العمالة المؤقتة.. أبطال مجهولون بمستشفى العجمي للحجر الصحي | صور
لا يعرف أحد عنهم شيئا ولا يظهرون في الصورة كثيرا رغم أن أعمالهم لا تقل أهمية عن دور الأطباء وأطقم التمريض.
العمالة المؤقتة في مستشفى العجمي للحجر الصحي بالإسكندرية معرضون لخطر الإصابة بفيروس كورونا، ويتحملون عبئا كبير للغاية، ولا يتقاضون رواتب حقيقة أو مكافآت نظرا لكونهم عمالة مؤقتة، ورغم ذلك أصروا على أن يكون لهم دور في محاربة فيروس كورونا المستجد وأن يكملوا عملهم جانبا إلى جنب مع الأطباء والتمريض.
بالزغايد والتصفيق.. أكبر مصاب بكورونا في الإسكندرية يغادر مستشفى العزل بالعجمي | صور
محمد أحمد محمد ٣٣ عاما، أحد هؤلاء الأبطال المجهولين، فهو يعمل حاليا إداريا وأعمالا متعاونة وما يطلب منه من مهام، ورفض أن يغادر المستشفى وينهي عمله أو يحصل على إجازة عقب تحويلها إلى حجر صحي، وأصر على أن يكون له دور في محاربة فيروس كورونا.
قال محمد أحمد، أنا متواجد في المستشفى منذ شهر تقريبا ولم أغادرها ومستمر في عملي ٤٥ يوما أخرى، فعملي الأصلي هو فني معالجة مياه الغسيل الكلوي، بعقد مؤقت أو عمالة مؤقتة كما يطلق علينا، وشاركت في فرش وتأثيث المستشفى قبل عملها وعند تحويل المستشفى إلى حجر صحي، كان الكلام واضحا وهو عدم إجبار أحد على الاستمرار والعودة إلى العمل بعد انتهاء بلاء فيروس كورونا بإذن الله.
وأضاف أحمد، أنه ومعه زملاء آخرين، رفضوا الهروب من المسئولية وقرروا الاستمرار في العمل رغم علمهم بالخطر المحدق لهم والذي يصل لحد الموت.
ولفت إلى أن وظيفته تحولت من فني إلى إداري تسجيل طبي وأعمال معاونة للمستشفى وإداري وفيات حسب حاجة العمل فلا أرفض أي عمل يسند لي في ظل الأوضاع الصعبة بالمستشفى، وأتعامل مع المرضى وفي بعض الأحيان حالات الوفاة وسط إجراءات احترازية مشددة.
وأكد أحمد، أنه تمسك بوجوده في المستشفى وسط زملائه وتحت إشراف الإدارة أثناء الحجر للعمل على راحة المرضى وإرضاءً لضميري تجاه وطني مع العلم، أني لايحتسب لي مرتب أو أجر لأنني عامل مؤقت بأجر يومي كما تسمينا الإدارة، وكنت فرحا أني سأقوم بشيء أو أشارك في عمل لوجه الله أولا ثم الوطن ولا أخشى أن تصيبني العدوى ولا الموت، رغم أني غير مؤمّن عليّ وأنا حاليا في الحجر وسط زملائي الأبطال أبطال وزارة الصحة، ولا أحلم بشيء سوى أن ينعم الله علينا ويرفع عنا البلاء وعن بلادنا مصر الحبيبة، ويرفع الألم عن كل أسرة تتألم على مريض لا تستطيع رؤيته، ولا أم لا تستطيع رؤية ابنها ولا متوفى لا يقدر أهله أن يودعوه كأي متوفى.
وكشف أحمد، عن أكثر موقف انهمرت دموعه فيه، عندما توفيت مريضة وزوجها كان مريضا ومحجوزا أيضا بالمستشفى، ولكن لم يكن يعلم أنها توفيت لأننا لم نقم بإخباره، حفاظا على معنوياته لو عرف الخبر ممكن حالته الصحيه تتدهور، وبعد ثلاثة أيام رأيته في القسم مع التمريض فتحدث معي، قائلا: “زوجتي في الدور الرابع تليفونها مقفول منذ ٣ أيام لو معاك شاحن ممكن تشحن لها أطمن عليها”، فلم أتحمل الموقف ودخلت غرفتي وظللت أبكي وكأنها أمي التي توفيت، ربنا يرحم كل أموات المسلمين ويشفي كل مريض.
وتمنى أحمد، من المسؤلين أن يهتموا بهم ويتم تعيينهم في وزارة الصحة، وذلك لسبب واحد أنني أظل الباقي من عمري أهتم بأحوال المرضى وأعمل على راحتهم.