لماذا تراجعت أسعار الخام الأمريكي إلى دولار للبرميل.. وما تداعياته على مصر؟
أصيب العالم اليوم الإثنين بصدمة لم تحدث منذ ٢٢ عاما عندما خرجت النشرة النفطية لتعلن أمام الجميع تراجع أسعار الخام الأمريكي لأكثر من ٩٥٪ ليسجل البرميل دولارا واحدا وربما أقل قليلا من ٢٣ دولارا للبرميل قبل تلك الكارثة.
ويأتي السؤال هنا لماذا انخفضت أسعار النفط الأمريكي لا سيما وأنه كان هناك اتفاق مع أوبك بلس على خفض سقف الإنتاج لأول مرة في التاريخ بواقع ١٠ ملايين برميل يوميا من أجل انتعاش سوق النفط مرة بدلا من حالة الركود التي أصابت أسعار النفط منذ تفشي فيروس الكورونا والذي تراجع من ٣٥ إلى ٢٢ وحتى ٢٧ دولارا للبرميل؟
أكد الخبراء الدوليون في أسواق النفط أن التراجع الكبير في أسعار الخام الأمريكي يرجع إلى أن أسواق النفط فيها فائض كبير بين ما هو موجود كمخزون تجاري لدى الشركات الأميركية أو مخزون عائم في البحار القريبة من شواطئ الولايات المتحدة".
قال المستشار النفطي الدولي، محمد سرور الصبان: إن هذه الأجواء من التخمة في المعروض تترافق مع أن الولايات المتحدة تعاني مثلها مثل غيرها من دول العالم، من التدهور الشديد الذي حصل في الطلب العالمي على النفط، والذي قابله معروض كبير من النفط وبالتالي من الطبيعي أن يضغط هذا الفائض على الأسعار نحو الانخفاض الشديد".
وأوضح "الصبان" أن هناك إجراءات ستبدأ في شهر مايو بفتح تدريجي للاقتصاد العالمي، بدءا من الاقتصادات الكبرى مثل الاقتصاد الصيني، والولايات المتحدة، ودول في أوروبا، وكل هذا الانفتاح التدريجي وعودة النشاط الاقتصادي، تعود معه معدلات الطلب العالمي على النفط والمتوقع أن يظهر في شهر يونيو ولذلك يكون تأثر عقود هذا الشهر مختلفة".
وترجع أسباب زيادة مخزون الخام الأمريكي في الأرصدة إلى تفشي فيروس الكورونا في كثير من الولايات المتحدة الأمريكية والذي أحدث عرقلة في عجلة الاقتصاد الأمريكي.
البترول: أسعار البنزين ليست لها علاقة بتراجع الخام الأمريكي إلى دولار للبرميل
ونعود إلى السؤال الأهم هل سيكون مردود انخفاض أسعار النفط الأمريكي تأثيرا على مصر لا سيما وأن الدولة تستورد نحو ٥٥٪ من احتياجاتها النفطية من الخارج.
قال مصدر مسئول بوزارة البترول في تصريح خاص لفيتو: إنه لا علاقة لانخفاض أسعار البنزين بتراجع الخام الأمريكي إلى دولار للبرميل اليوم الإثنين لأن هناك لجنة التسعير التلقائي تقوم بمراجعة أسعار الوقود كل ثلاثة أشهر بناء على محددات أسعار النفط العالمية خاصة مزيج برنت وليس الخام الأمريكي لأنه النوع الأول الأكثر تدوالا واستخداما وعليه طلب عالمي.
وأكد المصدر، أنه بلا شك سيكون لهذا الانخفاض في الخام الأمريكي مردود إيجابي، لأنه سيقلل من فاتورة استيراد الوقود لنحو ٤٠٪، مما يوفر عملة صعبة للدولة لا سيما وأنه يتم استيراد منتجات بترولية بقيمة ٧٥٠ مليون دولار شهريا.