رئيس التحرير
عصام كامل

الليلة.. تركيا وإسرائيل والحب في زمن الكورونا فعلا !

اليوم الخميس موعد وصول المساعدات التركية لإسرائيل! اليوم ستحط طائرات عسكرية اسرائيلية في أحد مطارات إسطنبول لنقل الصفقة! المساعدات تشمل قفازات وكمامات وملابس وجه وعوازل وغيرها..

عند كتابة هذه السطور، تركيا التي وصل عدد مصابيها بالكورونا إلى 70 ألفا تساعد إسرائيل التى عدد مصابيها  13 ألفا! بالقياس إلى عدد السكان.. فكلاهما في كارثة لكن ها هي العلاقات التركية الإسرائيلية تعود في أبهى صورها..

تركيا التي صدعتنا هي وعملاؤها بأنها حامية حمى المقدسات في فلسطين وأن أردوغان هو الذي سيحرر المسجد الأقصى تسارع وحدها لإنقاذ الدولة العبرية!

اقرأ أيضا: الصلاة في البيوت.. فقه الأزمة!

أول من نشر عن الصفقة هي "بلومبرج" الأمريكية التي قالت إنها لأسباب إنسانية! ثم أضافت ونقلا عن مسئول تركي: إن تركيا اشترطت دخول صفقة مماثلة للأراضي الفلسطينية المحتلة!

لكن يديعوت أحرونوت ذاتها ذكرت قبل أيام أن الصفقة تجارية.. لا علاقة لها بأي جوانب إنسانية! بينما عراد نير مراسل القناة الـ 12 الإسرائيلية يقول إن إسرائيل منزعجة من اشتراط تركيا دخول صفقة مماثلة للفلسطينيين!

لكن كلام المراسل الإسرائيلي جاء بعد تأخر الصفقة وفائها الخميس الماضي في إسطنبول !! وبالتالي فالاحتجاج الإسرائيلي على التأخير وليس على اشتراط صفقة أخرى للفلسطينيين.. بل ويؤكد ـ ببساطة يعني ـ أن الصفقة تم الاتفاق عليها وإنهاؤها وإرسال عربونها دون وجود أي كلام عن صفقة لفلسطينيين.. والذي يؤكد كلام المراسل الإسرائيلي أنها جاءت في آخر لحظة ولأسباب تتعلق بتبييض الصفقة الإسرائيلية!!

اقرأ أيضا: "لعنة العراق" ولغز العلاج المفاجئ لـ "كورونا"!

ومع ذلك نتساءل: لو كانت الصفقة إنسانية فقط فما الذي يدفع أردوغان لإنقاذ إسرائيل في وقت لم تفعل ذلك أمريكا ذاتها؟! هل حقًّا دخول المساعدات للأراضي المحتلة؟! طيب ما مصر أرسلت للأرض المحتلة ولغزة تحديدا دون أي شروط؟!

وإن كانت الصفقة تجارية فقط، فكيف يوافق أردوغان على ذلك وقد تراجعت "جنرال إليكتريك" ومصانع صينية وألمانية عن بيع أي منتجات لإسرائيل تتعلق بمواجهة كورونا؟! وإن كانت إنسانية فأين هذه الإنسانية مع السوريين؟! وإن كانت تجارية فأين هي مع العراق أو إيران أو اليونان المجاورين له؟! أم أننا أمام أكبر كذَّاب وأفَّاق في العالم يستعد لعالم ما بعد كورونا بزيادة التعاون مع العدو الإسرائيلي تدعمه مجموعات من العملاء تؤمر فتطيع.. ولا تملك من أمرها إلا السمع والطاعة مقابل الأموال والإقامة والذي منه؟!

هي الأموال والإقامة والذي منه طبعا!

الجريدة الرسمية