خبير: توقعات باجتماع طارئ لخفض إنتاج النفط الأمريكي وضبط الأسعار
قال ريمون نبيل خبير أسواق المال إن تحول البترول إلى حالة من الحرب الاقتصادية بين الدول الكبرى والخليج فى ظل سيطرة مخاوف كورونا 2020 حيث سجلت أسعار النفط العالمية أدنى مستوياتها في تعاملات أولى جلسات الأسبوع أمس الإثنين لتواصل موجة الخسائر الممتدة منذ جلسات مارس بفعل مخاوف متنامية بشأن نفاد أماكن تخزين الخام المنتج في الولايات المتحدة بعد أن أثبت اتفاق خفض الإنتاج لتحالف أوبك عدم فاعليته في تعويض خسائر انهيار الطلب على النفط انخفاضات دراماتيكية وتهاوى سعر الخام الأمريكي لأقل من دولارا للبرميل خلال تعاملات الإثنين مع امتلاء مخزونات النفط الأمريكية والتراجع الحاد في الطلب.
وأضاف أنه هبط سعر العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم شهر مايو بنسبة كبيرة بعد أن هوى إلى 14.47 دولار للبرميل مع بداية الجلسة ، مسجلا أدنى مستوى له منذ مارس من عام ١٩٩٩ في حين انخفض سعر العقود الآجلة تسليم شهر يونيو بنحو 5.9% عند مستوى 23.75 دولار للبرميل وتراجع سعر خام برنت تسليم شهر يونيو بنسبة 0.9% مسجلا 27.84 دولار للبرميل بعد أن فقد قرابة 11% من قيمته الأسبوع المنصرم وأظهرت بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأسبوع الماضي ارتفاع حجم المخزونات الأمريكية بنحو 48% إلى 55 مليون برميل منذ نهاية شهر فبراير الماضي ، مشيرة إلى أن سعة التخزينية بمراكز تخزين الخام تستوعب 76 مليون برميل كحد أقصى حتى 30 من سبتمبر المقبل كما صرحت أوبك مؤخرا أنها اتفقت على تقليص الإنتاج 9.7 مليون برميل يوميا في مايو ويونيو المقبلين وذلك في أكبر خفض على الإطلاق لإنتاج النفط إذ يتجاوز أربعة أمثال التخفيضات التي اتفق عليها أثناء الأزمة المالية في 2008 وتابع أن ذلك أدى إلى الارتفاع المؤقت الأسبوع الاول من أبريل ثم تراجعت الأسعار مجددا وكان الخام الأمريكي الأكثر تأثرا بهذا التراجع الذي انخفض بحدة بأكثر من 40% خلال تعاملات اليوم إلى مستوى 10.75 دولار للبرميل تزامنًا مع تخمة كبيرة في المعروض النفطي في الأسواق بالإضافة إلى ضعف الطلب العالمي على النفط مع تفشي فيروس كورونا وتأثيره السلبي على الاقتصاد العالمي وتراجعت عقود الخام الأمريكي خلال التداولات للبرميل لتسجل أكبر خسارة تاريخية على الإطلاق وتحديدا منذ عام 1986.
ومن المتوقع اجتماع طارئ خلال الأسبوع الجارى أو المقبل بشكل عام لتقليص الإنتاج من النفط الأمريكى حتى تساعد فى تماسك أسعار النفط حتى ولو بشكل مؤقت وإن كان المتوقع أن يكون انهيار البترول كما له مردودا سلبى كبير على بعض الدول المنتجة إلا أنه قد يكون له مردودا إيجابى على بعض الدول ذات الاقتصاد الناشئ والتى منها مصر فى حال استعلال تلك الموجة الهبوطية لتعزيز المخزون الداخلى لها من النفط للفترة المقبلة لتكون على أتم الاستعداد للتغيرات الاقتصادية التى قد تنتج حول العالم بعد انتهاء أزمة وباء كورونا الذى سوف يغير خريطة العالم اقتصاديا وسياسيا ومن المتوقع اتجاه الكثير من الاستثمار المباشر للدول الناشئة بشكل عام والذى تتميز مصر بشكل خاص بمميزات كبيرة وسط تلك الأسواق الناشئة التى قد تجذب أنظار المستثمرين حول العالم.