خبير: الموز أكثر المحاصيل كفاءة في استهلاك المياه.. وحظر زراعته في الصحراء يحتاج إلى مراجعة
قال الدكتور عبد الحميد الشاهد الخبير بمعهد بحوث البساتين إن قرار وزارتي الري والزراعة يجب أن تتم مراجعته ومناقشته بشكل أوسع مع العاملين في مجالات إنتاج شتلات وزراعة وتجارة الموز وهي منظومة ضخمة وقد تشهد تأثرا كبيرا بتطبيق هذا القرار.
وأوضح الشاهد أن الموز ليس محصولا تكميليا يمكن التخلي عنه بسهولة، بل هو أحد المصادر الغذائية المهمة والرخيصة خاصة في مراحل النمو للأطفال ولكبار السن أيضا، فهو محصول مهم في المنظومة الغذائية في مصر بل والعالم حيث يصنف كأحد أكثر الفواكه استهلاكا في العالم، وأن في مصر هناك سلسلة كبيرة من منتجي الشتلات في معامل الأنسجة أو المشاتل، إلى جانب تجار ومزارعين كثر سيتأثرون بهذا القرار.
وأكد أن الموز من أعلى المحاصيل كفاءة في استخدام المياه فالمتر المكعب من المياه ينتج ما يصل إلى 2 ونصف كيلو من الثمار، فقيمة المياه المستخدمة معوضة بشكل جيد، عكس محاصيل أخرى مردودها من استخدام المياه منخفض مقارنة بالموز.
وأشار إلى أن هناك حلولا عملية مجربة وناجحة لتوفير المياه في زراعة الموز منها طريقة تغطية زراعات الموز بشبكات التظليل بيضاء اللون لخفض عملية البخر نتح التي تهدر مياه الري بنسبة من 25 : 30% ويمكن توفير تلك الكمية من خلال الطريقة المذكورة.
ولفت إلى أن الحظر الكامل لزراعة الموز في الصحراء غير صحيح لكن يمكن حظره في مناطق صحراوية محددة تستهلك بالفعل كميات كبيرة من المياه وإنتاجيتها ليس بالكبيرة مثل غرب الطريق الصحراوي ومنطقة وادي النطرون، والإبقاء على زراعة الموز في مناطق الخطاطبة والنوبارية وبعض المناطق المحيطة بها حيث تتميز التربة فيها بالتماسك والقدرة على الاحتفاظ بالمياه وتحقيق إنتاجية كبيرة وعالية الجودة.
واستطرد، الأراضي الصحراوية هي المساحات الأكبر والأكثر إنتاجية للموز حيث يحقق الفدان من الموز فيها أكثر من 20 طنا وتتميز بالإنتاج المبكر والجودة المرتفعة من حيث المذاق واللون، عكس الأراضي الطينية القديمة التي يحقق الفدان فيها بين 15 : 18 طنا على أقصى تقدير وتأخر الإنتاجية منها وانخفاض خواص الجودة.
وتعجب الشاهد من حظر زراعة الموز في الأراضي الصحراوية غير المناسبة للزراعات الاستراتيجية كالقمح والذرة مثلا، والسماح به في الأراضي الطينية التي نحن في أمس الحاجة لزراعتها بالمحاصيل الأساسية التي تجود فيها بشكل كبير.
