صناع الأمل في الجامعات.. طلاب ينفذون مشروعات حضارية جديدة.. وأبناء هندسة حلوان يصممون مشروعا لإنتاج الماء من الهواء
"إنتاج الماء من الهواء".. بمجرد أن تسمع تلك الجملة لا يمكن أن تتخيل أن يتم ذلك على أرض الواقع، ولكن مع طلاب الفرقة الرابعة بكلية الهندسة جامعة حلوان قد يكون ذلك المستحيل والذى لا يتوقعه أحد حقيقة.
صناع الأمل
11 طالبا يمثلون شباب مصر الواعد وصناع الأمل لتحقيق نهضة وتطوير ذلك الوطن عن طريق العلم والمعرفة، قرروا أن يكون مشروع تخرجهم بالسنة النهائية لخدمة وطنهم فى ظل ارتفاع الكثافة السكانية والاستهلاك الزائد للمياه، بل تعرض بعض المناطق للجفاف، وكذلك مشكلة المياه التى تواجهها مصر بعد أزمة سد النهضة.
ووفقا لإحصائيات الأمم المتحدة يعانى 1 من كل 10 أشخاص فى العالم من شح المياه وما يقارب خُمس العالم من ندرة المياه نتيجة لعدم توافر مصادر متاحة لهم بشكل عام أو مصادر مياه صالحة للشرب بسبب مشكلة تلوث المياه، والأخذ أيضا فى الاعتبار صعوبة إنشاء محطات تحلية مياه البحر نظرا للتكلفة الباهظة اللازمة لإنشائها وتكلفة نقل المياه للمناطق البعيدة عن البحر.
حل المشكلات
من هنا جاءت فكرة طلاب هندسة حلوان قسم كهرباء قوى، للتفكير بمشروع لإيجاد أنسب الحلول لحل مشكلة نقص وتلوث المياه فيقول مهاب محمد مدبولى أنه من هذا المنطلق فكروا فى مشروع الهواء (الغلاف الجوى) كمصدر مستقل لإنتاج المياه يعالج هذه المشكلات من حيث جودة ونقاء المياه وإمكانية توفرها فى أي مكان حتى فى أكثر الأماكن جفافا كالصحارى، بالإضافة إلى كفاءة الطاقة للجهاز.
وأكد مدبولى أن هذا الجهاز يعتبر صديقا للبيئة ويعتمد كليا على الطاقة الشمسية دون الحاجة لمصدر كهرباء من الشبكة، بحيث تُبنى الفكرة الأساسية لعمل الجهاز على إنتاج المياه من بخار الماء المتواجد مسبقا بالهواء الجوى المحيط، موضحا أن الهدف الذى يطمحون إليه من هذا المشروع هو توفير مصدر مياه شرب نقية للأماكن النائية غير المتاح بها مصادر المياه الأخرى- بأكثر كفاءة للطاقة وبأقل ضرر على البيئة، وكونه ذو ريادة وأسبقية فى مصر.
الزيادة السكانية
وأشار "مدبولي" إلى أن هناك طلب متزايد على كميات المياه النظيفة المتناقصة بفعل زيادة السكان، بجانب الحلول التقنية والعلمية المتاحة حاليًا لمواجهة هذه المشكلة الخطرة، هى إما جزئية أو مكلفة، وهى ليست بمتناول الجميع، كتحلية مياه البحر مثلا؛ أو أنها تتطلب طاقة إضافية لاستخراجها تفاقم من المشكلات البيئية، التى تعود وتنعكس سلبا على نوعية المياه، لذلك قررنا التفكير فى مصدر آخر للمياه لحل هذه المشكلات، لذلك كان الهدف الأساسى هو استخراج المياه من الهواء.
وأكد أنه يمكن استخدام هذا المشروع كتطبيق أساسى فى المنازل لأنه صغير الحجم، ويسهل نقله، ولا يصدر أصوات مزعجة، ويمكن عن طريق التحكم به إصدار مياه باردة ودافئة، كذلك يمكن استخدامه فى الزراعة من خلال تخزين المياه الناتجة واستخدامها فى الرى، وتكون حل مثالى أثناء وقت الجفاف، واستخدامه فى الصحارى: فهو حل لمشكلات نقص المياه أو انعدامها فى الصحراء، فكرة عمله تتناسب مع ظروف مناخ الصحراء.
