في ذكرى ميلاده .. الشيخ الشعراوى فى حوار قديم : والدى قال لى "أتشعلق بالله "
فى حوار قديم أجراه الدكتور حسن عبدالله بمجلة نصف الدنيا عام2000مع الشيخ محمد متولى الشعراوى ــ المولود فى مثل هذا اليوم 15 ابريل عام 1911 ــ بمناسبة إجرائه جراحة ناجحه فى قدمه اليسرى .سأله الصحفى أول سؤال : ماذا تقرأ هذه الأيام ؟
أجاب فضيلة الشيخ :لا أقرأ غير كتاب الله ولا علاقة لى بغيره منذ أكثر من 15 سنة فلم أجد مايشدنى سوى كتاب الله القرآن الكريم .
سأله عن تفسيره لأحوال المسلمين فقال :ما يحدث فى العالم الآن من صراعات هو أمر طبيعى ومنطقى فالأمور تستقيم لنا بقدر ما نستقيم نحن مع الإسلام ،والنبى صلى الله عليه وسلم لم يؤذ إلا فى فى غزوة أحد لأنهم خالفوا أمره.. ووالله والله لو انتصروا لهان قدر الرسول عليهم، وإنما أراد الله أن يلقنهم الدرس بأن الابتعاد عن طاعة نبيهم مهلكة كبرى .
أما عن النصيحة التى يوجهها للمسلمين فقال : أنصح من لا ولاية لى عليه بما نصحنى به أبى حين قال لى (ياولد اتشعلق بربك واتمسك به ) وأنصح الجميع أن يفعلوا مثلى وأرجو أن يدعو من يعرفونى لى بالرحمة والشفاء لأنى أريد أن القى ربى ودعواتكم فى ميزان حسناتى وأتمنى أن ألقى سيدى وحبيبى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يأخذ بيدى إلى حوضه الاصفى لأشرب من نبعه الشريف ..إنى أشعر أنى على مشارف لقاء الله فأهلا بلقاء الأحبة .
وأضاف الشيخ : فى المرض ان تكون فى معية الله سبحانه وتعالى بينما فى الصحة أنت تكون مع نعمة الله سبحانه وتعالى ، وأن تكون فى معية الله مباشرة أفضل لك كعبد كثيرا من ان تكون مع واسطة وهى نعمة ووجود الأصدقاء بجانب المريض يهون عليه المرض ...وما يحدث لأمتنا من مهانة وانكسار سببه أننا لم نسلم للمولى عز وجل . وأقول للأمة الاسلامية إن ربك اختارك وفضلك على باقى الأمم بالوسطية وبكونك آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر فكل منا فى ولايته عليه أن يبدأ بذلك ...ومن يعطيك أذنه قل له كلمة الحق وياعباد الله عليكم بمنهج الله وعليكم بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
سأله الدكتور حسن : لماذا أنت مصر على ارتداء الجلباب الريفى بالرغم من أنك ارتديت البدلة من قبل .؟ ضحك الشيخ وقال : السبب الأساسى هو التمويه فقط فالجلباب مريح جدا وأتحرك به على راحتى كما فعل أبى وأجدادى وكل إخواننا الفلاحين .، أما الأناقة فهى ضرورية لعالم دين خاصة عندما يرتدى البدلة لأن الإنسان العادى إذا ارتدى البدلة ولم تكن أنيقة فإنه يتهم فى ذوقه فى الاختيار ، لكن عندما يرتدى عالم دين البدلة فلابد أن يفعل ذلك من أفضل بيوت الأزياء أو يصنعها امهر الترزية .
وأضاف : عموما الإسلام له شروط فى الزى ولكن ليس له زى معين ومادام الزى ساترا للعورة فهو مقبول ولكن على كل إنسان ان يقبل الزى الذى يناسب مهنته .
سأله :ماذا تتذكر عن طفولتك :أتذكر علقة ساخنة من أبى بفرع شجرة توت أعطاها لى والدى صنعت منى الشيخ الشعراوى ..كنت ألعب وألهو مع الأطفال لكنى كنت كثيرا ما أخلو إلى نفسى تحت شجرة جميز أتأمل فى الصباح الباكر أشاهد الفراشات والحقول والمياه ، وذات يوم امتدت يدى إلى الطين فصنعت منها أشكالا وهذه الهواية ظلت تلازمنى وتلهينى عن الدراسة سنواتى الأولى لكن العلقة الساخنة أعادتنى إلى الدراسة بكتاب القرية عند سيدنا الشيخ أحمد الطويل .
أحمد عمر هاشم من معرض الكتاب: الشعراوى مجدد العصر بلا منازع
سأله د. حسن عبدالله : هل أنت راض عن نفسك بعد هذه الرحلة ؟
قال فضيلة الشيخ الشعراوى :الحمد لله هو من رضا الله سبحانه وتعالى والحمد لله ضميرى مستريح وأتمنى أن يوفقنى الله ويمنحنى القوة .