الكنيسة والفقراء.. رحلة عطاء لا تنتهي.. مخصصات مالية لمساعدة المحتاجين.. ونظام إلكتروني لضمان وصول الخدمة
الكنيسة مؤسسة متكاملة ليست هيئة روحية أو دينية فقط لكن اتجاهاتها متشعبة ومتشابكة لأبعد حد، منها التعاملات الاجتماعية والثقافية والخدمية والتكافلية وتنطلق خدماتها من أرضية وطنية خالصة بهدف الارتقاء بالإنسان الذى هو محور اهتمامها الأول والأخير وتعتبر واعدة من أبرز المؤسسات الصانعة للأمل وحب الحياة.
الكنيسة وقت الأزمات
وفى وقت الأزمات والمحن تتعامل الكنيسة بما يؤكد أنها مؤسسة تابعة للدولة لا تغرد بعيدًا والمتابع لأنشطة الكنيسة يدرك أنها من أجل الإنسان وحده تسخر كل إمكانياتها لخدمته والارتقاء به كما تولى اهتمامًا خاصا بالفقراء تصنع لهم طاقة أمل وسط ظلمة الحياة.
ويولى قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية اهتماما خاصا بالفقراء ليس فقط عندما جاءت به القرعة الهيكلية بطريركا إنما منذ كان أسقفا بالبحيرة.
البابا دائما ما يؤكد أن قضية الفقر تشغل بال الكنيسة ويرى أن الفقر يبدأ من الفكر إلى القلب وأخيرا اليد لذا قرر تخصيص 30% من ميزانية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لدعم الفقراء والمساكين.
نظام التكافل
الكنيسة أيضا تعمل بنظام التكافل سواء على مستوى أفراد أو كنائس وتوجد إيبارشيات تعطى عشورها للأخرى الفقيرة: «هذا النظام يوجد فى أماكن كثيرة والكنيسة بها هذا النظام التكافلى سواء على مستوى أفراد أو كنائس وتوجد إيبارشيات تعطى عشورها للأخرى الفقيرة ويوجد هذا النظام والخدمة تتم فيه».
يفسر البابا الفقر أنه «ضعف»، سواء فى التصرف أو إدارة أمور الحياة، ويرى بطريرك الكنيسة أن الفقراء هم المهمشون أو الذين يعيشون على حافة الحياة والخطر ليس فى فقرهم لكن فى تبعات ذلك من تواكل وسلبية تقودهم إلى كسل والأخطر هو توريث الفقر.
ووصل البابا تواضروس إلى كرسى مارمرقس محملا بهموم الفقراء لذا وضع منظومة تدعى «سكرتيرة الرعاية الاجتماعية»، وضع من خلالها خطة تستمر لخمس سنوات تعمل على خدمة الفقراء بطريقة منظمة عن طريق صدق المعلومات والبيانات وصدق العلاقات وصدق العطية.
فسر البابا تواضروس الثانى، الطريقة التى تدار بها خدمة إخوة الرب -«الفقراء»- ، مؤكدا أنها مجال مهم ومعبر عن حقيقة الخدمة فى الكنيسة.
منظومة رعاية اجتماعية
وأوضح أنه وضع خطة لمنظومة الرعاية الاجتماعية لمدة خمس سنوات، مضت منها ثلاث سنوات وبدأت بالقاهرة ثم الوجه البحرى ثم الوجه القبلى.
وأوضح أن الرعاية الاجتماعية تسير وفق منظومة إلكترونية موضوعة مسبقا، تبدأ بالتسجيل من خلال الرقم القومى، بحيث يكون لكل كنيسة «باسورد» خاص بإخوة الرب لديها، هذا بخلاف الـ«باسورد» الخاص بالأسقف وآخر خاص بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وأكد البابا تواضروس أن الكنيسة يجب أن تخدم الجميع فى مجالات متعددة، لكن استخدام الرقم القومى يهدف للحماية من الخداع، والتحايل، وهو ما أسهم فى توفير 25 % من الاحتياجات كانت مهدرة.
وكشف أن كل طالب للخدمة يسجل بياناته بحيث لا يستطيع الحصول على الخدمة من مكان آخر ، مشيرا إلى مرور ثلاث سنوات من تقديم الخدمة، وفى السنة الرابعة سيتم التنسيق مع الجمعيات التى تعمل فى هذا المجال، أما السنة الخامسة فسيتم التنسيق مع كل الهيئات التى تدعم إخوة الرب من خارج مصر ، موضحا أن أكثر الرعاية الاجتماعية يشارك فيها أكثر من 600 كاهن على مستوى الجمهورية.
