قبل إعلان الفائز بالبوكر 2020 | خليل الرز يروي رحلة "الحي الروسي" من جرمانا إلى بروكسل
الكتابة الواقعية دائمًا ما تخرج من رحم قلم يعايش ظروف مختلفة، وكاتب يستطيع قراءة تفاصيل واقعة وتحليلها، ويمعن النظر إلى الوجوه من حوله، ليتفحص ملامح كل وجه وما تحاول تلك الملامح إخفاءه من تجارب وذكريات وأحداث.. هنا تمامًا تكمن قدرة الكاتب والكتابة.
"الحى الروسي" تلك الرواية التى خطها الكاتب السورى خليل الرز، والمرشحة إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لعام 2020، والمقرر إعلان اسم الفائز بها، فى تمام الساعة الواحدة ظهر الغد على قناة اليوتيوب الرسمية للجائزة.
الحى الروسى | من جرمانا إلى بروكسل
نسج خليل الرز أحداث الرواية من قراءة الواقع المحيط به، حيث يسرد الرز تفاصيل الفكرة وبدايتها ومن أين بدأ المهمة، فيقول: "بدأت بكتابة رواية الحى الروسى منذ أربع سنوات. كنت أعيش فى بلدة جرمانا بريف دمشق، وقد شهدتْ هذه البلدة ظروفا أمنية صعبة لسنواتٍ نتيجة قربها الشديد من جبهة قتالٍ بين جيش النظام وبين فصائل المعارضة المسلحة.. لكن سكان البلدة الأصليين والوافدين، برغم اختلاف انتماءاتهم الدينية والمذهبية، كانوا يتعايشون بسلامٍ حقيقى كما لو أن أولادهم لا يتقاتلون، بعضهم ضد بعض.. من هنا جاءت الفكرة الأولى لكتابة رواية عن حى آمن بصعوبة شديدة، يعيش منذ سنوات، على حافة إحدى جبهات حربٍ يرفض دخولها".
من هنا بدأت فكرة الرواية، هنا تمامًا حيث بلدة "جرمانا" ولكنها لم تمكث فى مكانها، فتوالى مسلسل الأحداث السياسية وتطور الحرب فى سوريا، منع الرز من تكملة الرواية فى نفس المكان.. لتبدأ الرواية فى جرمانا، ثم تركيا واليونان، بعد خروج الكاتب من سوريا، ومن ثم وضع نهايتها فى مدينة بروكسل حيث يقيم حاليًا.
الحى الروسى | المقتطف الأفضل
يقال دائمًا أن المبدع هو الناقد الأقسى على نفسه، ولكن لا بأس لو أُعجب المبدع بجملة أو مقتطف من كتابته، خرج منه فى لحظة تجلى واستقر فى نفسه، فالكتابة لعبة شيقة بين كاتب ماهر وكلمات يمكن تشكيلها بالنسق الذى يريده الكاتب.
وكان أكثر المقتطفات التى أعجبت خليل الرز فى روايته " الحى الروسى " يتمثل فى: "حين نعيش على حافة الدمار يصبح سهلًا علينا، وضروريًا أيضا، تعديلُ وتبديلُ، وربما حذفُ، كلّ معتقداتنا الراسخة التى ازدهرتْ فى خمول السلم الملغوم والاعتياد والتظاهر".
الحى الروسى | قائمة البوكر القصيرة
وبالتأكيد لا يدخل الأدباء فى مدمار التنافس على القائمة القصيرة لجائزة عالمية مثل جائزة البوكر، عشية كل مساء، وإنما للأمر رونقه وهيبته التى تهون ماقد يلاقيه الكاتب من سنوات عجاف.. وفى حديث الرز حول ما الذى تعنيه له القائمة القصيرة للبوكر، قال: "أعتقد أن روايات القائمة القصيرة تتمتع بمستويات فنية جيدة، وهذا يعنى أن المنافسة فيما بينها ستكون شديدة. لا شكّ بأن وصول هذه الروايات إلى هذه المرحلة من الجائزة سوف يحفّز الناس على الإقبال على قراءتها، الأمر الذى تهدف إليه الجائزة منذ إنشائها، كما سوف يساعد على ترجمة هذه الرويات إلى اللغات الأخرى بعيدًا عن العلاقات الشخصية مع هذه الجهة أو تلك، وهذا شيء مهم أيضًا".