لماذا تستمر الإخوان في التحريض على هدم مؤسسات الدولة رغم انهيار قواعد الجماعة؟
من أكثر الأشياء غرابة استمرار جماعة الإخوان الإرهابية في التحريض الممنهج على ضرب مؤسسات الدولة المصرية، يحدث ذلك رغم انهيار قواعدها، وعدم امتلاكها أي قوة تذكر، ومهما قلت إمكانتها وندرت، وجرى استئصال مراكزها التنظيمية وضربها في مقتل، إلا أن المتبقى من أذرعها وكياناتها، يعمل بأي إمكانات على التحريض والسعي الحثيث لكل عضو من أعضائها على المشاركة بقدر ما يستطيع على إنجاح خطة الجماعة الرئيسية التي تعيش عليها، وهي إسقاط مؤسسات الدولة المصرية، وباقي البلدان التي تسعى لاقتناص الحكم فيها.
عمرو فاروق الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن خلف هذا السعي الإخون لإسقاط المؤسسات يمكن فهمه من وثيقة تحرير مصر، وهي من أخطر الوثائق التي تكشف سعى جماعة الإخوان الإرهابية إلى تنفيذ مخططها حتى الآن، واستكمال مشروع دولة الخلافة، عقب سقوط حكمها في 30 يونيو 2013 .
محلل: فيروس كورونا كشف عورات نظام أردوغان وخيالاته العثمانية
وأوضح أن الوثيقة تضم أكثر من 25 هدفا، وصيغت بنودها بين عامي 2016، و2017، من خلال تحالف ضم عناصر متطرفة فكريا وسلوكيا، من مختلف التتظيمات الإرهابية، مثل تنظيم القاعدة، والتيارات السلفية المتعددة في القاهرة، والإخوان، والجماعة الإسلامية، وعناصر إهاربية هاربة في الخارج، بهدف السيطرة على القاهرة، ومحاولة اسقاط الدولة المصرية.
وتابع: الوثيقة في متنها زعمت أن نظام الحكم في مصر معاد للإسلام والمسلمين ولا يجدي معه إصلاح، بل يجب تغييره وبتره وإزالته تماما، وهو ما يتوافق مع ما طرحة سيد قطب في وثيقة "رد الاعتداء على الحركة الإسلامية"، حول ضرورة هدم مؤسسات الدولة وبنياتها من أجل إقامة الخلافة المزعومة، ويتوافق مع ما طرح في كتاب "إدارة التوحش"، الذي صاغ أدبياته أحد قيادات تنظيم القاعدة، وطرح ما يسمى مرحلة"جهاد النكاية والإرباك"، وصولا لمرحلة التمكين وتأسيس الدولة الإسلامية
واضاف: المؤسسات القائمة في الدولة مثل الجيش والمؤسسات الأمنية والقضاء والإعلام؛ تمثل أدوات للنظام السياسي الحاكم، ومن ثم؛ يسعون لهدمها.
أما أحمد الربيزي، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، فأكد أن جماعة الاخوان تحاول ضرب استقرار المنطقة وجرها كلها إلى صراعات صفرية، على أمل عودتها إلى تصدر الساحة، ولهذا تتمسك بمواقعها في المناطق الملتهبة مثل اليمن وليبيا.
وأوضح الربيزي أن تحرك مليشيات الإخوان الإرهابية التي تدعمها قطر وتركيا وحشودها، تهدد بتفجير الوضع، في محاولة لتغطية هزائمها، لافتا إلى أن الجماعة حتى الآن ولسذاجة قياداتها لاتعلم أنها لم تعد مرغوب فيها من جديد، ولهذا تدفع بأعضائها إلى انتحار جماعي كما حدث من قبل في مصر وبعض بلدان المنطقة، عندما وضعتهم في صدام دموي في المؤسسات الأمنية والشعبية من أجل الصراع على الحكم بالقوة.