23 عاما على رحيل عملاق الصحافة مصطفى أمين
يظل الكاتب الصحفى مصطفى أمين رمزا من رموز الصحافة الحديثة وسوف يظل دائما شخصية خلاقة يتحمس له الكثيرون ويرفضه ويهاجمه الكثيرون ويبقى مصطفى أمين الرجل الذى راح يعلم الأجيال لأكثر من ستين عاما صحفيا ومعلما.
تمر اليوم الذكرى الثالثة والعشرين لرحيل عملاق الصحافة المصرية ـــ رحل 13 أبريل عام 1997ــــ مصطفى أمين. هو كوكب الصحافة المصرية ورائد نهضتها الحديثة ، شخصية التف حولها الجميع وتتلمذ على يديه أجيال وأجيال من الصحفيين ومن المواطنين ..من رأوه ومن قرأوا عنه.. وصف بأنه حامل لواء الخير والحرية والإنسانية.
ولد مصطفى أمين عام 1914 فى بيت الأمة حيث كان خال والدته هو الزعيم سعد زغلول ، تلقى تعليمه بالمدارس المصرية ثم التحق بالجامعة الأمريكية وتخرج فيها عام وسافر إلى الولايات المتحدة لدراسة العلوم السياسية.
بدأ حياته صحفيا فى مجلة الرغائب ثم الكوكب والجهاد إلى روز اليوسف عام 1930 واشترك مع محمد التابعى فى إصدار مجلة آخر ساعة 1934 وتولى فيها منصب نائب رئيس التحرير ثم مندوبا لجريدة المصرى فى اوروبا ثم رئاسة تحرير آخر ساعة الى ان اشتراها عام 1946 .. أسس مع شقيقه وتوأمه على أمين دار اخبار اليوم عام 1944 وأسس مجلتى آخر لحظة والجيل عام 1951 وواصل كتابة عموده “فكرة” بدلا من شقيقه على أمين بعد وفاته.
وفى يوم وفاته أفردت جريدة الأخبار صفحاتها لتنقل إلى القارئ آراء زملائه ومحبيه فيه قال الشيخ محمد متولى الشعراوى: صاحب الكلمة الشجاعة والمواقف الجريئة.. لم يخش فى الحق لومة أحد كابد الكثير بسبب كلماته وآرائه ، ولعل فى ذلك عزاء لنا.
عندما كان مريضا فى فراش الموت منعه الأطباء من الكتابة كتب يقول: إننى أستطيع أن أتحمل المرض والألم ولكن لا أتحمل أن تصدر الأخبار بدون فكرة ، أن استمرار الكتابة هو علاجى الوحيد ضد كل أمراض الدنيا فلا تحرمونى منه حتى يساعدنى على سرعة الشفاء.
وقال رفيق دربه أحمد رجب: مات أبى وأريد أن أتكلم فتاهت الكلمات فمن أين الكلمات والقلم فى يدى كسيف فى يد المهزوم.
وقال الفنان أبو بكرعزت: هرم من أهرامات مصر فهو مؤسس مدرسة الصحافة بمصر، وقالت الإذاعية صفية المهندس: كان جزءا من تاريخ مصر، وإنسانا لن يتكرر ، وقالت سميحة أيوب: أستاذ كبير لأجيال وأجيال فى الصحافة المصرية والعربية ، وقال عمار الشريعى: إذا كان قد رحل بجسده فإن الشموع التى أضاءها فى حياة الشعب ستظل مضيئة بالحب والخير والامل الذى زرعه فى قلوب أبناء هذا الوطن.
وقال الدكتور مصطفى كمال حلمى: كان نورا وبصمة مضيئة فى حياتنا .. صاحب قلم وفكر ومدرسة ، وقال مكرم محمد أحمد : سيظل موجودا لأمد طويل لأن مدرسته قائمة واخبار اليوم قائمة وتلاميذه قائمون .. لقد كان له قيمة عظيمة ، وقال وجيه أبو ذكرى وداعا صديق العمر استاذ العمر وفارس الحرية وفارس الكلمة الجميلة ، وداعا يا صاحب مدرسة الصحافة الحرة.
مصطفى أمين يكتب: أيادينا ستجئ بالنهار
وقال الدكتور صلاح قبضايا كان صحفيا فى الأربع والعشرين ساعة يوميا وكان يحتضر وهو يفكر فى الصحافة والصحفيين ويخرج من سكرة الموت ليكتب فكرة التى لم ينقطع عن كتابتها إلا بعد خروج أنفاسه الأخيرة.