رئيس التحرير
عصام كامل

الرابحون والخاسرون في زمن "الوباء".."الاعتكاف الإلكتروني" على قائمة "أرباح المشايخ".. و"كوفيد – 19" ينهي أسطورة مشايخ الفضائيات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

“رمضان 1441 لن يكون شبيهًا بالبقية”.. حقيقة فرضها تفشي وانتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد – 19» على العالم بشكل عام وعلى المسلمين تحديدًا في ظل الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تتخذها الحكومة للحد من انتشار الفيروس الذي لا يزال يواصل انتشاره في غالبية بلدان العالم.

إغلاق المساجد

ومن ضمن هذه الإجراءات قرار إغلاق المساجد وتعليق صلوات الجماعات والجُمع، ومنع إقامة موائد الرحمن التي كانت واحدة من أبرز مظاهر الشهر الكريم في مصر.

تأثيرات «كورونا» لم تقتصر فقط على غياب «روحانيات الشهر الكريم» بل امتد الأمر إلى بعض الأمور الأخرى التي كان أصحابها ينتظرون الشهر الكريم يحققون فيه أرباحا بطرق مختلفة، لتصبح هناك قائمة بمن يمكن وصفهم بـ«الرابحين والخاسرين» في ظل قرار غلق المساجد والإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة لمنع تفشي الفيروس.

البرامج الدينية

يعد شهر رمضان المبارك بمثابة «موسم» إن صحت التسمية للبرامج الدينية من كل عام، حيث تعج القنوات الفضائية بعدد كبير من الدعاة والمشايخ للظهور على شاشتها خلال أيام الشهر الكريم، خاصة مع تصاعد الدعاة الجدد وتحقيق أغلبهم نسب مشاهدات عالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن في الظروف الحالية ومع قرار فرض حظر التجول الجزئي الذي تفرضه الدولة ضمن الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي الفيروس، ومع حدوث تعديل كبير في الرؤية الإنتاجية لعدد من القنوات الفضائية أدى ذلك إلى تعطيل تصوير بعض البرامج الدينية، لا سيما التي كانت تعتمد على المشاهد الخارجية في أماكن متفرقة أو حضور عدد كبير من الجمهور في الاستديوهات.

كما أدت الظروف الحالية إلى تغيير الرؤية الإخراجية لعدد من البرامج واقتصار تصوير غالبيتها داخل استديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي، وحتى كتابة هذه السطور فإن هناك العديد من البرامج التي لم يستقر حتى الآن على طرحها نظرا لصعوبة ظروف التصوير والإنتاج، مما اضطر عددا كبيرا من المشايخ والدعاة إلى الاتجاه نحو تكثيف ظهورهم على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال صفحاتهم سواء من خلال تقنية البث المباشر أو فيديوهات مسجلة.

برامج جاهزة

أما البرامج التي تم الانتهاء من تصوير أغلبها وستكون جاهزة للعرض هذا العام فهى برنامج «اسأل مع دعاء» تقديم دعاء فاروق، وبرنامج «فكر» تقديم مصطفى حسني، وبرنامج «حكاية حياة» تقديم شريف شحاتة، برنامج «خطوات الشيطان» مع معز مسعود، برنامج «لعلهم يرجعون» تقديم الشيخ عبد السلام عبد المنصف، بجانب بعض البرامج التي يقدمها مجموعة من دعاة الدول العربية.

التراويح

تعد صلاة التراويح «القيام» أحد أبرز السنن التي ينفرد بها شهر رمضان دون غيره من الأشهر، والتي تشهد إقبالا كثيفا من قبل المصلين خاصة في المساجد التي يوجد بها شيخ متفرد في طريقة أدائه وقراءته، فنجد العديد من المصلين يفضلون الصلاة وراء شيخ معين نظرا لعذوبة صوته وأدائه الجيد للأحكام، والذين أصبح أمر الحصول على أحدهم مكلفا ماديا، حسب المنطقة التي يوجد بها المسجد.