وأيضا استخدامه فى المعسكرات: نظرا لمشكلات المياه فى هذه الأماكن التى لا يتواجد بها مصدر ثابت للمياه، فيمكن للجهاز التغلب على هذه المشكلة نظرا أيضا لسهولة حملة ونقله.
المناطق الصحراوية
وأوضح أن الفريق قام بدراسة مدى إمكانية تنفيذ الفكرة وعملها بالمناطق الصحراوية والبعيدة عن مصادر المياه الطبيعية فوجدوا أن هناك نسبة كبيرة من الرطوبة النسبية فى الجو بالمناطق الصحراوية والبعيدة عن المصادر الطبيعية للمياه، تتراوح هذه النسبة بين ٣٠-٤٠ بالمائة، مقارنة بنسبة رطوبة بالمناطق الحية تتراوح بين ٥٠-٦٠ بالمائة.
وهذه النسبة تعنى إمكانية نجاح الفكرة بشكل جيد حتى بالمناطق الصحراوية، تم دعمنا من قبل أكاديمية البحث العلمى نتيجة فوزنا فى مسابقة مشاريع التخرج، مشيرا إلى أنه تم عمل التصميم النهائى للمشروع كمنتج والآن فى مراحل التنفيذ.
قطار الهايبرلوب
أما المشروع الثانى فهو لثمانى طلاب بكلية هندسة المطرية، قرروا منذ انتهاء السنة الثالثة لهم أن يتركوا بصمة خلفهم تكون مختلفة عن الجميع، والتفكير خارج الصندوق والشكل التقليدى لمشاريع التخرج وذلك لتنفيذ مشروع يستطيعون من خلاله خدمة وطنهم والنهوض به من خلال تصميم وتصنيع نموذج لقطار "الهايبرلوب".
فيقول عمرو محمد عبد الخالق، أحد أعضاء الفريق أن الهدف من ذلك المشروع هو تسهيل السفر بين الدول وبين المحافظات فى مصر وذلك عن طريق توفير وسيلة سفر تتميز بالسرعة والسهولة وقلة التكلفة، فتصل سرعة ذلك القطار لسرعة الصوت، حيث يتم هذا عن طريق مرور القطار فى أنبوبة مفرغة جزئيا تعمل على تقليل احتكاك الهواء مع القطار، مؤكدا أن ذلك القطار يعمل على الاحتكاك الذى يحدث بين عجل القطار والقضبان بوسائل كهرومغناطيسية لدفع القطار.
مواصلات مستقبلية
وأكد أن قطار "الهايبرلوب" يعتبر وسيلة مواصلات مستقبلية تساعد فى جذب السياح خاصة بالوطن العربى بالكامل فى 10 أيام أو أسبوعين؛ وذلك لأنها تعمل على تقليل مدة السفر بين الدول والمدن البعيدة مثل القاهرة وأسوان والتى يمكن أن تستغرق مدة السفر بينهم بالقطار العادى إلى 9 ساعات.
ولكن بالهايبرلوب مدة السفر سوف تكون 25 دقيقة بجانب أن تكلفته فى السفر أقل لأن هايبرلوب يتحرك بالكهرباء بالتالى تكلفته أقل من الطيران؛ لأنه يعتمد على البنزين المستخدم فى محركات الطائرة.
وأوضح أن هناك نظاما لتجديد الهواء بتقنية حديثة ومتطورة وعلى أعلى درجة من الأمان للحفاظ على سلامة وصحة راكبى القطار، وذلك عن طريق نظم التكييفات المركزية والتى تعمل على تنقية الهواء من الميكروبات مثل التكييفات المركزية المتواجدة فى المستشفيات والتى تعمل على الحد من انتشار الفيروسات.
مشيرا إلى أن plasmacluster Tech هى وسيلة يتم استخدامها لقتل الميكروبات والفيروسات وتنقية الهواء مما يساعد على تقليل انتشار الكورونا لأن الوحدة المركبة فالـ pod نفسها.
نقلًا عن العدد الورقي...،