رئيس التحرير
عصام كامل

أسامة أنور عكاشة يكتب: الخال عبد الرحمن الأبنودي

عبد الرحمن الابنودى
عبد الرحمن الابنودى

فى مجلة الهلال ومن خلال عدد خاص عن الشاعر عبد الرحمن الابنودى (رحل فى مثل هذا اليوم 2015) تحت عنوان (الخال عبد الرحمن الابنودى )عام 2008 كتب الكاتب السينمائى والسينارست اسامة انور عكاشة مقالا قال فيه: فى مطلع الستينات عرفت الخال الفنان عبد الرحمن الشرقاوى ، لم اعرفه شخصيا ولم التق به ولكنى عرفته ، فارسا من فرسان الهلالية ، يبدأ رحلته الاسطورية وقد اصطحب معه فى تغريبته كل ابناء الجنوب ..سنابل الحنطة وتباشير المحاصيل المصرية التى انبتتها وانضجتها شمس الاراضى الغالية .

جاء الابنودى ليدق ابواب المدينة طالبا يد العروس التى قطرلها من عصارة موهبته ، ودفق شرايينه المفعم بحب البلد اكسيرا للعشق يعطى الحياة طعمها.

ويعطى الكلمات معنى الوطن ، جاء ليعاشر الحلم الذى اتسع ليضم ابناء الجيل كله عسى ان تحمل الام الولود جنين الغد المرسوم على جبين الامانى .

كان الخال الطيب والمشتعل حماسا والقابض على جمر مايؤمن به ويعتقد .لؤلؤة فريدة من لآلئ الزمن الجميل الذى احتضن فؤاد حداد وصلاح جاهين وفؤاد قاعود وسيد حجاب وعبد الرحيم منصور، فعبق الاثير بعبير ابداعاتهم وانتظموا فى صف الرواد الذين جعلوا لشعر الشعب واهازيج الناس معزوفة جديدة لم تستلهم فقط ذلك التاريخ الطويل من عذابات المصريين واحلامهم والمجهضة ورفضهم لليأس وقدرتهم على تحويل الانكسار الى موجة تنحسر على شط الانتصار . لكنها استطاعت ان تبنى للتجديد صرحا ..لم يكن مدرسة لتجديد الاشكال وحدها .بل كان جسرا تعبره كل محاولات تجديد الروح فى جسد الامة المثخن بالجراح . لم يبلغ شاعر فى نظرى تلك القمة التى اعتلاها الخال فى تلك الاهزوجة الحزينة المغسولة بدموع القهر ورفض الركوع ..أهزوجة موال النهار . وبلدنا على الترعة بتغسل شعرها .زجاها نهار مقدرش يدفع مهرها  الى آخر الابيات التى لخصت احزان امة بأثرها ترثى احلامها ..لكنها تعلن انها قادرة على تجاوز المحنة زاعادة جمع ما تناثر من اشلاء اوزوريس ليبعث من جديد ..كما تنهض العنقاء من رماد الحريق لتحلق ناشرة النور النابع من وهج المأساة 

 
 
 

وللخال عبد الرحمن اقول :مازلت بعضا من ملح هذا الوطن يعينه ويعيننا على احتمال زمن ردئ لا طعم له ..وستبقى ياشاعرنا الجميل رفيقا لاحلامنا ..وهى مابقى لنا من زاد .

الإعلان عن جائزة الشاعر عبد الرحمن الأبنودي بمكتبة الإسكندرية

وستظل بالنسبة لى رمزا لايام جميلة اذكرها كلما اعيد عرض التجربة الوحيدة التى تعانق فيها عمل لى زازدان بأشعارك ..فى دراما (رحلة السيد ابو العلا البشرى ) التى انبتت أهازيجك فيها زهورا لا تذبل ولا تصوح ولا يتبدد عبيرها ابدا .

الجريدة الرسمية