إيران.

وتابع: النظام الإيراني فشل في احتواء هذا الفيروس وتعامل معه باستخفاف شديد في البداية زاعمًا أنه مجرد دعاية أمريكية للقيام بحرب بيولوجية أمريكية، رافضًا وقف التعاون التجاري والمؤتمرات مع الصين، وتحديدًا بين" قم" بؤرة تفشي الفيروس في إيران وبين ووهان منبع الفيروس.. الأمر الذي جعل المواطن الإيراني يتأكد أن الحكومة لم تتعامل معاملة جادة وحقيقية تجاه هذه الأزمة.

لذلك يمكن أن تخرج من داخل الدولة حركات ضد الممارسات السياسية العليا للنظام، وخاصة بعدما قال على خامنئى «سنواجه الفيروس بالدعاء للحسين» وتجاهل الأسباب العلمية والتداعيات الطبية، كما أن مستقبل الصراع الإيراني في حال عدم السيطرة على كورونا يمكن أن يزيد ويحتدم بين أمريكا وإيران، لكن ساعة الصراع الحقيقة ستكون في العراق.

نقلًا عن العدد الورقي...،

الجريدة الرسمية