مي زيادة تكتب: أهلا بالموسم الفنان
يحتفل المصريون دوما بأعياد الربيع على نفس الطريقة منذ سنوات طويلة وقد انعكس الربيع دائما على كتابات الادباء والشعراء والفنانين فمن مختارات مجلة الزهور مقالا نشر عام 1922 كتبت الأديبة الآنسة مى زيادة تحيى الربيع وتناجيه بوصف تحليلى لهذا الفصل الجميل من فصول السنة فتقول:
الليل يقصر والنهار يطول.. قليلا قليلا تنقشع الغيوم.. فتنجلى زرقة السماء ، وتلتمع الأضواء وينعقد الابتسام في الكائنات الصبح ينشق عوده بلألأة الفجر الحنون ، والمساء تترامى فى ظلاله مفعمة بأشواق الغرام ، ويحلك الليل فتصغى النجوم إلى الصوت المجهول.. صوت البقاء.. أليست هذه بشائر قدومك أيها الربيع ؟
الطبيعة تختلج مشرقة تترنح لاستقبال الموسم الفنان.. هو ذا مارس إذ تخضر البراعم وتنور الكمائم ، وأبريل ذو الطلعة الوضاحة ، وما يو حيث الورود وليف الطيور ، ويونيو خلاق الفل والياسمين بين الوهج واللواعج فى موكب الشهور الحبيبة.
الشاب ينتظرك ليزيد الشعور بشبابه ويزهو ، والفتاة تنتظرك ليشرق فيك جمالها وتتألق ، والكهل ينتظرك ليستوعب لذة المناعة ويحاول مسايرة الحياة ، والشيخ ينتظرك لتعود إليه حميا الشباب.. الفراشة تنتظرك لتنمو وتنطلق ، والزهرة تنتظرك لتزدهر ويفوح عبيرها ، الطير ينتظرك ليسبح ويشدوفى الفضاء مغردا ، والسحرة تنتظرك ليصبح وجودا مورقا ظليلا وموطنا لأعشاش المغردين .
الأرض تنتظرك لتعج أحشاؤها بفيض الحياة ، والأثمار والبذور تنتظرك لتخرج على وجه الارض خيرا وغلالا . لقد دار الفلك دورته ، وقامت الشمس والأرض وسائر السيارات الشمسية بمحتوم رحلاتها .. فتعاقبت الفصول خريفا بعد صيف ، وشتاءً بعد خريف ريثما يحين موعدك .. وها أنت ذا إلينا آتٍ بعد انتظار شهور طويلة .
اقرأ أيضا:
دراسة تعرض احتفالات شم النسيم في السينما المصرية
لن تنتظرك الطبيعة عبثا.. ولا عبثا ينتظرك الإنسان.. إنك أيها الربيع على مواعيدك أمين ، جئت لنستمتع بوجودك ونشم نسيمك فأهلا بالربيع ذلك الموسم الفنان.
الآنسة مى زيادة أديبة وكاتبة وشاعرة ــــ ولدت عام 1886 ورحلت 1941 لقبت بفراشة الأدب لرقة كتابتها وعشقها للحب ، أحبت كثيرا وسميت بمعشوقة الأدباء ورغم ذلك رحلت وحيدة.