هل العادات والتقاليد المشتركة بين الديانات المختلفة "حلال"؟
تحتفل مصر اليوم بيوم شم النسيم.. ذلك اليوم الذى يجتمع المسلمون والمسيحيون للاحتفال به بأنواع معينة من الأطعمة.. فهل العادات الموحدة بين المصريين حرام؟!
يجيب الدكتور مصطفى الشكعة عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سابقا..
فيقول: النسيم هو الريح الطيبة وشمه يعنى استنشاقه.. وهل لاستنشاق الريح الطيبة له موسم حتى يتخذه الناس عيدا يخرجون فيه إلى الخلاء؟!
قرينة الرئيس: شم النسيم يرمز إلى البهجة والتسامح والتضامن الإنساني
وقد كان هذا اليوم يوما شعبيا صار عيدا دينيا.. إلا أن التمتع بمباهج الحياة من أكل وشرب وتنزه أمر مباح مادام فى الإطار المشروع الذى لا ترتكب فيه معصية ولا تنتهك حرمة وهى تتم وفقا للعادة..
والعادات والتقاليد المتوارثة هى الرباط الوثيق الذى جمع بين مسلمى مصر ومسيحييها.
فلا يمكن التمييز بين مواطن مسلم وآخر مسيحى سواء من خلال الشكل أو السلوك ولكن ينحصر الخلاف داخل منزل كل واحد ولا يتعدى مسكنه وتأثير العادات والتقاليد على الحياة اليومية للمواطن المصرى تبدو أكثر وضوحا فى القرية.. حيث كنا دائمى اللعب عندما كنا صبية دون أن نضع أى اعتبار للديانة.. حتى أننى كنت أنادى أحد الباعة المسيحيين "ياعم حنا".. دون أن أضع أدنى اعتبار لكونه مسيحيا.
وأضاف الشكعة أن الكنيسة التى بنيت فى قريتى كانت أرضًا للمسلمين عندما وجدوا المسيحيين فى حاجة إليها لممارسة شعائرهم الدينية إلا أن الفرق بين المسلم والمسيحى لا يبدو إلا فى القاهرة فقط حيث بدأت العادات والتقاليد المشتركة فى التحلل نوعا ما مع تطور العصر وارتفاع نسبة التكدس السكانى وانشغال المدينة بمتاعب الحياة.. كما أن هناك بعض المسيحيين يصومون شهر رمضان إكراما للمسلمين.. وهذه ليست عادة مستحدثة بل إنها عادة ضاربة فى أعماق الزمن.. وهو ما يؤكد مدى تأثر المسيحيين بالعادات والتقاليد الإسلامية.. كذلك الاحتفال بشم النسيم.. وهو يعد أحد أعياد المسيحيين لأنه يأتى فى اليوم التالى لعيد مسيحى.. ومن ثم فلا أعتد به كعيد موروث عن الفراعنة على قدر الاعتداد به عيدا للمسيحيين والمسلمين معا.
وقد أكد الإسلام على احترام الدين المسيحى فى عدة نصوص فيه منها قوله تعالى: “ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن”.. ويقصد بأهل الكتاب هنا كل الديانات السماوية التى سبقت الإسلام وهى اليهودية والمسيحية.
بيت العائلة المصري ببورسعيد ينظم ندوة "شعب واحد ووطن واحد" بالمدرسة اليونانية الحديثة
وقد أدرك المسيحيون موقف الإسلام منهم جيدا ومدى تسامحه معهم.. وهو ما أدى لفتح قنوات لضخ العادات والتقاليد واعتبر الجميع شركاء وطن واحد.