رئيس التحرير
عصام كامل

تحويل حاجز "إيرز" إلى معبر رسمي بـ"طلب إبراز الجوازات" يكشف خطة "نتنياهو" الشيطانية..  إسرائيل تواصل تنفيذ "صفقة القرن"

نتنياهو
نتنياهو

«صاحب الأرض ومغتصبها في خانة واحدة».. معادلة غريبة استطاع الظرف الأخير فرضها على الواقع الفلسطيني، الذي ضرب الأراضي الفلسطينية، ووجد لنفسه موطئ قدم في المناطق المحتلة، وهو ما طرح تساؤلات حول واقع ومستقبل القضية القضية الفلسطينية، وصفقة القرن، وغيرها من التشابكات ذات الصلة.

كورونا والاحتلال

من جانبه، قال الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني: مع انتشار الوباء العالمي  نجد أنه بدأ بالفعل التنفيذ الإجرائي الفعلي على أرض الواقع لصفقة القرن الأمريكية على الأراضي الفلسطينية المحتلة واستغلال الانشغال بها لتصفية القضية الفلسطينية من خلال الحملات الإعلامية الممنهجة من قبل اليهود الصهاينة ونشر الأكاذيب لتخلي العرب عن قضية فلسطين والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بأحقيته في أرضه.

استغلال الوباء

وأضاف أن «المحتل الإسرائيلي شرع في تنفيذ عدة إجراءات تحت ذريعة المكافحة ، وقام بالتحكم في المعبر وإصدار تعليمات جديدة للعبور عبر الأراضي المحتلة وحواجزها المنتشرة، وذلك بفرض إبراز جوازات السفر، في إجراء غير مسبوق، وتحويل حاجز إيرز إلى معبر أو ممر رسمي يخضع لإشراف غير مسبوق من قبل المحتل الإسرائيلي الذي كان يكتفى في السابق بطلب إبراز الهوية والآن يطلب إبراز الجواز بشكل رسمي.

وهناك خطة ممنهجة للفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية، والتعامل مع القطاع ككيان مستقل أو دويلة منفصلة بحد ذاتها».

حملة اعتقالات

وتابع: كما أقدمت قوات الاحتلال على استكمال حلقات أسلوبها الممنهج والمدروس من خلال شنها حملة واسعة من الاعتقالات، وإقدامها على اقتلاع أشجار الزيتون والحمضيات المثمرة، وذلك في إطار الإستهداف المتواصل لمصادرة أراضي الفلسطينيين للتوسع الاستيطاني وبناء الثكنات العسكرية والأمنية على أراضي المواطنين، وتهويد القدس والسيطرة عليها وتغيير التاريخ وتزيفه لطمس الحقيقة بأحقية الشعب الفلسطيني بأرضة ووطنه.

بدورها.. قالت الدكتورة رانيا فوزي، المتخصصة في تحليل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي إن «إسرائيل رغم الظروف الصعبة التى وجدت نفسها فيها مؤخرا، إلا أن هذا كله لم يمنعها من المضى قدمًا خلال الأشهر المقبلة في تنفيذ بنود صفقة القرن، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا أنه في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة سيتم ضم للضفة الغربية المحتلة وهو الأمر الذي كان محل خلاف في مفاوضات الائتلاف بين نتنياهو وخصمه بيني جانتس والذي تبدد في الأيام الماضية.

هنري كيسنجر 

في حين تطرق الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنيري كيسنجر حول تداعيات المرحلة الحالية على العالم في مستويات عدة، مؤكدًا أنها لم تأت من فراغ وأنه ذهب لتشبيه ما يحدث بالحرب العالمية الثانية والتي نتج عنها هذا العالم الجديد ومؤسساته والتي يتوقع هذا السياسي الأمريكي المخضرم أن تنهار وتبنى على أسس جديد، رغم أنه وضع خارطة طريق للولايات المتحدة لتجاوز هذه المرحلة.

«الرقب» أوضح أيضا أنه بعيدًا عن تصريحات كيسنجر، فإن دولا كثيرة ستنكفئ على ذاتها واتحادات مثل الاتحاد الأوروبي قد ينهار أو يتقلص، وستظهر قوى جديدة عماد قوتها الاقتصاد وليس الجيش والتقدم العسكري.

وأكمل: لو ذهبنا بعيدًا عن العالم ككل وذهبنا لفلسطين كجزء والتي دفع شعبها ثمنًا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، الأولى وعد بلفور والثانية تسليم أرض فلسطين لـلحركة الصهيونية وتهجير أهلها، سنجد أن فلسطين التي تعاني من انقسام داخلي بين فصائلها السياسية واحتلال يسلب أرضها، هل ستدفع ثمنا جديدا في هذه الجائحة خاصة أنها جاءت بعد الخطة الأمريكية لحل الصراع (العربي – الإسرائيلي) حسب الرؤية الصهيونية؟

تهويد القدس 

«د.الرقب» أضاف: "الاحتلال الإسرائيلي يسارع الزمن لمصادرة الأراضي الفلسطينية وتهويد القدس، ومستوطنوه يقتحمون يوميًا الحرم القدسي ويسعون لاستغلال انشغال العالم ، وتنفيذ مخططهم في بناء هيكلهم في الحوض المقدس أو أقل شيء تنفيذ التقسيم الزماني والمكاني في الحرم القدسي، كما حدث في الحرم الإبراهيمي.

وأردف: ما نخشاه هو استغلال هذه الظروف العالمية والتفرد بالشعب الفلسطيني، نحن بانتظار ميلاد حكومة إسرائيلية جديدة يمينية بقيادة نتنياهو، ولأنها حكومة قوية ستضم أكثر من ٧٣ عضوًا، فقد تنفذ الخطة الأمريكية بشكل كبير، خاصة أن طرفي الحكومة نتنياهو وبني جانيتس أيدوا الخطة الأمريكية.

وشدد «د.الرقب» على أنه «إذا استمر الانقسام الفلسطيني ولم يصل المتخاصمون لرؤية تجمعهم، فإننا كفلسطينيين سندفع ثمنا جديدا في هذه الحرب العالمية الثالثة وهي حروب الجيل الخامس، كما دفعنا في الحربين العالميتين الأولى والثانية وسنجد كيانا فلسطينيا في قطاع غزة معترفا به دوليا كدولة للفلسطينيين، وكيانا آخر في الضفة الغربية محاصرا في مدن متقطعة على مساحة ٢٠ بالمائة من أرض الضفة الغربية، مع ابتلاع باقي الأرض داخل حدود دولة الاحتلال، وهذا الكيان سيكون مضطرا للاتصال بالمملكة الأردنية لتكون عنوانه تحت أي شكل جديد من الاتحادات الحديثة التي ستولد نهاية هذا العام».

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية