رئيس التحرير
عصام كامل

"بيت الزكاة".. فيه حق معلوم للسائل والمحروم.. دعم الأسر الأكثر احتياجًا أبرز نشاطاته.. ومساهمة فعالة في القطاع الصحي

فضيلة الإمام الأكبر
فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

فى العاشر من شهر مارس لعام 2014 أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى القرار الجمهورى رقم 123 الخاص بإنشاء "بيت الزكاة والصدقات المصري" وتكون له الشخصية الاعتبارية ويتمتع بالاستقلال المالى والإداري ويخضع لإشراف شيخ الأزهر الشريف.

 

الأهداف

ويهدف إلى قبول أموال الزكاة والصدقات والتبرعات والهبات والوصايا والإعانات الخيرية بغرض تنميتها وصرفها فى وجوهها المقررة شرعًا حسب أولوياتها وصولًا لتنمية الفرد والمجتمع وبث روح التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع.

ويخضع البيت لإشراف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ويتولى تسيير أموره من الناحية الإدارية أمين عام بيت الزكاة وكان يتولى هذا المنصب منذ عام 2016 الدكتور صفوت النحاس ، قبل أن يقرر شيخ الأزهر تكليف اللواء محمد عمرو لطفى فى الثانى من شهر مارس الماضى ليتولى المنصب خلفًا للنحاس.

كما يتولى إدارة البيت عدد من أعضاء الأمانة العامة والتى أصدر شيخ الأزهر قرارا العام الماضى بإعادة تشكيلها تضم عددا من الأعضاء الجدد وعلى رأسهم إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الأسبق وفاروق العقدة محافظ البنك المركزى الأسبق وفايزة أبو النجا مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومى وممتاز السعيد وزير المالية الأسبق وعبد الوهاب حسن رئيس المحكمة الدستورية السابق وشوقى علام مفتى الجمهورية ونصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق ومحمد عمران رئيس هيئة الرقابة المالية ومحمد سلطان محافظ الإسكندرية الأسبق وعاطف حلمى وزير الاتصالات الأسبق وهشام عكاشة رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي وغيرهم من الأعضاء. 

الأنشطة

ويركز نشاط البيت فى المقام على تقديم المساعدات والإعانات الشهرية فى عدد من المجالات الخيرية سواء فيما يتعلق بمجال المساعدات والإعانات الشهرية للأسر المحتاجة أو إخراج الغارمين وتجهيز الأفراح الجماعية للأسر الفقيرة وبلغة الأرقام فإن البيت يتلقى يوميا قرابة 1.2 مليون جنيه عبر حساباته المختلفة فى البنوك.

ويسعى البيت للوصول إلى 3 ملايين جنيه فى اليوم الواحد وذلك استنادًا إلى حجم الوعاء الزكوى فى مصر والذى يصل إلى قرابة الـ50 مليون جنيه ويعمل البيت على توزيع المبالغ التى يتلقاها على المصادر المتنوعة التى سيتولى العمل عليها والتى من أهمها تقديم الإعانات الشهرية للأسر حيث يقوم البيت بصرف إعانات شهرية تتراوح من 500 جنيه على ألف جنيه حسب كل حالة إلى ما يقرب من 91 ألف أسرة بمبلغ يتراوح 45 مليون جنيه على أن يتم مضاعفة هذا الرقم خلال الشهرين القادمين بعد قرار شيخ الأزهر الأخير بمضاعفة الإعانات التى يقدمها البيت للأسر الأكثر احتياجًا ضمن الإجراءات التى اتخذها الأزهر مؤخرًا لمساندة الأسر فى مواجهة انتشار فيروس "كورونا" المستجد.

القطاع الطبي

ويعد القطاع الطبى أحد أبرز المجالات التى ينشط بيت الزكاة والصدقات من خلال مساهمته الفعالة فى تقليل قوائم الانتظار وعلاج مرضى فيروس "وإجراء عمليات القلب المفتوح وغيرها حيث جمعت الفترة الأخيرة عددًا من اللقاءات بين الدكتورة هالة زايدة وزير الصحة وشيخ الأزهر الشريف حيث أشاد الوزير فى أكثر من مناسبة للدور المهم الذى يقوم به بيت الزكاة فى تقليل قوائم الانتظار فى عدد كبير من المستشفيات.

كما كشف الدكتور محمد أسامة عميد معهد القلب عن تبرع البيت بـ"اثنتي عشرة قسطرة تصوير موجات" بلغت قيمتها نحو 156 ألف جنيه بجانب تخصيص البيت لمبلغ 10 ملايين جنيه لتقليل قوائم انتظار فى المعهد، بالإضافة إلى تمويل شراء 200 بالون بتكلفة نحو 6 ملايين جنيه لاستخدامها فى عملية توسيع الصمامات بالمعهد.

بجانب نشاط المعهد فى علاج الحالات المصابة بفيروس "سي" على مستوى الجمهورية من خلال الحملة التى أطلقها فى وقت سابق بعنوان "صحتك هتنور حياتك" والتى تقوم على إجراء التحاليل والمسح للمواطنين فى المؤسسات المختلفة للكشف على الإصابات بالفيروس والتكفل بعلاج الحالات المصابة بالمجان، حيث صرف البيت على تلك الحملة ما يقرب من 70 مليون جنيه.

مبادرات

ويعد بناء الإنسان والارتقاء به أحد أبرز الأهداف التى يسعى إليها البيت ومن المحددات الرئيسية فى طريقة العمل، ومن أجل ذلك يقوم البيت بإطلاق عدد من المبادرات المهمة التى تعمل فى الأساس على تنمية الإنسان وواقعة فى عدد من المناطق المختلفة، سواء أكان ذلك من خلال تقديم أجهزة كهربائية أو وصلات المياه أو غيرها من المتطلبات الرئيسية التى تسعى لحفظ كرامة الإنسان وتحفظ له حياة كريمة.

وكان من أبرز تلك المبادرات هى مشاركة البيت فى مبادرة "حياة كريمة" التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى مع نهاية العام الماضى والتى تهدف إلى دعم والارتقاء الأسر الأكثر احتياجا على مستوى الجمهورية.

بالإضافة إلى مشاركته فى عدد من المبادرات فى وقت سابق مثل حملة "مصر الدفيانة" والتى كانت تهدف إلى توفير احتياجات الشتاء للأسر المحتاجة، بجانب البرتوكولات التى وقعها البيت مع مؤسسات العمل الخيرية المصرية وعلى رأسها بيت الطعام ومصر الخير وغيرها من المؤسسات التى تنشط فى تقديم أعمال الخير فى شهر رمضان المبارك.

ويعد مجال الإسكان أحد أبرز المجالات التى ينتظر فيها بيت الزكاة والصدقات المصرى من خلال بروتوكولات التعاون مع وزارة الإسكان وكان من أبرز المساهمات التى قدمها البيت فى هذه المجال المشاركة فى تأثيث وتجهيز 1096 وحدة سكنية بمشروع "منطقة أهالينا" وهو مشروع إسكان اجتماعى متكامل بحى السلام لنقل سكان المناطق العشوائية غير الآمنة بتكلفة بلغت 30 مليون جنيه.

ترميم المنازل

كما قام بإجراء ترميمات منازل عدد من مـُستحقى الزكاة بإجمالى 1.6 ملايين جنيه، كما كان للبيت دور فعال فى إحلال وتجديد قرية الروضة بشمال سيناء بعد الحادث الإرهابى الذى تعرضت له، حيث ساهم البيت فى بناء 25 وحدة سكنية، بجانب بناء أزهرى بتكلفة 3.5 ملايين جنيه، بجانب الإعانات الأخرى التى قدمها البيت لأهالي القرية بعد توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عقب الزيارة التاريخية التى قام بها أهالي القرية عقب الحادث.

تحصيل الزكاة 

ويقوم البيت بتحصيل الزكاة من خلال عدة طرق إما عن طريق التحصيل اليدوى من خلال الأشخاص الذين يأتون إلى مقر البيت داخل مشيخة الأزهر الشريف لدفع الزكاة بأنفسهم، أو من خلال الحسابات المتعددة للبيت فى جميع البنوك، والتى تصب فى حساب 8888 زكاة فى البنك المركزى  7777 صدقات فى البنك المركزى أيضا، و5555 صدقة جارية، أو من خلال الاتصال على رقم 15111 من خلال مندوب البيت لأخذ الزكاة بنفسه، أو من خلال نفس الرقم عن طريق رسائل القصيرة ثمن الرسالة الواحدة 10 جنيهات، إضافة إلى أن البيت فتح عددا من الحسابات الخاصة فى بعض البنوك.

واحدة من أهم القواعد والأسس التى يعمل عليها القائمون فى بيت الزكاة والصدقات المصرى هو "حفظ كرامة الإنسان" المقدم له الخدمة وعدم جرح مشاعره بأى صورة أو طريقة كانت، ويتمثل ذلك عدم الإفصاح عن أي بيانات تخص الأشخاص المتلقى الإعانات خلال البيانات التى يدرها البيت بين الحين والآخر عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى، أو الإفصاح عنها لوسائل الإعلام.

كما يعد "تصوير" الأسر المحتاجة هى أحد أبرز الخطوط الحمراء أن جاز تسميتها لدى القائمين على البيت ، وذلك حسب تعليمات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.

نقلًا عن العدد الورقي...،

الجريدة الرسمية