بيت حسدا
وفى إطار خدمة الكنيسة افتتح الأنبا إنجيلوس الأسقف العام لكنائس قطاع شبرا الشمالية، دار "بيت حسدا" لرعاية كبار السن بشبرا ، وهو مجهز بتجهيزات مميزة فى الإقامة والإعاشة ، وبه إشراف طبى ومتاح لإقامة ورعاية كبار السن من الجنسين.
كما تولى الكنيسة اهتماما كبيرا باليتيم حيث يستقبل دير القديس الأنبا إبرام باليوم العشرات من الأطفال الأيتام، من المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.
وقال البابا تواضروس: أن الكنيسة تخدم المجتمع دون النظر لأى اعتبار آخر، مشيرا إلى أن الرعاية الاجتماعية لكى تنجح تحتاج لأن يتخلى الإنسان عن ذاته، ومن أمثلة الرعاية الاجتماعية قامت إيبارشية وسط القاهرة، بإنجاز وتنفيذ وتصنيع ٤٠٠٠ عبوة بها مواد غذائية ، ١٢٠ سريرا ، ٢٠٠ (طبلية) ، ١٠٠ مكتب ، ٣٠٠٠ قطعة ملابس ، ٦٠٠ شنطة مستلزمات عناية شخصية للأطفال، وذلك لخدمة نحو ٥٠٠٠ أسرة تعيش تحت خط الفقر بقرى الصعيد والبحيرة.
إدارة الموارد
وتختلف طرق إدارة موارد الكنيسة المالية من كنيسة إلى أخرى ومن زمن إلى آخر، ففى الستينيات اشترك القمص بيشوى كامل فى مؤتمر عن "نظرة الكنيسة للمال"، وفى إحدى الجلسات عُرض سؤال عن موقف الكنيسة من المال، وقال راعى إحدى الكنائس السويدية: "ليست لنا مشكلة فى أن الكنيسة أنشأت بنكًا باسمها، وهو ينفق عليها".
فيما قال القمص بيشوى شارل سكرتير البابا تواضروس للرعاية الاجتماعية: "كنيستنا فى مصر تعيش على طبق يُجمع من الشعب ، وتسدد كل التزامات الكنيسة والكهنة والعاملين فيها"، وتعددت الجمعيات التى تخدم الفقراء ومن أهمها «أسقفية الخدمات، الراعى وأم النور ، الأنبا إبرام بكندا ، الأنبا إبرام مارمرقس كليوباترا، خدمة الأنبا إبرام (أبونا إنسطاسي)، جمعية الأنبا موسى بكندا، سانت مارك مانشستر، سانت مينا القاهرة، love & hope أمريكا، copt finders سيدنى، سانت فيرينا أمريكا، Coptic orphans أمريكا، برنامج "أين أنت" المتنيح الدكتور ثروت باسيلي.
نظام إلكتروني
وأضاف أن الكنيسة تعمل وفق نظام إلكترونى يحصر أعداد الأقباط المحتاجين وحالاتهم واحتياجاتهم ويوزع موارد الكنائس حسب تلك الإحصائيات، وهو ما يضمن وضع عائلات الرعاية الاجتماعية أو إخوة الرب على قاعدة بيانات موحدة قوامها وأساسها الرقم القومى للفرد، مع الالتزام بقاعدة البيانات.
وأوضح سكرتير البابا أن الكنيسة تعطى من خلال البرنامج كل السائلين ، كلا حسب حاجته وأهميتها بالنسبة له، مع تطبيق نظام موحد يضمن تقديم كافة أنواع العطايا والمعونات، وبحث الحالة يوضح الإصابة بالأمراض، وطبيعة المؤهلات أو الحرف وعدد العاطلين فى الأسرة.
كما نقدم الأدوية للمرضى ونوفر فرص عمل للعاطلين وأشار إلى تطبيق نظام استمارة طلب المساعدة والتى توزع على كافة الإيبارشيات تملأ فيها البيانات برقم الأسرة والرقم القومى والكنيسة التابعة وحجم المساعدة ويسمى نموذج طلب المساعدة ومن الممكن أن يطلب السائل نقدا أو دواء أو وظيفة.
نقلًا عن العدد الورقي...