كورونا يغير خريطة العالم.. هل تنجح فرنسا في إعادة العلاقات مع روسيا؟
في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد وإسفاره عن انهيار اقتصاد أغلب الدول الأوروبية تضغط فرنسا من أجل تحسين العلاقات مع روسيا إذ دعا وزير الخارجية الفرنسي خلال اجتماع لمسئولي الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع إلي توسيع مشاركة أوروبا مع روسيا .
وجاء ذلك في أعقاب مؤتمر ميونيخ الأمني في فبراير الماضي عندما طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتحسين العلاقات بين أوروبا وروسيا.
وليس الفرنسيين وحدهم الذين يحاولون تحسين العلاقات مع موسكو ، إذ اتجهت بعض الدول مؤخراً إلي محاولة دفع أوروبا نحو إجراء نوع من التسوية مع روسيا ، خاصةً بعد أزمة شبه جزيرة القرم ، مثل السياسيين في المجر وألمانيا واليونان.
ولكي تعود العلاقات مع روسيا إلي طبيعتها ،وتنهي أوروبا والولايات المتحدة العقوبات سيتعين على موسكو تقديم بعض التنازلات الرئيسية ، نظرًا لما تسببت فيه من تغيير قسري للحدود الأوروبية في عام 2014.
روسيا
من المنظور الروسي، فإن العودة إلى العلاقات الطبيعية مع الغرب تعني إنهاء العقوبات الاقتصادية التي تؤثر على البنوك والتمويل وقطاع الطاقة والتجارة الصناعية الدفاعية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد أن هذه العقوبات ليست ذات فاعلية أو أهمية ، وهو على صواب وخطأ .
وقال إنه من المؤكد أن العقوبات لم تجعل موسكو تتخلى عن شبه جزيرة القرم أو تتوقف عن تدخلاتها في منطقة دونباس الأوكرانية ، ومع ذلك فقد أثرت العقوبات إلى جانب انخفاض أسعار النفط بشكل واضح وسلبي على الاقتصاد الروسي ، كما أنه نتيجة للركود الاقتصادي تلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعض الانتقادات ، ما يعني أن موسكو ستكون حريصة علي إنهاء هذه العقوبات.
وأضاف :”لنفترض أنه في حالة موافقة الغرب على إنهاء العقوبات ، فهل يوافق بوتين على إعادة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا؟ على الاغلب لا ، ولكن هل يوافق بوتين على الأقل على مغادرة "دونباس"، ربما ، لذلك مثل هذا التبادل لن يكون مربحاً للغرب ، فقبول ضم روسيا لشبه جزيرة القرم ، حتى مع خروج القوات الروسية من منطقة دونباس لن يبرر إنهاء العقوبات”.
وأشار إلى أن روسيا انتهكت قواعد السلوك عندما قامت بغزو شبه جزيرة القرم والاستيلاء عليها في عام 2014 ، كما أنها انتهكت القانون الدولي والتزاماتها التعاهدية.
اقرأ أيضا:
روسيا تسجل 4774 إصابة جديدة بكورونا والإجمالي يتخطى الـ 62 ألفا
الغرب
مع مرور كل عام ، يصبح من الواضح أكثر أن روسيا لن تتخلى عن شبه جزيرة القرم ، لذلك تحتج أوكرانيا وحلفاؤها في الغرب إلى التصالح مع هذا الواقع الجيوسياسي ، ولكن في نفس الوقت سيكون من الحمق ألا يستغلوا هذا الموقف في الحصول علي شيء في المقابل ، إذ يجب أن يكون الغرب صريحًا بشأن سعره.
وتعتبر جهود ماكرون من أجل التفاوض مع روسيا لم تسفر إلا عن القليل من النتائج ، فقد تم استئناف ما يسمى بتنسيق نورماندي للمفاوضات بين قادة أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا تحت قيادة ماكرون ، ولكن لم يحرز أي تقدم يذكر حتى الآن ، ونتيجة لذلك فمن المتوقع أن يوافق الاتحاد الأوروبي قريباً على تمديد العقوبات لستة أشهر أخرى على روسيا ، بحسب مجلة «The National Interest».
وتأمل الدول الأوروبية والولايات المتحدة أن تعرض موسكو نزع السلاح النووي من مقاطعة كالينينجراد الروسية والمتواجدة على بحر البلطيق بين بولندا وليتوانيا ، حيث شهدت كالينينجراد زيادة مهولة ولكن تدريجية في البنية التحتية النووية وأنظمة التوصيل ذات الصلة.
كما أن موسكو إذا أرادت عودة العلاقات إلي طبيعتها فستحتاج إلى التوقف عن انتهاك المجال الجوي لحلفاء الناتو والشركاء الإقليميين وإنهاء التدريبات في المناطق القريبة من الناتو والعودة إلى الامتثال الكامل لمعاهدات بناء الثقة التي وقعت عليها منذ فترة طويلة.