هل يجوز إنفاق أموال الزكاة على موائد الرحمن؟
إن موائد الرحمن التى تنتشر فى المدن طوال شهر رمضان إذا كان العمل فيها بقصد المباهاة فهذا لا يقبله الله بخلاف إذا كانت لمساعدة الفقراء والمحتاجين فعلا فهذا عمل جليل والذى يعرف النيات هو الله عز وجل ونحن علينا أن نحكم على الناس بالظاهر والله يتولى السرائر وفى الحديث الشريف (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)، فهل يقبل الله هذه الموائد أيًا كان مصدرها؟
يجيب الدكتور محمد رأفت عثمان، عميد كلية الشريعة السابق بالأزهر الشريف، إن موائد الرحمن زكاة يقدمها أصحابها عن أموالهم وتقربا إلى الله عز وجل بالصدقات ولكننى أتوقف هنا أمام كون الزكاة لا بد أن تخرج بنية التقرب إلى الله عز وجل، وبما أن الله طيب لا يقبل إلا طيبا فلا بد أن يكون هذا المال حلالا لكن بالنسبة للمآدب التى تقيمها بعض الشخصيات التى تتكسب عن طريق حرام أو به شبهة حرام كالراقصات مثلا فلا يمكن أن يكون قربى إلى الله، والوسيلة الوحيدة للتخلص من هذه الأموال الحرام هى التصدق بها أو إدخالها فى أعمال البر والخير فلا يجوز مثلا رميها فى البحر، وإطعام الطعام وسيلة من وسائل التصدق، وردا على قول البعض بأن المال الحرام لا تقبل منه زكاة قال الدكتور رأفت عثمان، إن المال الحرام يجب التخلص منه، وهنا يمكن لصاحب موائد الرحمن، مع أن أموالهم ليست نقية من الحرام، ثواب من الله عليها لأن صاحب المال أو صاحبته كان من الممكن أن يبقى عليه، فإذا تخلص من بعضه عن طريق الزكاة فهو تخلص مما يجب أن يتخلص منه.
مجلس المحافظين: غلق كل الشواطئ والمتنزهات ومنع موائد الرحمن والخيام الرمضانية ويختلف الدكتور عبد اللطيف عامر أستاذ الشريعة بكلية الحقوق جامعة الزقازيق، مع الدكتور رأفت عثمان فى كون هذه المآدب من الممكن أن تعود بالثواب على القائمين عليها، مشيرا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، ومضيفا أن امرأة سيئة عرضت صدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان الأولى بها ألا تتصدق.