"الوفيات" تفجر أزمة "النصاب" داخل "كبار العلماء".. "زقزوق وعمارة" أحدث الراحلين.. وشيخ الأزهر يحسم ملف "الجدد" قريبًا
أعاد رحيل الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومن قبله الدكتور محمد عمارة عضو الهيئة السابق، الحديث مجددًا حول عدم اكتمال النصاب القانوني للهيئة واكتمال عدد الأعضاء، والتي حسب القانون المنظم لها من المقرر أن تشتمل على 40 عضوًا، بحد أقصى.
تشكيل جديد
ولكن ولظروف إعادة الهيكلة للهيئة في عام 2012 تم الإعلان عن التشكيل الجديد لها بعضوية 26 عالما من الأزهر الشريف، يرأسهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
وتعد الهيئة أكبر مرجعية علمية في الأزهر الشريف، ومنوط بها تنفيذ الاختصاصات المهمة والتي على رأسها اختيار شيخ الأزهر، حيث ينص قانون تنظيم الأزهر، رقم 103 لسنة 1961، في المادة الخامسة، على أنه «عند خلو منصب شيخ الأزهر، يختار من يشغله بطريق الانتخاب من بين أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر، وتختار الهيئة لهذا المنصب ثلاثة من أعضائها الذين تتوافر فيهم الشروط المقررة بشأن شيخ الأزهر عن طريق الاقتراع السرى في جلسة سرية يحضرها ثلث عدد أعضائها.
ثم تنتخب الهيئة شيخ الأزهر من بين المرشحين الثلاثة، في ذات الجلسة، بطريق الاقتراع السرى المباشر، ويصبح شيخًا للأزهر إذا حصل على الأغلبية المطلقة لعدد أصوات الحاضرين، ويباشر عمله شيخًا للأزهر اعتبارًا من تاريخ انتخابه، ويعتمد اختياره بقرار من رئيس الجمهورية».
اختصاصات الهيئة
كما تختص الهيئة بالبت في المسائل الدينية والقوانين والقضايا الاجتماعية ذات الطابع الخلافي التي تواجه العالم والمجتمع المصري على أساس شرعي، والبت في النوازل والمسائل المستجدة التي سبقت دراستها ولكن لا ترجيح فيها لرأي معين، إلى جانب دراسة التطورات المهمة في مناهج الدراسة الأزهرية الجامعية أو ما دونها، التي تحيلها الجامعة أو مجمع البحوث أو المجلس الأعلى أو شيخ الأزهر إلى الهيئة.
وخلال الأعوام الماضية يتضح أن الهيئة فقدت أكثر من 15 عضوا من أعضائها بسبب الوفاة وأسباب أخرى، وكان على رأسهم عبدالرحمن العدوى، محمد الراوى، محمد رأفت عثمان، محمد الأحمدى أبوالنور، عبد المعطى بيومى، عبد الله الحسينى، عبد الفتاح الشيخ، القصبى زلط، مصطفى عبد الجواد عمران، محمد مختار المهدى، إسماعيل الدفتار، بركات عبدالفتاح دويدار، طه أبو كريشة، والدكتور محمد الراوي، والدكتور محمد عمارة، والدكتور محمود حمدى زقزوق.
وفى المقابل تم الإعلان عن انضمام 7 أعضاء للهيئة خلال الأعوام الماضية وهم الدكتور ربيع الجوهرى، أستاذ العقيدة والفلسفة، الدكتور حمدى صبح طه داود، الأستاذ بكلية الشريعة والقانون، الدكتور جلال الدين عجوة، الأستاذ بكلية أصول الدين، الدكتور السعيد السيد السيد عبادة، أستاذ النقد والأدب المتفرغ بكلية اللغة العربية بالقاهرة، الدكتور حسن أحمد محمد جبر، أستاذ التفسير بكلية أصول الدين والدعوة بالقاهرة، الدكتور محمود توفيق محمد سعد، أستاذ البلاغة والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة، والدكتور محمد حسنى إبراهيم سليم، أستاذ الفقه المقارن المتفرغ بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة.
