ولم ينتحر محمد شو.. مان!
كثيرون يعملون في العمل العام كي يحوزوا بعد رضا الله على رضا الناس. والناس هم الأهل والأصدقاء والزملاء وأعضاء الحزب أو التيار الذي ينتمون إليه أو أغلب هؤلاء.. ومحمد شومان الممثل السابق والتافه حاليا والذي انتقل من الفن إلى العمالة، تتزايد أمواله الحرام بقدر ما يتآمر على البلد الذي يحمل جنسيتها وعاش وتربي بها..
وهذا الشو.. مان.. انفجرت إبنته بالغضب.. صرخت أخيرا بعد كتمان طويل.. أفرغت ما بداخلها بعد معاناة مريرة.. فقالت إنها لا تريد أن تحمل اسم هذا الشخص.. ولا تريد الانتساب إليه! وإنه يوما لم يكن أبا أو والدا.. وأن والدتها هي وحدها من تعبت وربت وكبرت.. وأن أباها لم تعرف عنه ولا تعرف الأسرة كلها عنه أي شيء منذ خمس سنوات!
اقرأ أيضا: الحمد لله على هجوم "الجماعة"!
لم يفكر مرة أن يرفع سماعة الهاتف ويسمع صوت بناته. ولن يمنعه أحد كأي اتصال من الخارج!! الابنة الكريمة وقد بدت متفوقة دراسيا وفي كلية مرموقة تقول إنه كان يريد قبل سنوات طويلة الذهاب إلي أفغانستان فيما يعتقد أنه جهاد!! أي إنه حاول الذهاب إلي أفغانستان وذهب إلى تركيا والشيء الوحيد الصعب عليه هو الاهتمام ببناته وأسرته، وهو الأمر المكلف به شرعا والمؤتمن عليه ضميريا والمطالب به أخلاقيا وقانونيا!! لكنه لم يفعل.
وأغلب الظن إن الوقت قد فات لكي يفعل. فالأفكار المتطرفة لحست ما تبقى في عقل الرجل.. إن كان به أي مساحة لأي عقل من الأول.. وجرفه تيار العمالة والغرق في المال الحرام إلى حدود اللاعودة.. وهو فيما يبدو لا يصلح أصلا للأبوة ولا للفن ولا حتى لحمل السلاح في أفغانستان!
اقرأ أيضا: الصلاة في البيوت.. فقه الأزمة!
كنا نعتقد أن لديه بعضا من دماء.. وأن لديه عروقا يجري فيها هذا السائل الأحمر. وإنه عندما يرى ابنته تزف للعالم براءتها منه.. أن يدرك أنه خسر العالم بما فيه. وأنه فقد الدنيا بل بمن فيها.. وينتحر! أو يأتي إلى مصر مسلما نفسه للأحهزة المختصة كشجاعة أدبية تعيد إليه أسرته.. وانتظرنا هذا الخبر أو ذاك لأيام.. لكن لا دماء ولا كرامة ولا إحساس ولا مسئولية!
ولم ينتحر شو مان ولم يجئ.. ولن ينتحر ولن يجيء!!