"البوظة والنابت".. طقس صعيدي في الجمعة العظيمة بقنا | صور
في صعيد مصر ارتبطت الكثير من العادات والتقاليد بالأعياد والمناسبات المختلفة بطعام وشراب معين.
وفي أسبوع الآلام الذي يحتفل فيه المسيحيون بالجمعة العظيمة يتم تناول الفول النابت والبوظة ومحشي ورق العنب والطعمية التي يتم إعدادها بطرق مختلفة عن أي مكان في مصر ، ويتم تناولها في مختلف البيوت .
طريقة عملها
"اذكرني يارب متى جئت في ملكوتك" .. عند انتهاء مغيب الشمس يبدأ المسيحيون في الإفطار علي الخل الذي تم إعطاؤه للمسيح عندما قال لهم “أنا عطشان” وهو على عود الصليب.
وقالت أنجي صفوت ، أحد أبناء مدينة قنا ، إن البوظة هي المشروب الرسمي للصعايدة بعد الصيام الإقطاعي ويتم تناولها طوال الثلاثة أيام الأخيرة من أسبوع الآلام .
وشرحت أنجي مكونات البوظة قائلة: ”عبارة عن القمح الذي يتم إنباته ويتم وضع اليانسون والشمر ورغيف عيش غير مطهي ويتم إعداده بشكل دائم ولكنها غير مسكرة ويكون طعمها مر إلى حد ما” .
وأضاف فوزي جرجس ، أن البوظة مشروب مصري صعيدي والكل يتناوله في الجمعة العظيمة لمرارة طعمه وهو يشبه الخل الذي تجرعه المسيح أثناء صلبه عندما طلب منهم أن يشرب ، ويتم تصنعيها بعدة طرق مختلفة ولكن الجميع يتفق علي أن لا تكون مسكرة .
الجمعة العظيمة.. حين قدم المسيح للمحاكمة
بوظة المحبة
وفي صعيد مصر يتم تصنيع البوظة ويتم تناولها في المناسبات والأعياد خاصة في فصل الصيف فهي تعطي الجسد رطوبة وتمنح الانسان القدرة علي التحمل وبخاصة الخالية من أي مسكرات أو التي لا يتم تخميرها.
ويطلق المسلمون والمسيحيون بالصعيد مشروب المحبة مثل “خميس العدس” الذي يتناول فيها الجميع العدس والجمعة البوظة .
كما أوضح محمود صابر ، أحد أبناء مدينة نقادة ، أن البوظة من المشروبات المفضلة لدى الجميع هنا وتفرق بين أحد ونحن نحتفل مع المسيحيين في تناول العدس والفول والطعمية ويتم إهداء بيوتنا لهذه المشروبات والاطعمة المختلفة كنوع من المحبة .
طعمية القبر
وأضافت دينا جرجس ، أن الطعمية من الأطعمة التي يتناولها المسيحيون في تلك الجمعة ويطلق عليها هذا اللقب فهي تشبه الحجر الذي تم وضعه علي القبر.
ملفوف الكفن ونابت الحية
توضح أيمان فوزي ، من أهالي مدينة قوص ، أن ورق العنب معروف بهذا الاسم في الصعيد فهو ملفوف مثل الكفن وفي نهاية الجمعة العظيمة نحتفل بدفن السيد المسيح .
وأضافت أن هناك نوعا آخر من الطعام يتم تناوله وهو الفول النابت فهو تشبيه للنبات الميت الذي يحيا مرة أخري ويطلع لها جذور يعني بالصعيدي كده يطلع منها “حياة من الميت".