رئيس التحرير
عصام كامل

مباحثات مغربية أمريكية بالرباط حول أزمة سوريا وقضايا المنطقة

 مساعدة وزير الخارجية
مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشئون الخارجية "ويندي شرما

أجرت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشئون الخارجية "ويندي شرمان " مباحثات مع مسؤولين بالمغرب اليوم الجمعة، في مقدمتهم الوزير المنتدب في الشئون الخارجية المغربي "يوسف العمراني" تناولت بعض قضايا المنطقة خاصة الأزمة السورية.

وتعد زيارة شيرمان هي الأولى لمسئول أمريكي إلى المغرب بعد التوتر الذي شاب العلاقات المغربية الأمريكية على خلفية تقديم الولايات المتحدة لمشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي حول توسيع مهام بعثة الأمم المتحدة للصحراء (المينورسو) لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في المنطقة شهر أبريل/ الماضي وهو ما اعترض عليه المغرب.
وقالت "شرمان" التي وصلت اليوم للمغرب وستغادر غدا، في تصريح صحفي عقب انتهاء المباحثات إن "المغرب مطالب ببذل المزيد من الجهود ليصبح بلدا رائدا في المنطقة في مجال الحريات ودعم القيم الديمقراطية".
وأضافت أن الجانبين سيعملان على "مواصلة الحوارات واللقاءات من أجل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك خاصة فيما يتعلق بالتحديات الأمنية بعد التحولات المهمة التي تشهدها المنطقة، بالإضافة إلى التباحث حول بعض المستجدات في الجوار الإقليمي خاصة القضية السورية، والأزمة الاقتصادية العالمية".
والزيارة التي تقوم بها شرمان للمغرب هي في إطار جولة لها في شمال أفريقيا في الفترة الممتدة ما بين 10 و16 من يونيو/الجاري ستقودها إلى كل من مصر وتونس والجزائر بعد أن زارت ليبيا وتقوم حاليا بزيارة إلى المغرب أجرت خلالها مباحثات مع عدد من المسؤولين المغاربة حول العلاقات الثنائية بين البلدين
ومن جانبه، قال الوزير المنتدب في الشئون الخارجية والتعاون يوسف العمراني في تصريح صحفي عقب نهاية المباحثات إن الجانبين الأمريكي والمغربي اتفقا على " تعزيز التعاون في مجال مكافحة انتشار الأسلحة، ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وأمن الحدود".
ولفت إلى أن زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي "ويندي شرمان" إلى المغرب تأتي "في سياق المشاورات السياسية المنتظمة بين البلدين من أجل الدفاع عن مصالحهما المشتركة"، ووفقا "للرؤية المحددة من طرف العاهل المغربي محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد المكالمة الهاتفية الأخيرة التي جمعتهما شهر مايو/ الماضي.
وأضاف أن "المغرب أبدى اقتناعه للولايات الأمريكية بأن الحركات الإرهابية والانفصالية التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء تمثل تهديدا لأمن واستقرار المنطقة، مجددا وأن الحاجة الملحة للرد بطريقة عاجلة وحازمة وتضامنية على كل التطورات المقلقة في المنطقة ".
وكان العاهل المغربي محمد السادس قد أجرى مع أوباما مباحثات هاتفية في مايو / الماضي حول تعزيز التعاون في مجالات الدفاع والأمن ومحاربة الإرهاب، كما تبادل القائدان دعوات الزيارة خلال الاتصال نفسه.
ونقل بيان للديوان الملكي المغربي آنذاك إشادة "الرئيس الأمريكي بالتقدم الملموس والإصلاحات التي أطلقها ملك المغرب في كافة المجالات والتي تجعل من المغرب نموذجًا بالنسبة للمنطقة برمتها".
وتقدمت الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي، منتصف أبريل/الماضي، بمسودة قرار حول نزاع الصحراء تتضمن مقترحًا بتوسيع صلاحيات الـ"مينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، وهو ما رفضه المغرب، ورد عليه بتأجيل مناورات مشتركة بين القوات المغربية وقوات من "قيادة الولايات المتحدة في أفريقيا" المعروفة اختصارا باسم "أفريكوم" كان مقررا إجراؤها أواخر الشهر نفسه.
وفي وقت لاحق، جرى تمديد مهمة البعثة دون توسيع مهامها، بعد أن تخلت واشنطن عن طلبها.
وجمع المغرب والولايات المتحدة لأول مرة في شهر نوفمبر/ الماضي حوار ثنائي، ناقش خلاله الجانبان ملفات التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني"، باعتباره آلية لدعم التشاور والتعاون، بالإضافة إلى اتفاقية التبادل الحر التي تم توقيعها بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية سنة 2004.
الجريدة الرسمية