رئيس التحرير
عصام كامل

كيف نزل القرآن فى ليلة القدر رغم نزوله على فترات فى حياة النبى ؟

فضيلة الدكتور عبد
فضيلة الدكتور عبد الرحمن العدوى الاستاذ بكلية الدعوة

تؤكد الأحاديث الشريفة أن القرآن نزل متفرقا على الرسول صلى الله عليه وسلم وهناك آيات كريمة تؤكد أن القران نزل فى ليلة القدر لقوله تعالى (إنا أنزلناه فى ليلة القدر )  فكيف نزل القرآن الكريم  أجاب فضيلة الدكتور عبد الرحمن العدوى الأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية سابقا :

 

القرآن الكريم هو كلام الله المعجزة المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المكتوب فى المصاحف ، المنقول بالتواتر ، المتعبد بتلاوته ، وقد ذكر الله تعالى أنه أنزله فى ليلة مباركة هى ليلة القدر فى شهر رمضان المبارك ، والمراد بإنزال القرآن فى شهر رمضان المبارك أنه ابتدأ إنزاله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى هذا الشهر لما جاءه جبريل عليه السلام فى غار حراء وقرأ عليه قوله تعالى فى سورة العلق (إقرأ باسم ربك الذى خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم ) . والمراد إنزاله جملة إلى السماء الدنيا ثم نزل جزءا فى عشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال الإمام القرطبى : ولا خلاف أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر جملة واحدة فوضع فى بيت العزة فى سماء الدنيا ، ثم كان جبريل عليه السلام ينزل نجما نجما فى الأوامر والنواهى والأسباب وذلك فى عشرين سنة .

وقال ابن عباس : أنزل القران من اللوح المحفوظ جملة واحدة الى الكتبة فى سماء الدنيا ، ثم نزل به جبريل نجوما ــ يعنى الآية والآيتين ــ فى أوقات تختلف فى إحدى وعشرين سنة .

وعن الحكمة من نزول القرآن متفرقا قال الدكتور أحمد الحصرى الأستاذ بكلية الشريعة والقانون : نزل القران منجما ولم ينزل دفعة واحدة رحمة من الله بعباده ولمجئ هذه الرسالة خاتمة لكل الشرائع وصلاحيتها للتطبيق فى كل زمان ومكان .ومن هذه الحكم أنه كان من العسير جدا أن يحفظ الرسول عليه السلام جملة واحدة ويعيه إذا نزل عليه جملة واحدة بل إن هذا فوق طاقة البشر فأنزل الله عليه القرآن منجما ليقوى به قلبه وفى ذلك يقول الله تعالى : (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القران جملة واحدة كذلك لتثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا )الفرقان .

كيف نزل القرآن على النبى فى رمضان وما أول آية نزلت؟

أما لماذا كان صعبا على النبى أن يحفظ القرآن لو نزل عليه جملة واحدة فذلك لأنه عليه الصلاة والسلام كان أميا لايقرأ ولا يكتب، فكان الملك ينزل بالقرآن فيتحمله حفظا ثم يعيه معنى ولفظا .

الجريدة الرسمية