ممرض المنوفية المتعافى من كورونا: كنت خايف من نظرات الناس
ممر شرفى، تصفيق، فرحة تملأ العيون، لم يكن ذلك لاستقبال شخص حاصل على بطولة أولمبية أو قائد منتصر فى معركة حربية، بل كان استقبالاً لبطل من أبطال جيش مصر الأبيض أصيب بكورونا لكنه تمكن من هزيمته فى النهاية.
الخوف على عائلته منعه من النزول إلى قريته لحضور جنازة جده، حيث كان يخشى أن يكون مصابا بالفيروس وينقله لأحد أفراد أسرته أو لأحد أهالى القرية، خاصة وأنه يعمل بمعهد الأورام الذى أصيب به عدة حالات بكورونا.
أجرى مسحة عقب إعلان إصابة إحدى الحالات بمعهد الأورام وظهرت نتيجتها إيجابية، وتم نقله للحجر الصحى لتلقى العلاج الذى يتضمنه بروتوكول وزارة الصحة المصرية للمصابين.
10 أيام كانت كافية لـ محمد عبد الفتاح ابن قرية كفر فيشا الكبرى التابعة لمركز منوف فى محافظة المنوفية، من أجل التعافى من الفيروس المستجد والانتصار عليه والخروج من مستشفى الحجر الصحى.
المشهد المحزن الذى كان أبطاله أهالى قرية شبرا البهو بمحافظة الدقهلية كان سببا فى إحداث حالة من الخوف لدى الممرض، الأمر الذى جعله يفضل عدم النزول للقرية خوفاً من سهام نظرات الأهالى القاتلة التى قد تطاله أو تؤثر على حالته النفسية.
خالف أهل القرية الظنون وبادروا بالاتصال به للاطمئنان عليه وتهنئته على الشفاء والخروج من الحجر الصحى معلنين انتظارهم لرؤيته، رسالة طمأنينة كان يحتاجها عبد الفتاح بعد تعافيه، فقرر النزل للقرية وطمأنة أسرته وأصدقائه عليه.
استقبال حافل وممر شرفى لممرض تعافى من كورونا بالمنوفية | فيديو
لم يصدق عبد الفتاح ما رأه من أهالى المنطقة التى يقطن بها حيث اصطفوا وصنعوا ممرا شرفيا انتظارا لقدومه وقاموا بالتصفيق له فور وصوله وتهنئته على تعافيه وأعدوا له شهادة تقدير باسم شباب القرية، ليضربوا المثل والنموذج فى الوعى والثقافة.