أين أضع الصدقة في مكانها الصحيح في ظل انتشار كورونا؟.. وزير الأوقاف يجيب
دعا وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة إلى الحث على وضع الصدقات حيثما تكون حاجة المجتمع.
وقال وزير الاوقاف إذا أردت عظيم الصدقة فضعها حيث تكون حاجة المجتمع فإن رأيت الحاجة أمس إلى المتطلبات الصحية فضعها في علاج المرضى وبناء المستشفيات وتجهيزها وإن رأيت الأولوية للفقراء والمساكين فضعها فيهما.
وأضاف أن واجب الوقت في الظروف الراهنة يجعل من علاج المرضى وقضاء حوائج المحتاجين من الفقراء والمساكين وبخاصة من فقدوا فرص عملهم من العمالة اليومية غير المنتظمة نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) أولوية في باب الزكاة والصدقات.
وأكد وزير الأوقاف في مقاله بعنوان "كورونا وتعظيم ثواب الصدقة" أن المتصدق إنما يرجو عظيم الثواب الذي أعده الله للمتصدقين والمتصدقات حيث يقول سبحانه: “إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ” (الأحزاب : 35) .
ويقول سبحانه: ”مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” (البقرة:261، 262).
ويقول سبحانه: ” خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ” (التوبة: 103) .
ويقـول نبينـا (صلى الله عليه وسلم) : ” مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ ، وَلاَ يَصْعَدُ إِلَى الله إِلَّا الطَّيِّبُ فَإِنَّ الله يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فُلُوَّهُ ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ” (متفق عليه).
ويقول (صلى الله عليه وسلم): “حَصِّنُـوا أَمْـوَالَكُـمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَـاكُـمْ بِالصَّدَقَةِ ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلَاءِ الدُّعَاءَ ” (المعجم الكبير للطبراني).
وأكد جمعة، أنه ينبغي على المتصدق أن يتحرى وقوع الصدقة موقعها الذي يجب أن تكون فيه يقول الحق سبحانه : ”إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” (التوبة: 60).
وأضاف جمعة أنه إذا أراد الإنسان أفضل الثواب وأعلاه أن يجتهد في ترتيب الأولويات وأن يدرك أن الأعم نفعًا والأوسع أثرًا مقدم على غيره من الأقل نفعًا أو أثرًا وأن ما يحفظ النفس مقدم على ما يدخل في إطار التحسينيات أو الكماليات فإطعام الجائع وكساء العاري ومداواة المريض وإيواء المشرد مقدم على مالا يعد أساسا في إقامة حياة الإنسان وحفظها وحفظ كرامته في العيش والحياة.
وأوضح وزير الأوقاف أن ما تنفقه اليوم ستجده غدًا ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: "وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ” (البقرة : 272) ، ويقول سبحانه :” وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ” (سبأ : 39)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) :” مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ” (سنن الترمذي).
ويقول (صلى الله عليه وسلم): ”ما مِن يومٍ يُصْبحُ العِبادُ فيهِ إلا مَلَكانِ يَنزلانِ ، فيقولُ أحَدُهُما : اللهمَّ أعط مُنفِقًا خَلَفًا ، ويقولُ الآخَرُ: اللهمَّ أعطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ” (متفق عليه).