فتبدأ عملية اختيار هؤلاء المشايخ من خلال إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال ترشيح أحد أئمة المساجد، وفي الغالب يتم التواصل مع هذا الشيخ قبل الشهر الكريم بفترة مناسبة، لأن الأمر يكون بأسبقية الحجز، من خلال وسيط أو أحد مريدي المسجد، بعد الاتفاق على المقابل المادي، والذي يختلف باختلاف المنطقة التي يتواجد بها المسجد ،حيث تبدأ تلك الفيزيتا من 5 آلاف جنيه حتى 40 ألف جنيه في المناطق الراقية، هذا بخلاف الهدايا التي كانت تنهال على الإمام من بعض مريدى المسجد خاصة في الأماكن الراقية.

لكن في ظل الظروف الراهنة ومع قرار غلق المساجد فسيتم تعطيل هذا الأمر في العام الحالي.

استضافة الأطفال

ومن الأشياء التي ستعطل هذا العام هي أماكن استضافة الأطفال أثناء صلاة التراويح، والتي انتشرت في نطاق القاهرة الكبرى خلال السنوات الماضية، حيث عملت بعض دور الحضانة على فتح أبوابها أمام الأمهات التي ترغب في ترك أبنائها الصغار حتى تتمكن من صلاة التراويح في المسجد بهدوء.

وكانت تتفاوت أسعار الانتظار من منطقة لأخرى لكن الحد الأدنى منها كان يصل لـ10 جنيهات للساعة الواحدة، ولكن في ظل الظروف الراهنة ومع قرار غلق المساجد سيتم تعطيل أيضا هذا الأمر أمام القائمين عليه.

الاعتكاف الإلكتروني

في ظل رغبة عدد من المشايخ لزيادة الربح المادي ظهرت في السنوات الأخيرة ظاهرة «غرف الاعتكاف الإلكتروني» والتي كانت تقوم على تجميع عدد أكبر من الأشخاص في مجموعات، والذين تحول ظروفهم دون الاعتكاف في المساجد لتكوين غرف «شات» للاعتكاف من خلالها، على أن يتم تحديد موعد يجتمع فيه أعضاء الغرف في نفس الوقت لبدء الاعتكاف.

وتبدأ فكرة «الاعتكاف أون لاين» من خلال الإعلان على بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لتجميع الأعداد، وفي حالة الرغبة يتم التواصل مع أحد المسئولين عن «البوست» لشرح برنامج الاعتكاف اليومي، والذي يبدأ في الغالب بعد صلاة التراويح، ويبدأ عادة بخطبة يومية يلقيها القائم على«الغرفة» ثم يبدأ بعد ذلك تخصيص وقت لقراءة جزء من القرآن الكريم، يعقبها الحديث حول أحد كتب الفقه ثم يتم فتح باب التساؤلات على أن يختتم اليوم بحديث مفتوح بين أعضاء الغرفة الواحدة، والذين يتراوح عددهم من 10 إلى 100 فرد حسب الأشخاص المتقدمين وحسب الأيام ذاتها.

وفي حالة رغبة الشخص الدخول في الغرفة يطلب منه تحويل المبلغ المالي عبر أحد تطبيقات الدفع الإلكتروني، وتتراوح أسعار الاشتراك في تلك الغرف لليلة الواحدة من 25 إلى 30 جنيها، ويتضاعف هذا الرقم في الأيام العشر الأخيرة من رمضان، وبعد عملية الدفع يطلب من الراغب في الاشتراك تنزيل أحد برامج محادثات «الفيديو» المتفق عليها من أجل أن يتمكن من الاستفادة من الدروس.

ومع استمرار سريان قرار غلق المساجد من المتوقع أن يزداد الطلب على هذه الغرف خاصة مع نشاط إعلاناتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل بداية الشهر الكريم ، خاصة وأن أصحابها يغرون الشخص المتقدم بتوفير جو من الروحانيات وتوفير أحد المشايخ الدارسين ليتولى أمر الغرف.

كما يكون هناك عروض لاعتكاف الأطفال من خلال تخصيص برامج دينية تتناسب مع أعمارهم وبأسعار تكون في الغالب أقل من الأسعار المخصصة للرجال والنساء.

نقلًا عن العدد الورقي...،

الجريدة الرسمية