كيف تصدت التيارات الإرهابية لفيروس كورونا؟.. "داعش" يطالب باستغلاله.. "الظواهري" يتجاهله.. و"طالبان" تعترف بالأزمة
لم تهتم وسائل الإعلام كثيرًا بالتنظيمات الإرهابية والأصولية وكيفية تعاملت مع فيروس كورونا الذي يحصد أروح البشر بالآلاف في جميع أنحاء العالم ولم ينقل عنهم إلا رأيهم الشرعي ــ شبه الموحد ــ الذي اعتبره عذاب من الله لأتباع الديانات الآخرى ولكنه خطوة إلى الجنة للمسلمين باعتبار ضحاياه دون غيرهم شهداء ولكن ماذا عن موقف كل تنظيم وكيف تصرف وإلى أين انتهى.
البحث في مواقف الجماعات المسلحة وخريطة أنشطتها خلال تفشي الفيروس يؤكد أن هناك تباينا واضحا في المواقف بداية من داعش ونهاية بالجماعات الدينية الشيعية.
اقرأ أيضا:
مختار نوح: كل كارثة تنتهي يكتشف الوطن سوء وضلال الإخوان
داعش
في العدد 225 من مجلة النبأ التابعة لتنظيم داعش الإرهابي ، الذي صدر في 12 مارس الماضي، أرفق التنظيم رسما بيانيا بعنوان توجيهات الشريعة للتعامل مع الأوبئة ، وتضمنت أحاديث مختلفة عن النبي ﷺ ، وتعليمات حول كيفية منع العدوى عن رجاله.
لم يكتف داعش بذلك، وخصص افتتاحية العدد الذي صدر في 19 مارس أيضا للحديث عن القضية من منظور فقهي ، وفي الوقت نفسه ناقشت القنوات الموالية للتنظيم على تليجرام أيضًا وعلى نطاق واسع وباء الفيروس التاجي ، ونشرت قناة GreenBirds صورة للفيروس مرفقة بتعليق "جند الله".
القاعدة
في المقابل ، لم يعر تنظيم القاعدة وزعيمه أيمن الظواهري ، أشرس منافسي داعش ، ولا أي من المؤسسات التابعة له، أي أهمية للفيروس ، واكتفى ببعض الاجتهادات لأفراده الذين اعتبروه عقابا إلهيا لإبادة الظالم ، كما أنه شهادة للمؤمنين ، ولهذا طالب بعض قيادات التنظيم باستغلال الوضع الحالي في تنفيذ المزيد من الهجمات ضد أعدائهم .
الحزب التركستاني الإسلامي
ولم تتوقف محاولة أسلمة الفيروس واعتباره عقابا إلهيا على داعش والقاعدة فقط ، بل نقل معهما نفس الرواية العديد من الكيانات المعادية لهما ، وكان لافتا نشر القناة الإعلامية للحزب التركستاني الإسلامي ، مقطع فيديو يؤكد أن تفشي الفيروس التاجي عقاب آخر أرسله الله ضد الطغاة الذين يضطهدون المؤمنين ، وحددوا بالاسم مسلمي الأويجور ، المضطهدين في إقليم شينجيانج بالصين.
طالبان
أما حركة طالبان التي تسعى إلى إقامة "إمارة أفغانستان الإسلامية" فأخرجت ثلاثة بيانات رسمية حول تفشي الفيروس ، وكان لافتا أنها تدرك خطورته ، ولهذا طالبت الحكومة الأفغانية بحماية سجنائها داخل الزنازين.
كما دعت ، المنظمات الصحية والإنسانية في البلاد لإرسال المعدات والأدوية والمساعدات الضرورية إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها ، ووعدت في المقابل بحمايتهم وعدم التعرض لهم.
التيارات الشيعية
الحرس الثوري الإيراني، والتيارات الشيعية في العراق وسوريا والبحرين ، لم تكن بعيدة أيضا عن تصور المؤامرة ، حيث أعلنوا جميعا أن الفيروس التاجي مؤامرة مدبرة من قبل الولايات المتحدة.
ولم يختلف عن هذه النظرة إلا ميليشيا سرايا السلام التي يترأسها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ، حيث كانت الأكثر وعيا بالأزمة ، ولهذا قامت بتطهير المباني المحلية في محافظتي ديالى وبغداد ، ولم ترتكن للمؤامرة وحدها ، أو تكتفي بزيارة الأماكن المقدسة طلبا للبركة ، كما حدث من أغلب التيارات الشيعية الآخرى في البلاد.