النصاب القانوني
ويعد موضوع عدم اكتمال النصاب الخاص بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أحد أبرز الموضوعات التي تشغل بال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ورئيس الهيئة، والذي من المقرر أن يبدأ في حسم الملف في أقرب فرصة بعد انتهاء أزمة «كورونا» المستجد، والذي عطل بدوره العديد من الملفات داخل المؤسسة العريقة.
ونصت المادة 32 مكرر (3) من القانون المنظم لتشكيل الهيئة على أنه «إذا خلا مقعد عضو هيئة كبار العلماء لأى سبب من الأسباب، انتخبت الهيئة عن طريق الاقتراع السرى المباشر عضوا آخر خلال ثلاثة أشهر من تاريخ إعلان خلو المقعد من بين المستوفين شروط العضوية، بشرط أن يرشح المتقدم اثنان من أعضاء الهيئة، ولا تكون جلسة الانتخاب صحيحة إلا بحضور ثلثى عدد الأعضاء، ويصبح المرشح عضوا إذا حصل على أعلى الأصوات للأعضاء الحاضرين.
ويصدر بتعيينه قرار من رئيس الجمهورية بناءً على عرض شيخ الأزهر، على أن تتوافر فيه الشروط التالية ألا تقل سنه عن ستين عاما، وأن يكون معروفا بالتقوى والورع في ماضية وحاضره، وأن يكون حائزا لشهادة الدكتوراه وبلغ درجة الأستاذية في العلوم الشرعية أو اللغوية وأن يكون قد تدرج في تعليمه في المعاهد الأزهرية وكليات جامعة الأزهر، أن يكون له بحوث ومؤلفات رصينة في تخصصه تم نشرها، أن يقدم بحثين مبتكرين في تخصصه، تجيزهما لجنة متخصصة تشكل لهذا الغرض من بين أعضاء هيئة كبار العلماء بقرار من شيخ الأزهر.
بالإضافة ألا يكون قد وقعت عليه عقوبة جنائية أو جريمة مخلة بالشرف أو النزاهة أو عقوبة تأديبية أو أحيل إلى المحاكمة الجنائية أو التأديبية، ويصدر بتعيين أعضاء هيئة كبار العلماء قرار من رئيس الجمهورية بناء على عرض شيخ الأزهر.
كورونا المستجد
وفي هذا السياق أوضحت مصادر تحدثت إليها «فيتو» أن موضوع عدم اكتمال نصاب الهيئة من الملفات التي طرحت للنقاش بالفعل على طاولة الهيئة قبل رحيل الدكتور حمدى زقزوق ومحمد عمارة.
وشرعت الهيئة في تحديد آليات فتح باب الترشح لكن تم تأجيل الموضوع بسبب الظروف الحالية الخاصة بأزمة كورونا، والتي فرضت نفسها على جميع مناحي العمل داخل مؤسسات الدولة المختلفة.
وأضافت المصادر أنه «بعد انتهاء الأزمة الحالية وعودة الاجتماعات الخاصة بالهيئة بشكلها الطبيعي سيتم فتح باب النقاش لحسم هذا الملف، والتنسيق مع الجهات المختصة للإعلان عن الأسماء المقرر ترشيحها لرئاسة الجمهورية للاختيار منها»، مشددة على أن الهيئة بدأت تتعامل بنهج مختلف خلال الأزمة الحالية المتعلقة بفيروس «كورونا» تقوم على التواصل الدائم والرد على أبرز الأسئلة التي تشغل بال المواطنين حول الفيروس.
ولهذا أصدرت الهيئة خلال الأيام الماضية بيانين مهمين للرد على أبرز الأسئلة الشرعية التي تدور في أذهان المواطنين، وستصدر خلال الأيام القادمة عددا من البيانات الأخرى التي تجيب على أبرز الأسئلة المتعلقة بأزمة «كورونا» ومنها إبداء الرأي الشرعي فيما يتعلق بمشروعية الصيام في شهر رمضان حال استمرار الأزمة الحالية، مع مراعاة أن تخرج تلك البيانات بما يتوافق مع المنهج الأزهري الوسطي الحنيف.
نقلًا عن العدد الورقي...