رجال الأعمال المصريين الأفارقة: انخفاض النفط الأمريكي يساهم في تحقيق النمو بمصر
عقدت لجنة الطاقة بجمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة اجتماعا طارئا لبحث انهيار سعر النفط الأمريكي والأسباب والنتائج واستكشاف الرؤية المستقبلية وتأثيرات ذلك على الأجلين القصير والطويل المدي على مجتمع الأعمال المصري والأفريقي.
وأكد حسين الغزاوي رئيس لجنة الطاقة بجمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة أن ما حدث أمس يعد حدثا غير مسبوق وحدث لعدم توفر طاقه تخزينية مع انخفاض حاد فى الطلب "مما دعا المشتريين لدفع نقود وصلت لـ ٣٧ -٤٠ دولارا للبرميل للتخلص من الخام.
وفسر الغزاوي الانخفاض الحالي في سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى قرب انتهاء صلاحية العقود الآجلة لشهر مايو - والتي من المقرر أن تنتهي صلاحيتها اليوم الثلاثاء ٢١ أبريل - مع ارتفاع الفارق السعري بين تلك العقود التي ستسلم قريبًا ونظيرتها التي سيتم تسليمها لاحقًا - في وضعية تعرف باسم "كونتانغو" – إلى أعلى مستوياته في 11 عامًا.
وتابع أن هناك مؤشرات تؤكد أن الإدارة الأمريكية تدرس إضافة ٧٥ مليون برميل إلى الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى مما قد يدفع أسعار خام تكساس إلى أعلى من مستوى ٢٠ دولارا خلال اليوم وباكر على أقصي تقدير .
وعلى جانب آخر استطرد حسين الغزاوي شرحه فيما يتعلق بسعر خام برنت (نفط الخليج وروسيا وأوبك) وذكر أن سعر خام برنت كان على مستوى ٢٦ دولارا أمس لاختلاف ديناميكية السوق العالمي عن السوق الأمريكية لم يتسع الفارق بين عقود خام برنت قريبة التسليم والمستقبلية ، كما هو الحال بالنسبة لعقود خام غرب تكساس الوسيط ، فبنهاية تداولات الأسبوع الماضي بلغ سعر تسوية عقود خام برنت تسليم يونيو 28.08 دولار للبرميل في حين تداولات عقود أكتوبر عند 35.95 دولار.
وفسر الغزاوي ذلك التباين بين الخامين بأن خام برنت لا يخضع لنفس قيود التخزين مثل "خام غرب تكساس الوسيط كوشينج" أو "خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند" مؤكدا أن هناك تأثيرا على صناعة النفط فى العالم وتحديدا أمريكا التي تأثرت كثيرا لأن شركات النفط الصخرى ستكون فى موقف إفلاس لارتفاع تكلفة إنتاج النفط الصخرى عن تكاليف النفط التقليدى.
وقال إن كل المنتجين فى أفريقيا ودول الخليج وروسيا سوف يتأثرون بالانخفاض فى الأسعار التى ترتبط أكثر بسعر خام برنت وذلك على المدى القصير ولكن مع انخفاض إنتاج النفط الصخرى نتيجة إفلاس بعض الشركات الأمريكية سوف يأخذ المنتجون حصة ومساحة جديدة في السوق الأمريكى ولمدة طويلة حتى تتمكن شركات النفط الصخري من معاودة الإنتاج مرة أخرى بتكاليف منافسة لتلك التكاليف المنخفضة والمستخدمة لاستخراج النفط التقليدى ولكن بعد فترة.
ويرى الغزاوي أن الصين أكبر المستفيدين حتى الآن كمستورد رئيسى للنفط فى العالم بحصة تصل إلى ١٣٪ مما يعزز فرصة المنتجات الصينية فى العالم لانخفاض أسعار النفط المستخدمة فى عملية الإنتاج.
وذكر الغزاوي أنه في أفريقيا فسوف يؤثر انخفاض أسعار النفط سلبيا على البلاد التى يعتمد مصادر الناتج القومى على النفط ومنها نيجيريا وأنجولا والجزائر والجابون والكاميرون والكونغو وجنوب السودان وليبيا وأيضا سوف تتأثر الاستثمارات الأجنبية فى الدول المكتشفة حديثا للنفط والغاز فى شرق أفريقيا مثل موزمبيق وغرب أفريقيا فى السنغال وموريتانيا نتيجة تخفيض الشركات العالمية للاستثمارات الخارجية بنسب قد تصل إلى ٣٠٪ قبل هذا الانهيار الأخير.
وأكد أن الموقف في مصر مما حدث سيشهد تأثر سلبيا طفيفا في حجم الاستثمارات المستقبلية للبحث والاكتشاف ولكن مصر سوف تستفيد لأنها تدفع سعرا أقل لشراء حصة الشريك الأجنبى المنتج من كميات النفط المطلوبة لمصر والمستخدمة فى الاستهلاك المحلى وأيضا سوف تقل فاتورة استيراد النفط الخارجية وفى المجمل تتوقع جميع المؤسسات المالية نموا فى الناتج المحلى المصرى بنسبة ٢٪ مقارنة بنمو سلبى فى معظم دول الشرق الأوسط وأفريقيا.