بطريرك الكاثوليك: نعاني ألم الحرمان من ممارسة حياتنا اليومية
القى الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك، كلمة روحية بمناسبة الاحتفال بالجمعة العظيمة، التي شهدت محاكمة السيد المسيح على الأرض.
وقال بطريرك الكاثوليك في كلمته "اليوم هو يومُ الجمعةِ العظيمةِ جمعةُ آلام السيِّد المسيح، الآلام الخلاصيَّة المحيية، نحتفلُ به بطريقةٍ غير اعتياديَّةٍ مما قد يُسبب لنا آلامًا، ألمُ الحرمان من ممارسة حياتنا اليوميَّة في بساطتها بما فيها من عملٍ وإنجازٍ وأنشطةٍ، ألمُ عدم إمكانية التَّواجد في الكنائس والاحتفال بهذه الطُّقوس الروحيَّة الغنيَّة المعزّية".
وتابع" إنَّها بالفعل وبالنسبة لنا كلّنا خبرة ألم. ولكنَّ خبرة الألم باختلاف مصدره ونوعه كانت لبولس الرَّسول فرصةً إيجابيَّةً، حينما ربط هذه الخبرة بشخص ربِّنا يسوع المسيح، فيقول في رسالته إلى أهل فيلبي:"فأَعرِفُه، وأَعرِفُ قُوَّةَ قِيامَتِهِ، وأشارِكُهُ في آلامِهِ وأتشَبَّهُ بِه في موتِهِ، على رَجاءِ قِيامَتي مِنْ بَينِ الأمواتِ" (في3: 10-11).
وأضاف "لدينا هنا أيُّها الأبناء الأحباء، في هذه الآية ما يكفي للتأمّل في الجمعةِ العظيمةِ والقيامةِ المجيدةِ، لما بينهما من صلةٍ وثيقةٍ، فلا قيامة بدون الصَّليب، ولا معنى للصَّليب بدون القيامة، نعلم جيِّدًا مدى حبّ بولس الرَّسول لشخص المسيح، بعد اهتدائه، ولا يريد بولس أن يعرف يسوع إلا من خلال قيامته، أيّ يسوع المسيح القائم، وحتَّى يدرك ذلك، عليه أن يعرفه أوَّلًا متألمًا ويشاركه في ألآمه".
وقال بطريرك الكاثوليك" الألم! ما أصعب الكلام عنه! مَنْ يستطيع أن يُقدِّم جوابًا عن الألم؟ أو يعطي عنه حلًّا كافيًّا؟ مغرور جدًا مَنْ يدَّعي ذلك. لأنَّ الألم قضية القضايا الَّتي تلازم الإنسان من المهد إلى اللحد، وتشغل البشريَّة منذ أن وجدت الأديان، وهو موضوع بحث الفلاسفة والعلماء، بالتأكيد ليس هناك وصفة جاهزة لمواجهةِ الألم والتعامل معه، لأنَّها خبرة حياة شخصيَّة ومسيرة طويلة. كما يؤكد ذلك أيُّوب البار بعد خبرته الطويلة مع الألم: "إِنِّي قد أَخبَرتُ مِن غَيرِ أَن أُدرِك بِعَجائِبَ تَفوقني ولا أَعلَم... كُنتُ قد سَمِعتُكَ سَمعَ الأُذُن أَمَّا الآنَ فعَيني قد رَأَتكَ" (أي42: 3-0)".