الجمعة العظيمة.. حين قدم المسيح للمحاكمة
يصلي الأقباط اليوم، صلوات الجمعة العظيمة، والذي يعتبر درة أسبوع الآلام، وهي التي شهدت تسليم السيد المسيح إلى الرومان، وصلبه، بعدما واجه حزمة من العذابات على يد جنود الرومان بإيعاز من قادة اليهود وكأنه أحد قطاع الطرق.
وترأس قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، صلوات يوم الجمعة العظيمة من البصخة المقدسة، من دير الأنبا بيشوي بمنطقة وادي النطرون، بمشاركة عدد من أساقفة المجمع المقدس، بينهم الأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس وأسقف المعادي والأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس مصر القديمة، والأنبا مارتيريوس أسقف كنائس شرق السكك الحديد.
ويعتبر يوم الجمعة الطويلة، هو قدس أقداس أسبوع الآلام لأن فيه سيق المسيح إلى الصليب كشاه تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها.
ويكون الصوم في هذا اليوم بزهد وتقشف شديد، وتمنع فيه القبلة والألحان جميعها حزينة، وتعرى في هذا اليوم المذابح من ملابسها الثمينة (صباحًا) إشارة لعري السيد المسيح لأنهم عروه وجلدوه، وهذا إعلان عن تأثير الخطية وبشاعتها من خلال الطقس لكي يعرف الجميع أن الخطية تعرى الإنسان (العري – العار) لأن عار الشعوب الخطية "البر يرفع شأن آلامه وعار الشعوب الخطية".
وتعتبر أيقونة الصلبوت من أهم إعلانات هذا اليوم العظيم فهي توضع في وسط الكنيسة في مكان مرتفع، وهي عبارة عن رسم الآلام التي تلقاها المسيح مجسمة، وكأن الكنيسة فوق جبل الجلجثة وهو المكان الذي صلب فوقه المسيح.
وتهدف إلى رسم صورة لصلب المسيح، وتذكر آلامه، وتثبيت روح الرجاء، وتوضع أيقونة الصلبوت في مكان عالي إشارة إلى تأثيرها في رفع النفس فوق الضعف البشري، وإلى ارتفاع الرب على الصليب "وأنا إن ارتفعت أجذب إلى الجميع" (إنجيل يوحنا 12: 32).
كما توضع حول أيقونة الصليب 3 صلا، لأن الصليب علامة ابن الإنسان، وهو آلة العذاب التي تمت بها المصالحة، ويوضع الإنجيل أمام أيقونة الصلبوت: حتى نبشر بيسوع مصلوبًا (رسالة كورنثوس الأولى 1: 23)
وتقدم العبادة في الجمعة الحزينة بالبخور، ولحن قدوس باللحن الحزين، كما تقدم البخور أثناء قراءة البوليس، إشارة إلى كرازة الرسل بالسيد المسيح مخلصًا وفاديًا، ولحن الابن الوحيد الذي أظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة، ويقال لحن قطع الساعة السادسة، وقطع الساعة التاسعة بالطريقة المعروفة بلحنها.