سيد مكاوي: "حرافيش السيدة" كانت البداية
من المفارقات الغريبة أن يرتبط صديقان خلال رحلتهما الفنية ويصبح كل منهما توأما للآخر ثم يتوفى الاثنان فى يوم واحد التقى الاثنان وقدما أروع الأعمال ثم تواعدا فى الرحيل مع فارق السنين رحلة فنية طويلة جمعت بين الموسيقار سيد مكاوى والشاعر الفنان صلاح جاهين.
ففى مثل هذا اليوم 21 أبريل رحل الفنانان الكبيران صلاح جاهين عام 1986 وسيد مكاوى عام 1998وكأنهما اتفقا على الرحيل.
وفى لقاء تلفزيونى مع الموسيقار سيد مكاوى بمناسبة رحيل الفنان صلاح جاهين ونشرته مجلة الإذاعة والتلفزيون يحكى فيه عن ذكرياته مع صلاح جاهين وكيف التقى به فقال:
عملت أولًا فى الإذاعة وقدمت برنامج "سوق بلدنا" جاهين يكتبه وأنا أغنيه ويخرجه صلاح أبوسيف وتلحين أحمد صدقى ولم أعرفه حتى ذلك الوقت مجرد أنه اسم كاتب الكلمات.
وكان يكتب فى السوق كلاما جميلا يقول فيه: يامهون هون.. المدرة والمجداف.. والجلع طويل هداف ، وابوين ودرعه وكتاف.. دى نعمة شاكرينها.. شايل على اكتافى وكافى.. أردب غلة خفافى.. يكيد عزولى المتعافى.. شيلنى يابووى .
وأضاف مكاوى: حبيت أشوفه وأعرفه شخصيا دورت عليه حتى قابلته يوما فى قهوة النشاط بالجمالية التى كنت دائم الحضور إليها بالصدفة كان يجلس بجوارى ، وعندما عرف أننى سيد مكاوى قال لى (أنا فى انتظارك مليت) وكان وقتها العدوان الثلاثى .
فى دردشتنا قلنا حانحارب ياصلاح.. فكانت بداية التعاون بينى وبين صلاح حيث قام بكتابة القصيدة فى يومين وكتب يقول :
حنحارب.. كل الناس حانحارب.. مش خايفين من الجايين.. بالملايين حانحارب.. تحيا مصر ، تحيا مصر أما هو فقد كان قد سمعنى فى الإذاعة أغنى (آخر حلاوة )وظل يبحث عنى إلى أن كان اللقاء بالصدفة فى قهوة النشاط .
وذهبنا إلى الإذاعة لتسجيل أغنية حانحارب وقامت الغارة ومنع الدخول إلى الإذاعة وبحثنا عن كورس لتسجيل الأغنية فلم نجد سوى العاملين بالإذاعة للقيام بدور الكورس وتم تسجيل أول أغنية بيننا , لكن كانت صداقتى الكبيرة له فى مجلة روز اليوسف وهو كان وقتها لا يعرف غير الرسم والكتابة محدود الأصدقاء وكان يرسم وقتئذ تحت عنوان (وجع دماغ دولى).
كل يوم كنت أذهب إلى مجلة روز اليوسف حيث ألتقي بالفنان حسن فؤاد والكاتب فتحى غانم وإحسان عبد القدوس وصلاح جاهين والفنانين بهجت عثمان وجمال كامل وحجازى وكانت مجموعتنا نسميها (حرافيش السيدة).
كان صلاح جاهين كل يوم بحالة.. يوم يقول أنا النهاردة الإمبراطور ، ويوم يقول أنا غاندى ، والطريقة التى كانوا يعملون بها علمتنى الكثير. كانت الرسمة اللى يرسمها واحد منهم تفوت على كل الحاضرين وهناك من يضيف لمسة أو كلمة فى التعليق وهكذا . وبهذه الطريقة كانت مجلة روز اليوسف تصدر فى منتهى القوة والنجاح وكان صلاح جاهين يشبهنا احنا الاثنين هو سيد درويش وأنا بديع خيرى مثلا.
فكرت أنا وهو نعمل حاجة للإذاعة فعملنا من خلال برنامج كان يقدمه حسن إمام عمر (ياولاد حارتنا توت توت.. هاتوا قوام النبوت) بعدها عملنا موال (عشاق القنال) نقول فيه: يجعل كلامى فانوس ووسط الفرح قايد.. يجعل كلامى ولا ناقص ولا زايد .
اقرا ايضا:
الثقافة تحيى ذكري رحيل جاهين ومكاوى "أون لاين”
بالنسبة للمسرح قدمنا مسرحية "الصفقة" لتوفيق الحكيم وقال صلاح فيها : الأرض قالت آه.. الفاس بيجرحنى ، رديت وانا محنى آه منك انت آه ثم جاءت الليلة الكبيرة مع عمنا صلاح السقا وعمنا الكبير صلاح جاهين.. رحلة طويلة فيها إمتاع وإبداع جمعتنا .